مقالات متنوعة

نجل الدين ادم : يوم الانتصارات


في صمت شديد تكللت جهود القوات المسلحة بتطهير عدد من المناطق في إقليم دارفور، استطاعت حل أسطورة جبل مرة وهي تعلن أمس بسط سيطرتها على المنطقة، وهذا الجبل كما هو معروف ممتد على نطاق حدود ثلاث ولايات في دارفور، بشر الجيش أهالي دارفور من النازحين واللاجئين بأنه أحكم قبضته على الجبل بعد تطهير (17) منطقة بل مضى إلى دعوة كل هؤلاء للعودة وأن كل شيء مؤمن.
أهمية جبل مرة تكمن في أنها كانت المأوى الرئيس للحركات المسلحة في دارفور، ومنه انطلقت شرارة التمرد وتمدد في الإقليم.
التحية للقوات المسلحة وهي تسطر في سجل إنجازاتها سفر جديد من الانتصارات ببسط سيطرتها على منطقة جبل مرة المنيعة وينتقل بالإقليم إلى مرحلة جديدة هي مرحة العودة إلى الموطن وتحقيق الاستقرار. هذا الانتصار بالتأكيد سيكون له أثره في الأيام المقبلات على الإنسان وعلى مستوى عملية السلام، حيث لم يعد للمتمردين في دارفور بعد هذه المعارك الفاصلة وهزيمة القوة الرئيسية لحركة العدل المساواة قوز دنقو الشهيرة أي وجود حقيقي للحركات المسلحة بأي شكل.
أمس أطلق النائب الأول حديثاً مهماً في المؤتمر التقييمي للدفاع الشعبي وهو يقول بأن السلام لا يعني وضع البندقية في المخزن، وهذا يعني بالتأكيد أن قواتنا جاهزة لكل الخيارات، فرغم أنها تُغلب خيار السلام إلا أن القوات المسلحة ستكون يقظة للرد على أي محاولات غدر.
اتفاق نيفاشا مع الحركة الشعبية جاء بقوة السلاح ذلك أن جيشنا استطاع وقتها أن يحطم كل القوة المسلحة للجيش الشعبي، رغم ما كان يجده من دعم خارجي، واستطاعت قواتنا أن تسيطر على كل الولايات الجنوبية، الأمر الذي جعل المتمردين يرضخون لخيار السلام ويذعنون للسلم وتجلس الحركة الشعبية في طاولة المفاوضات مع الحكومة لتبدأ جلسة من المباحثات الطويلة، إلى أن تكللت في نهاية الأمر بوقف الموت المجاني الذي كان يحدث ويتوصل الطرفان لاتفاقية السلام الشامل التي وضعت حداً لكل المطالب التي خرج من أجلها المتمردون إلى الغابة، لذلك فإن سلام نيفاشا كان سلام قوة.
اليوم تعيد القوات المسلحة ذات السيناريو لتجعل من خيار سلام القوة مع حركات دارفور أمراً واقعاً للطرف الآخر وهم حملة السلاح، وإلا فإنهم لن يجدوا من سبيل ثالث. الغريب في الأمر أن بعض الدول الأوربية قابلت هذا الانتصار بالرفض والاستنكار، وبدأت في تحريك مشروعات قرار عبر المنظمات الدولية التي لا تعمل إلا لمصلحة هؤلاء، وهذا السخط الغربي و(القومة والقعدة) بسبب هذا الكسب العسكري الساحق، وهو أيضاً يحسب انتصاراً آخر على من يريدون للتمرد أن يكون مسيطراً وللحرب أن تستمر.
مرة أخرى نجدد التهاني الحارة للقوات المسلحة وهي تحقق هذا الانتصار الكبير وتشيع البهجة في نفوس الذين هجروا قراهم ومناطقهم قسراً، فاليوم حانت لحظة العودة إلى الديار والله المستعان.