منوعات

وضعت نهاية مأساوية، مواقع التواصل الاجتماعي .. الوجه الآخر


(أنهيتُ علاقتي معه بعد أكثر من عشرة أعوام من الزواج انجبنا فيها معاً بنتاً كالقمر وولداً جميلاً)، وتواصل مريم: “علاقتنا معاً على اجمل ما تكون علاقة بين الازواج حتى ان كثيرين بدأوا في الغيرة من انسجامنا وتفاهمنا لكن بعد فترة لاحظت زوجي يطيل الامساك بهاتفه طويلاً ويغرق لساعات طوييلة في الدردشة وعندما اساله كان يجيب بأن اصدقائه بالجامعة والعمل وبعض اقاربه انشأوا مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي يلتقوا بها، ويتناقشوا قضاياهم. لكن هالها يوماً أن وقع هاتفه على يدها مصادفة بالعديد من رسائل الغرام الساخنة بينه وبين اخريات فما كان منه الا ان وضعت حداً لعلاقتها وحياتها معه.
حال مريم لا يختلف عن (السيد) والذي بطوعه وارادته اشترى لزوجته هاتفاً ذكياً بل ودعمه بنفسه بالعديد من برامج التواصل الاجتماعي والتي قام بتثبيتها لها، وعلمها كيف تتواصل مع الأصدقاء (الافتراضيين)، ثم انصرف الي امواله وتجارته وسوقه، التي يرجع منها ويكون الليل قد دخل في نصفه الثاني. وما هي الا شهور وصارت حياة الزوجة مختلفة وليس بينها وبين شخصية البنت التي لا تعرف أي شيء اية روابط الادهى ان الاصدقاء (الافتراضيين) تحولوا الي اصدقاء حقيقيين يشاركون (السيد) حياته وسمع يوما سؤالاً من أحد المتصلين على هاتف زوجته ردّ عليه حينما تركته في البيت وخرجت الي احد جيرانها لغرض يخصها؛
-ما سمعت صوتك من امس، وينك؟
فما كان منه الا ان أنهى السيد ما تبقى من حياته وصار يحمل لقب المطلق وهي لقب المطلقة وابنته هي الاخرى تحمل لقب ابنة المطلقين.
تقول فاطمة متحدّثة عن تجربتها الشخصية، حيث تعيش وزوجها في ثقة كبيرة بينهما مبينة انها تتصفح هاتف زوجها دون ان ينزجع وكذلك حساباته بـالفيسبوك والواتس آبِ وهو يفعل ذلك، لافته الي حالة الشفافية التي تسود بينهما مشددة على اهمية المودة والرحمة بين الزوجين فالمرأة هي السكن وبغياب المودة والرحمة ينهار الأمر ذاكرة ان السكن يعد راحة النفس وطمأنينتها كما قرأت في التفاسير والاهم هي نفس الرجل وروحه فإن اندمجا في العلاقة الشرعة اصبحا واثقين من بعضهما البعض لكن فاطمة تعود وتستدرك بان هناك مخاطر بسبب التواصل الالكتروني فهو طريقة تواصل غير تقليدية وقد يكون مدمراً للأسرة فيما قد تهتز شخصية الأب داخل المنزل لأسباب جوهرية منها ان قدوتهم الذي يفترض ان يكون متمسكاً بالقيم التي رباهم عليها خانها.
وطبقاً لدراسة حديثة فان مواقع التواصل الاجتماعي اضرار ومخاطر اولها ان مستخدميها يقضون جل اوقاتهم في كتابة الرسائل النصية او على مواقع الشبكات الاجتماعية او كليهما، معرضون لمجموعة من السلوكيات المقلقة بما فيها التدخين والاكتئاب واضطرابات الاكل تعاطي المخدرات والخمر، واكدت دراسة ان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يُشكل عائقاً أمام إقامة علاقات عائلة اجتماعية سوية بين افراد الاسرة الواحدة لتأثيرها السلبي على التواصل الاسري وتخلق نوعاً من العزلة النفسية وحذرت الدراسة من الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والتي زاد الاقبال عليها بشكل ملحوظ حيث اصبح هناك قاعدة عريضة من الشباب ممن يستخدمون تلك المواقع بشكل يومي وامتدت تلك القاعدة لتصل الي شريحة الأطفال والمراهقين.
ناهك عن الإدمان والقلق وعدم النوم والاكتئاب التي كانت في مقدمة الأخطار التي يواجهها الشباب نتيجة استخدام الانترنت بالاضافة الي القرصنة والتجسس واصابة الحاسب بالفايروسات وسلب الأموال والسرقة عبر الانترنت والتعرض للاصابة بأمراض العيون واضطرابات عصبية ومشاكل اجتماعية اخرى.

صحيفة حكايات