هيثم كابو

لعنة الله على التعود


* عندما ينخر الفساد السياسي كالسوس في العظم فإن لذلك التآكل تأثيرات اقتصادية وإفرازات اجتماعية وإشارات فنية تجسدها كثير من السقطات الغنائية..!!
* عندما كنا نقول إن الأغنيات الخادشة للحياء لا تمثل سقطة فنية بقدر ما أنها تمثل عورة اجتماعية فإننا ننبه لخطر مطربين فارقوا خط الأخلاق وأدخلوا المجتمع في نفق ضيق..!!
* وقائع الفساد الاجتماعي والانهيار الأخلاقي والتدني الفني والسقوط الغنائي مجموعة عناصر لسبيكة واحدة..!!
* لعن الله التعود والتساهل الذي يبدأ (ثقباً) ثم سرعان ما يصبح (شلالاً).!!
* لا يمكن الحكم على هذه الظواهر الفنية بمنأى عن الجوانب النفسية والتغيرات المجتمعية..!!
* الأسر التي كانت بالأمس (محافظة) وتجد حرجاً عندما يضغط أحد الشباب على أزرار الريموت ليأتي بالقنوات التي تبث مثل هذا النوع من الأغنيات وتكربجه بسياط حارقة أصبحت اليوم لا تمنح الأمر أدنى مساحة اهتمام.. (والسبب أنهم تعودوا وكفانا الله وإياكم شرور ذلكم الاعتياد)..!
* قلنا مراراً إن المجتمع بات يغير جلده يوماً تلو الآخر.. والأب الذي كان (ينهر) ابنه عندما يبدي شيئاً من ليونة ونعومة ويطالبه بالاستقامة لأنه رجل بات الآن للأسف الشديد يطلب من الابن المدلل منحه (لبانة) من الجيب الخلفي.. الأب الذي كان يزجر ابنته لأنها ترتدي ملابس ضيقة ترسم جسدها وتظهر مفاتنها لم يعد يفعل ذلك لأن الأم باتت تردد اليوم ما كانت تقول ابنتها بالأمس: (اللبس دا مافيهو حاجة.. وكل البنات لابسات كدا)..!!
* الآن، ثمة تغير يحدث ولكن في هدوء تام ونحن نلتف حول ذاك التغير ونبدأ في رحلة التعود عليه ولا نشعر بأن هناك كارثة.!!
* المشاهد التي نراها في الشارع والمناسبات والأزياء التي تظهر بها الفتيات تجعلنا نلوم (منتجي الأغاني الساقطة) إذا خذلوا هذا القطاع العريض ولم يقدموا أعمالاً منزوعة القيمة الفنية والأخلاقية..!!
* (المجتمع بخير) عبارة يرددها معظم الذين يعيشون داخل مجتمع لا يعرفون عنه شيئاً..!!
* ولأنه ليس كل ما يعرف يقال… (لذا لا لوم على الأغاني الهايفة إذا ازدهر سوقها، ولا غرابة إذا تفاعل عدد كبير من الشباب معها وفتنوا بها)..!!
* لسنا متشائمين.. ولكن القادم لن يكون أحلى..!
* القصة أكبر من غُنا والمأساة أشد إيلاماً مما نرى..!!
* المجتمع بخير.. (ما تشيلوا هم)..!!
* خير اللهم اجعلو خير..!!
* الملابس التي كانت الأسر تتضايق عندما تظهر بها ممثلة على الشاشة، أصبحت الآن ترتديها الفتيات في حفلات أفراح الأسر وفي النوادي والصالات وسط أقاربهن وأهلهن، وأمام أعين الأب (العصري) والأم (الراقية) والأخ (المتحضر)!
* من يُحمِّل الأغنيات الهابطة وحدها مسؤولية التفسخ وإفساد الذوق العام يظلم كثيرا من شرائح المجتمع ذات البصمة المؤثرة في هذا التغيير الخطير..!!
* المجتمع يتغير ويتعود على التغُير ويتكيف معه ونحن لا نشعر..!!
* لعن الله (التعود) الذي جعلنا نتغير (180) درجة وكل العالم يعرف ذلك، بينما نحن وحدنا لا نشعر..!
نفس أخير
* زيارة واحدة لصالات الأفراح تكفي..!!