مصطفى أبو العزائم

السكن للجميع.. ولكن!!


ولاية الخرطوم، ووزارة التخطيط العمراني بها، وصندوق الإسكان والتعمير القومي والصندوق الولائي، وكل العاملين فيه يستحقون الإشادة والتقدير، ليس من قبل السيد رئيس الجمهورية وحده، ولا من السيد والي الخرطوم، بل يستحقون ذلك منا جميعاً، لأن الذي تحقق بـ(الأربعاء) في سوبا بافتتاح مجمع (جوهرة العودة) السكني كان أمراً عظيماً، وهو يعمل على استقرار المواطن إن تمددت الفكرة وشملت كل محليات ولاية الخرطوم التي ترهلت، وأصبحت تعاني ضغطاً سكانياً عالياً أثر على كفاءة الخدمات العامة، وعلى جودة الطرق، مثلما أثر على عملية النظافة، وامتد تأثيره إلى جيب المواطن الذي أصبح ينام وعلى رأسه هَمّ ثقيل، ويصحو وعلى رأسه هَمّ أثقل.
السكن هو أولى مراحل الاستقرار النفسي والمادي والمعنوي للأسر، وهذا الاتجاه نحو تمليك الأسر والعاملين في القطاعين العام والخاص مساكن اقتصادية، فكرة قديمة لم تخترعها الإنقاذ، فقد بدأت الخطط الإسكانية الشعبية بصورتها الشاملة خلال حكم الرئيس الراحل الفريق “إبراهيم عبود”- رحمه الله – بتوزيع مناطق الثورات في شمال أم درمان، ثم الامتدادات بمختلف درجاتها في الخرطوم، إضافة إلى أحياء المزاد والشعبية في الخرطوم بحري، وغيرها.. وتواصل التخطيط خلال فترات الحكم التي تلت حكم الفريق “عبود” ومجلسه العسكري الأعلى، لكن الفكرة تطورت، والخطة توسعت في عهد حكم الإنقاذ الذي بدأ في الثلاثين من يونيو عام 1989م، ونحمد للسيد الرئيس المشير “عمر حسن أحمد البشير” اهتمامه الشخصي بهذه القضية، ومتابعته لها منذ بدايات حكم الإنقاذ، وإشادته بالأمس القريب بكل من الدكتور المهندس “شرف الدين بانقا” أحد أبرز وزراء الإسكان وأكثرهم خبرة وتجرداً واهتماماً بالأمر، إضافة إلى إشادة السيد الرئيس بنائبه الأول السابق الأستاذ “علي عثمان محمد طه” الذي تابع الملف في جوانبه التنفيذية، مع الإشادة بكل الذين أوصلوا المشروع إلى واحدة من أعظم مراحله بافتتاح (1216) شقة في مجمع (جوهرة العودة) بسوبا جنوب الخرطوم.
لابد لنا أيضاً أن نشيد إشادة خاصة بوالي الخرطوم السابق الدكتور “عبد الرحمن أحمد الخضر”، الذي أولى هذا المشروع عظيم اهتمامه وجلّ وقته حتى أصبح حلم المساكين هياكل خرسانية شاهقة امتلأت بالمونة والأسمنت والطوب لتصبح أبراجاً ظاهرة للعيان في الطريق الدائري بسوبا.. ولابد أن نشيد بالوالي الحالي الفريق مهندس ركن “عبد الرحيم محمد حسين”، فقد اهتم بكل الإنجازات الضخمة والكبيرة التي ورثها عن سلفه الدكتور “عبد الرحمن الخضر”، ولم يعمل على أن يدفن هذه الإنجازات تحت ركام ضعف النفس البشرية كما يفعل البعض للأسف الشديد.
لابد من الإشادة أيضاً بالأمين العام للصندوق القومي وبالعاملين وهو الذي أنشئ قبل ثماني سنوات في العام 2008م، لأن الجميع يشهد للدكتور “غلام الدين عثمان” الأمين العام للصندوق القومي وللمهندس “خالد عبد الماجد” مدير صندوق الإسكان بالولاية بالبذل المستمر من أجل إنجاح الفكرة وتطبيقها حتى تستظل الأسر بسقف من الطمأنينة في هجير الحياة القاسي.
لكننا نرجو أن نجد إجابة عن تساؤل يؤرق الكثيرين، وهو: كيف تبلغ تكلفة المشروع الأخيرة (جوهرة العودة) مائة مليون دولار ويكون الناتج (1216) شقة فقط؟؟ أي أن تكلفة الشقة الواحدة ستتجاوز الاثنين وثمانين ألف دولار بقليل، ويرى كثير من المختصين أن هذه التكلفة عالية باعتبار أنه كلما زاد عدد الوحدات السكنية المتشابهة، كلما قلت التكلفة، والأمر يتطلب بعض التوضيحات، إذ ربما كانت هنالك تكاليف أخرى لإنشاء ملحقات خدمية ومدارس وحدائق وغير ذلك من متطلبات المجمعات السكنية الضخمة.. ونحن نعلم أن هذا فوق قدرة المستهدفين بهذه الخدمة.
اللهم ارزقنا قلوباً تتجلى بخشيتك، ونعماً تدوم بفضلك، ولساناً لا يمل ذكرك.. و.. جمعة مباركة.


تعليق واحد

  1. حتى إن كلفت الشقة 85 الف دولار فهي معقولة .. ويقبلها العقل .. ولك أن تتخيل أن المغتربين المنسيين تحت دواليب الجهاز العميقة فوق الصالات الجديده للسفر .. المغتربين تباع لهم مثل هذه الشقق بأكثر من 150 الف دولار واخر (إنجاز) لجهاز المغتربين الترويج لمخطط سكني بأسعار معقولة وتقلب عقلك عندما تتخيل مكان المخطط .. وتسرج خيولك وتشيل معاك زواده ويجوز لك قصر الصلاة. واجتمع امين المغتربين مع الجهات ذات الصلة