الطيب مصطفى

الجمهوريون بين الوهم والحقيقة (2)


لعله ما من دعوة كفرية أكثر جرأة وأعظم ضلالاً في عالم اليوم من تلك التي خرج بها المتنبئ الكذاب والضال المضل محمود محمد طه الذي نصب نفسه أو بالأحرى نصبه شيطانه الرجيم رسولاً بعد محمد صلى الله عليه وسلم بل إنه زعم أنه أعظم من محمد رسول الله مسمياً نفسه بالمسيح المحمدي!

العالم النحرير الدكتور الباقر عمر السيد أستاذ الفلسفة بجامعة بحري تصدى لمسيلمة العصر محمود محمد طه مؤلفاً كتيباً قيماً عنه محشوداً بالأدلة والبراهين الساطعة التي كشف بها زيف ذلك الدجال بعنوان(القصة كاملة!! -الجمهوريون بين الوهم والحقيقة).

وسأشرع ابتداء من اليوم إن شاء الله في استعراض الكتاب في كل يوم جمعة من (الصيحة)، واليوم نواصل استعراضنا للكتاب، ونتناول موضوع من هم الجمهوريون؟

من هم الجمهوريون؟

نشأ الجمهوريون كحزب سياسي صغير في السودان منذ الأربعينيات تحت اسم الحزب الجمهوري. وقد طالب هذا الحزب بقيام حكومة سودانية جمهورية ديمقراطية وضمن ذلك دستوره. ورئيس الحزب هو محمود محمد طه الذي ولد بقرية الهجليج من قرى السودان عام 1912م تقريباً. تخرج في كلية غردون حيث عمل في بداية حياته مهندساً في سكك حديد السودان ثم مهندساً في الإدارة المركزية للكهرباء والمياه.

وقد نقل عن محمود أنه في بداية حياته اشتغل بالعبادات والمجاهدات غير أنه انحرف عن طريقه وأصبح يبث دعاويه الباطلة في كل مكان، يدعو الى هدم الإسلام، يغشى المجامع ومحافل الشباب ويعلن عن مبادئه الضالة ولم يترك قولاً لزنديق في القديم أو الجديد إلا انتحله بنفسه ودعا إليه.

يقول محمود محمد طه (ثم نظرت موضوع الدعوة الى الإسلام فإذا أنا لا أعرف عنها بعض ما أحب أن أعرف.. الى أن يقول: “وبينما أنا في حيرة من أمري إذ قيض الله – مسألة “فتاة رفاعة” تلك المسألة التي سجنت فيها عامين اثنين..

لقد شعرت حين استقر بي المقام في السجن أنني جئت على قدر من ربي فخلوت إليه).

إن حادث رفاعة هذا الذي يشير إليه محمود يكشف عن جهله بالإسلام، وخلاصة الأمر أن محموداً هاجم قانوناً سنه الإنجليز في أوائل عام 1946م يمنع عادة الخفاض الفرعوني. وقد اقتيدت سيدة سودانية الى السجن بموجب ذلك القانون لأنها خفضت ابنتها خفاضاً فرعونياً مخالفة بذلك للقانون. فمحمود إذن كان يدافع عن عادة جاهلية (الخفاض الفرعوني) وليست إسلامية.

بالإضافة الى جهله في ذلك الوقت بالإسلام فإن من وراء الحدث أيضا دوافع شخصية – أعني حبه لذاته وتطلعاته للزعامة – وبيان ذلك أن “محموداً” فشل في كسب التأييد الشعبي لحزبه الصغير بالحجة والبرهان – لدرجة أن “المحتل” – الإنجليز – لم يكن يتعامل معه بوصفه رئيسا لحزب بل كمواطن يثير الشغب ضد الحكومة – فلم يكن أمامه سوى إثارة العواطف حتى يضمن تأييداً شعبياً عن هذا الطريق الذي لا يميز فيه بين حق وباطل!! إن أنانية محمود وتطلعه للزعامة يكشف عنها أحد أبنائه من الجمهوريين “القياديين”.. يقول ذلك القيادي ويدعى محمد خير علي محيسي في كتابه (محمود محمد طه بين الأصالة والشك): “إني أعرف محموداً لا يريد منافساً أبداً حتى ولو لم يقصد القيادي منافسته بل إن وضعه الطبيعي هو الذي جعله محل ثقة الأعضاء.. والأستاذ محمود يحث الأعضاء على مقاطعة هؤلاء المنافسين الغافلين”. ومما يؤكد أنانية محمود وتطلعه للزعامة أنه لم يكن يهتم “بالاستقلال” كحدث بقدرما هو يهتم بأن يجري ذلك الحدث على يديه، حيث إنه لم يكن يأبه لمساعي الحركة الوطنية الجادة لتحقيق الاستقلال، وما ذلك إلا لأن وزنه السياسي والشعبي لم يؤهله للمشاركة في هذه المساعي التي كللت بجلاء المستعمر عن البلاد.. ولما كان محمود يريد للأحداث أن تجري من بين يديه لجأ الى هذه المحاولات الفردية الهامشية كحادث (فتاة رفاعة) رغم أنه كان يعلم أن هذا الذي فعله ربما يكون له الأثر السيء بالنسبة لقضية الاستقلال، يقول محمود: “كان من المنتظر بداهة، لدى الانجليز أن يقاوم السودانيون هذا القانون بأشد من مقاومتهم للاستعمار نفسه، وذلك للحساسية المرتطبة بهذا القانون، وعندما يقع رد الفعل بهذه الصورة يسهل عليهم أن يصوروا للعالم بأن الشعب السوداني شعب متخلف همجي وهو من ثم لم يتأهل بعد للاستقلال – هذا ما قاله محمود. فهل معنى ذلك أن محمود محمد طه كان يريد أن يذلل للإنجليز مهمتهم، ومن ثم يسهم في إجهاض مساعي الحركة الوطنية!! وهل كان يريد أن يؤكد أن الشعب السوداني شعب همجي ومن ثم لم يتأهل بعد للاستقلال كما أراد الإنجليز؟!.

محمود لم يكن يهتم بالقضية الوطنية – كما ذكرت – بقدرما يهتم بأن يكون هو وحده الشخص الذي يصنع هذه القضية ويكيف مجرياتها وليس أحد سواه؛ محمود أولا ثم القضية الوطنية ثانياً.

كل ذلك أورث محمود محمد طه شعوراً بالكراهية المفرطة للطائفية وأحزابها – إذ إنه كان يرى في الطائفية الصخرة التي تتحطم عليها أحلامه وآماله.. لقد تحطمت بالفعل آمال محمود التي تعلقت بالسيطرة السياسية وحل محلها شعور بالنقص كان له دوره في مسار “الفكرة الجمهورية” أو قل “الفكرة المحمودية” والتي برزت في بداية أمرها سياسية بحتة قبل أن تدخل في مرحلتها الثانية – أعني تطبيعها بطابع ديني.

ذكرنا أن محموداً أوضح أن دخوله الى السجن أعطاه فرصة للخلوة بربه لمدة عامين؛ ويبدو أن شعوره بالنقص كان يلازمه فذهب يبحث عن ذاته عله يجد في بحثه ما يرفع عنه وطأة هذا الشعور، ولعله لم ينس خلال بحثه عن ذاته أن يحاول إيجاد أجوبة معقولة لعدد من الأسئلة التي تدور في ذهنه من قبل: لماذا فشل هو كشخص مثقف في اعتلاء كرسي القيادة السياسية؟! ولماذا حظيت الطائفية بالولاء والتأييد الشعبي؟! وما هي حقيقة الدين؟! وما هو السبيل الى السيطرة على الشعب الذي رفض الانقياد إليه وفضل أن ينقاد الى الطائفية الجاهلة المختلفة؟!.


‫2 تعليقات

  1. يقال ان هناك رجل سكَييير وكان ياتئ مجلس الرسولًً صًً وقد قام بلعنه فقال الرسول لا تلعنه فهو يحب الله ورسوله وفعلا اهتدي واصببح من خيار المسلمين وهناك رجل كان يصلي كثيرا وقال عنه الرسول ا نه لا يحب الله ورسوله فلا تتدعي الكمال محمود اصبح في كنف ربه وهناك اناس احياء لكن حقيقة اموات