صلاح الدين عووضة

أشقاكم التكاثر !!


*تحت عنواننا هذا ذاته أشرت مرةً لظاهرة (الكثرة السالبة) في حياتنا..

*كثرة لا تخلو من (محاكاة ) في العديد من الجوانب..

*وبعيداً عن (كثرة) المسؤولين – ومحاكاتهم لبعض- نتحدث عن أوجه أخرى للكثرة هذه..

*فالمتسولون – مثلاً – يُحاكي بعضهم بعضا في نهج (الإلحاح السمج)..

*فلم تعد المسألة متوقفة عند محطة (الله كريم ، كريم الله) كما في السابق..

*وبائعات الشاي أدت بهن المحاكاة لبيع (حاجات تانية) إلى جانب الذي يبعن..

*وأصحاب الكافتيريات تمثلت محاكاتهم لبعض في ملء (فراغ) الشطيرة (عجوراً)..

*ولكن المحاكاة الأكثر إثارة للغيظ فهي تلك التي في مجالات الشعر والقصة والغناء ..

*فكل يوم نحن لدينا – على الأقل – مطرب ، أو شاعر ، أو قاص جديد..

*ثم لا تستطيع أن تميز بين ( الكثيرين ) هؤلاء – بسبب دقة المحاكاة – إلا بالصورة..

*فلا الشعر مفهوم ، ولا النص ، ولا القصة ، ولا الأغنية …

*فمفردة ( الأنثى )- مثلاً – تجدها بـ(كثرة) في قصيدة الشاعر هذا كما تجدها في قصيدة الشاعرة تلك ..

*وعبارة ( أجنحة السكون) تجدها بـ(كثرة) في قصة القاص الفلاني كما تجدها في قصة القاص الفلتكاني ..

*ومصطلح (المسافة) تجده بـ(كثرة) في غناء الشابة هذه كما تجده في غناء الشاب ذاك..

*والآن إن جاز لي أن ألخص أزمة (الكثرة) في مجالي الشعر والقصة – تحديداً – فيمكن أن أقول إنها تتمثل في (الاستسهال)..

*ولاحظ أنني قلت الاستسهال ولم أقل (الاستهبال)..

*يعني الواحد من هؤلاء يستسهل الحكاية ما دام هناك محاكاة و معها شيء من (الغموض) ..

*فمفردة أنثى من هنا وكلمة مسافة من هناك ومعهما (شوية) غموض و(خلاص)..

*ثم بعد ذلك يُصدق (بتاع الأنثى) أنه قد غدا شاعراً – بالفعل – فيتعجل الشهرة عبر الطرق على بوابات الإعلام ..

*ويفعل (بتاع المسافة ) الشيء ذاته بعد أن يُصدق أنه قد صار قاصاً..

*وأبواب الإعلام هذه أكثر استجابة لطرقات الأنثى من الذكر سيما إن كانت جميلة (مفسوخة) الوجه..

* وما على الواحدة منهن سوى أن تهمس (افتح يا سمسم) لينفتح الباب على مصراعيه أمامها..

*ويكفي أن يتمعن الواحد منا فيما حوله ليجد أن العنوان العريض لأيامنا هذه هو (الكثرة) مع (المحاكاة)..

*كثرة في المسؤولين و(المهيصين) والمتسولين والمغنين والمذيعين و(الوافدين)..

*ثم لا سعادة مع الكثرة هذه بل (شقاء!!!).