جمال علي حسن

تصريحات ليمان.. وأغنية ود الجبل


أستأذن الرائع الفنان الهادي حامد في استخدام بعض كلمات أغنيته الجميلة (المدينة) في غير إحساس شاعرها حسن السر: (وانا بين مصدق وما مصدق.. إلا يا ها هي ذاته حبيبيتي ذاته
اللحظة نازل في حماها وفي ضراها أتقاسم الأحلام معاها)..
فحسن السر كان سعيداً بلقاء محبوبته، أما قوى المعارضة السودانية فقد صعقتها تلك الإطلالة الأمريكية المختلفة.. فعضو الهيئة المركزية للحزب الشيوعي السوداني الأستاذ صديق يوسف بدا في حوار صحيفة الصيحة حول تصريحات بيرنستون ليمان (بين مصدق وما مصدق) أن يمدح بيرنستون ليمان ـ المبعوث الأمريكي السابق والخبير في المعهد الأمريكي للسلام ـ يمدح الحوار الوطني الذي يجري الآن ويتفاءل بمخرجاته ويقول: (أعتقد أن مخرجات الحوار سيكون لها أثر قوي في جهود رفع العقوبات الأمريكية عن السودان) .
فصديق يوسف لا يفاجأ بدعوة ليمان للمعارضة للتخلي عن فكرة إسقاط النظام بقوة السلاح، لأنه يعرف أن هذا هو رأي ليمان منذ أن كان مبعوثاً خاصاً للسودان لكن صديق يوسف يحاول أن يقنع نفسه بأن حديث ليمان – وإن جاء بصفته كخبير فقط – لكن تفاؤله بمخرجات الحوار لم يكن قصده منه الحوار الذي يجري حاليا..
هذا قاله صديق يوسف بالنص في الإجابة عن سؤال: (ألا يمثل مدح ليمان للحوار الوطني الجاري صك شرعية للاعتراف به؟) فكان رد الرفيق صديق: (أبداً؛ فحسب رؤيتي أن ليمان لا يقصد هذا الحوار وإنما الحوار الذي يشارك فيه كل الناس) .
كيف (تعتقد) أن ليمان لا يقصد بحديثه الحوار الذي يجري الآن وهو الذي أطلق تصريحاته تلك داخل المركز الإعلامي للحوار، عقب زيارته للجان الحوار ولقائه بالأمانة العامة ووقوفه على أعمال لجنتي الحريات والهوية، يوم الاثنين .
أنا لست مع التحليل الذي ينبني على دعوة ليمان للمعارضة السودانية بالكف عن الدعوة لتغيير نظام الخرطوم بقوة السلاح.. لأن هذا الحديث عبر عنه ليمان (من زمان) وفي عدة تصريحات قديمة وقد تكون هي وجهة نظره الخاصة أو كخبير أو وجهة نظر يتبناها تيار محدد في أمريكا، لكنني أعتبر أن حديث ليمان عن مخرجات الحوار الوطني برغم أنه لا يعبر عن الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية لكنه موقف شخص خبير بالعقدة الموجودة في علاقات السودان مع الإدارة الأمريكية ويعرف (شفرة) ومفاتيح هذه العلاقات .
الشيء المحير جداً في ردود فعل الكثير من قيادات المعارضة السودانية في التعليق على دعوة ليمان ونصيحته لهم بالتخلي عن إسقاط النظام بقوة السلاح، أن هذه التصريحات أغضبت بعضا من الذين ليست لديهم علاقة بتحالف أحزاب المعارضة مع المسلحين ومن المفترض أن يكون موقفهم مباركاً لموقف ليمان ..
فليمان لم يقل لكم اتركوا العمل السياسي والسلمي أو مشروع التغيير بآليات سياسية أو شعبية.. بل جدد تحفظه ورفضه للعمل المسلح فقط.. فهل تلك القيادات تستبطن تأييداً خفياً للمسلحين ورفضاً ظاهرياً فقط للعمل المسلح (وللا كيف)..؟!
على المعارضة السودانية أن تستعين بالمثل السوداني الخالص (لو اتنين قالوا ليك راسك مافي أهبشو).. ولو قالت لكم أمريكا ما نقوله ونكرره في الداخل.. فراجعوا موقفكم.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.