أبرز العناوينحوارات ولقاءات

رياك مشار، النائب الأول لرئيس جنوب السودان: إذا أردت مخاطبة الشعب فى جنوب السودان ألجأ للغة العربية


كما انفردنا بأول حوار مع الدكتور رياك مشار بعد توليه مهام منصبه كنائب أول لرئيس جمهورية جنوب السودان للمرة الأولى فى العاشر من يوليو عام ٢٠١١، غداة حصول جنوب السودان على الاستقلال، ننفرد اليوم ثانية بأول لقاء مع مشار عقب توليه المنصب ذاته للمرة الثانية، وما بين التاريخين جرت مياه كثيرة وأحداث جسام، وشهد الجنوب خلال العامين الماضيين حربا أهلية طاحنة، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف، وتشرد الملايين، نازحين ولاجئين، ودمار هائل فى البنية التحتية والموارد الطبيعية.

وتأتى زيارة مشار للقاهرة مؤخرا فى أول زيارة رسمية بدعوة من مصر، رغبة منه فى أن تواصل القاهرة مساهمتها فى جهود وقف الحرب وإحلال السلام فى دولة جنوب السودان. وقد أكد مشار فى الحوار التالى حرصه وعزمه على تنفيذ اتفاق السلام الذى تم توقيعه فى أغسطس الماضي، واستغلال الفرصة التى تمنحها اتفاقية السلام لإعادة بناء الجنوب ومؤسساته، ولا سيما الجيش، ولكنه أشار فى الوقت ذاته إلى صعوبات كثيرة تعرقل تنفيذ الاتفاق، وأولها فجوة الثقة بينه وبين الرئيس سلفاكير، والمرارات التى خلفها الصراع الأخير، وأشار فى هذا الصدد إلى محاولة مصرية لجمعهما لبناء الثقة، كما أكد عدم وجود موارد مالية محددة للإنفاق على تنفيذ بنود الاتفاق.

كيف كان لقاؤك مع الرئيس السيسي؟

قابلت الرئيس السيسى يوم الأربعاء الماضى لمدة ساعة، وكان اللقاء وديا، إيجابيا، مشجعا. ورأيت أن السيد الرئيس يريد أن يسهم فى دعم تنفيذ اتفاقية السلام فى جنوب السودان، حتى يتم إرساء السلام فى الجنوب ومنطقة حوض النيل. وقد وضحت له العقبات أمام تنفيذ اتفاق السلام.

بعد قرار تعيينك نائبا أول للرئيس..متى تعود إلى جوبا التى غادرتها إثر نشوب الصراع الدامى فى ديسمبر عام ٢٠١٣؟

من المفترض بعد قرار تعيينى نائبا أول للرئيس أن أعود إلى جوبا، لكن قبل ذلك من المفترض أن يتم نقل قواتنا إليها، بعد إخلائها من الفائض من القوات، على أن تبقى فقط القوات المنصوص عليها فى الاتفاقية بالعاصمة وتنضم إليها قواتنا، وهذا الأمر جزء من العقبات أمام الإسراع بتشكيل الحكومة وعودتى إلى جوبا. وهناك بالطبع عدد من القضايا التى ينبغى على أنا والرئيس سلفاكير الجلوس معا، وقد طلبت من رؤساء دول الإيجاد تنظيم لقاء بينى وبينه، لكن لم يحدث ذلك بعد، وعندما وجه الرئيس السيسى دعوة لى كان هناك مشروع لجمعى بالرئيس سلفاكير فى لقاء ثنائى لتلطيف الأجواء وإعادة الثقة برعاية مصر، وهو أمر مهم، وربما يحدث فى الفترة القادمة.

ما هى أهم الطلبات التى طلبتها من مصر؟

طلبنا من مصر المساعدة فى تنفيذ اتفاق السلام، باستعمال دبلوماسيتها، وإن أمكن تقديم دعم مادى لأن لدينا مؤسسات لتنفيذ الاتفاق، وحسب الاتفاق من المفترض دعم هذه المؤسسات، ولكن ليس هناك جهة منصوص عليها أن تقوم بهذه المهمة، ولذا نحن نسعى إلى دول الجوار، ومن بينها مصر لمساعدتنا فى ذلك. وكان رد الرئيس السيسى إيجابيا، وتفهم الموضوع، لكنه لا يريد دعم جهة واحدة، وإنما أطراف اتفاقية السلام، وشعب الجنوب.

ألا يعد ضعف الدعم المادى عامل ضعف قد يعطل أو يعرقل عملية إحلال السلام بالجنوب؟

حقيقة نعم، مثلا من المفترض أن يكون هناك تجميع لقواتنا قبل الفترة الانتقالية، فى الـ٩٠ يوما التى أعقبت توقيع الاتفاقية، ولكن هذا لم يحدث، وحتى الآن لانستطيع جمع القوات، لأنه ليس هناك دعم، رغم أن الاتفاقية نصت على أن يتم دعم هذه القوات فى مناطق تجميعها، لكن حتى اليوم لم تعلن أى جهة أنها ستتكفل بهذا الدعم.

التقيتم الجالية الجنوبية بالقاهرة.. ما رسالتكم لها؟

نحن نريد توحيد الجالية الجنوبية، لأن الصراع فى الجنوب أحدث انشطارات كثيرة فى وسط جاليتنا، والآن ونحن نتجه إلى تنفيذ الاتفاق نريد أن يتوحد أبناء الجالية، وأن يكون وجودهم فى مصر وجودا إيجابيا، للتعليم أو مزاولة أى عمل آخر، مع احترام القانون المصري.

التقيت الدكتور نبيل العربي؟

بعد تشكيل الحكومة فى جنوب السودان نريد أن نتعاون مع الجامعة العربية، ونبحث السبل لهذا التعاون، نحن لسنا أعضاء فى الجامعة، قلنا لهم يجب أن يكون هناك طريقة للتعاون معنا، والجنوب دولة غير عضو، ونريد خلق وضعية لنا فى إطارها . كما نريد جذب المستثمرين العرب والمصريين، وقبل استقلال جنوب السودان نظمت الجامعة مؤتمرا بجوبا برعاية الأمين العام السابق السيد عمرو موسي، ونحن نريد أن نستأنف هذه الجهود، وكان من المفترض عقد مؤتمر آخر فى البحرين لتنمية وإعمار الجنوب بعد استقلاله، لكن ذلك لم يتم، وكان من المفترض ايضا أن ينشئ البنك المصرى فرعا فى جوبا لتشجيع المستثمرين المصريين والعرب على الاستثمار فى جنوب السودان، لكن هذا لم يحدث، الآن نسعى لترسيخ السلام بالجنوب، ونستعد لجذب الأموال العربية للاستثمار فى بلدنا.

هل هناك أمل فى السلام أم أن المخاوف أكبر من الآمال؟

أنا ذاهب إلى جوبا لتنفيذ اتفاق السلام، وليس لدينا خيار غير السلام، هو خيارنا الاستراتيجي، نعم هناك عقبات كثيرة أمام تنفيذ الاتفاقية، لكننا سنتجاوزها.

ذاهبون للسلام تحت وطأة الضغوط الدولية العديدة عليكم ..أم أنكم وصلتم لقناعة بعدم جدوى الحرب؟

فى البداية كانت هناك ضغوط دولية، وكانت حركتنا هى أول من وقع الاتفاقية يوم ١٧ أغسطس، قبل توقيع سلفاكير بتسعة أيام مع إبدائه لتحفظات على الاتفاقية، ومن جانبنا تخلينا عن كل تحفظاتنا.

إلى أى مدى يمكن أن نقول المصالحة وصلت بين فريقكم وفريق الرئيس سلفاكير.. أعنى التفاهم أوالاتفاق؟

لا أستطيع أن أقول إن المصالحة وصلت إلى أى مدي، لأنه منذ توقيع الاتفاق لم نجلس معا، أو نناقش القضايا المتبقية لبناء الثقة، لكن من جانبنا أوفدنا وفد مقدمة إلى جوبا، مكونا من 300 شخص، من يوم 22 ديسمبر الماضي، أى أنه قضى حتى الآن قرابة الشهرين فى جوبا، ولم يحدث أى حادث سييء، وهذا أمر جيد.

هل يعنى هذا أنه يمكن رأب الصدع بينكم من جديد وإعادة الثقة؟

نعم ممكن، حدث ذلك من قبل عند إعادة توحيد الحركة الشعبية قبيل توقيع اتفاق السلام عام 2005.

برأيك ما هى أهم العقبات التى يمكن أن تعرقل اتفاق السلام؟

عدم تنفيذ الاتفاق هو أول عقبة، لكننى إذا وصلت إلى جوبا ووصلت قواتى سننفذ الاتفاق.

وماذا بشأن نقاط الضعف العديدة فى الاتفاق؟

يمكن تجاوزها.

ماهى جوانب القوة التى يمكن أن تعتمدوا عليها فى تنفيذ الاتفاقية؟

إرادتنا السياسية يمكن أن تحسم كثيرا من الأمور.

هل تخلق الاتفاقية نظاما برأسين، وتفتح مجالات للخلاف مجددا بينكم وبين الرئيس سلفاكير؟

وفقا للاتفاقية هناك رئيس ونائب أول ونائب آخر، ومجلس تشريعي، وأعتقد أن ما اتفقنا عليه كاف لتنفيذ الاتفاقية فى فترة انتقالية مدتها 30 شهرا، ثم نجرى بعد ذلك انتخابات عام 2018.

فى المستقبل القريب كيف ترى الأمور ستمضى فى الجنوب، هل تسير الأمور قدما رغم التحديات الهائلة على الأرض؟

بالنسبة لى أرى أن الأمن سيستتب والسلام سيسود، وستعمل الأحزاب، وسيكون هناك دستور دائم للجنوب، استعدادا للانتخابات القادمة، ونقوم نحن بتنفيذ البرامج التنموية، وإعادة النازحين واللاجئين

تكلمت عن أهمية وضرورة بناء جيش وطنى .. هناك تصريحات لوزير الدفاع فى جوبا بأن المشكلة أن العديد من قواتكم هم أفراد عاديون لا صلة لهم بالجيش ؟

أثناء الحرب الحكومة جندت من الشعب، ونحن من جانبنا جندنا من آخرين من الشعب ، ودرجة التدريب واحدة فى الطرفين، وحتى يتم إدماجهم يجب أن يتم تدريبهم وتأهيلهم، لتكوين جيش جديد، جيش ولاؤه للوطن وليس للأشخاص.

هل باعتقادك من الممكن بناء الجيش الوطنى ودولة المواطنة فى الجنوب فى ظل التحيزات والتعقيدات القبلية والإثنية الموجودة؟

نستطيع أن نتجاوز ذلك، إذا لم تسيطر قبيلة معينة على الجيش، وإذا ما شارك الجميع بأعداد معقولة فى الجيش، لأصبح الجيش ولاؤه للدولة وليس للأشخاص.

لماذا اندلعت الحرب الأخيرة المدمرة ..لأى سبب ولأى هدف؟ ألم تكن حربا عبثية؟

الصراع كان داخل الحركة الشعبية، نحن رفعنا حقيقة 7 قضايا، لم نكن مقتنعين بالدستور الذى تم إجازته فى المجلس الانتقالى ، وكان فيه فساد، وتفشى إخلال الأمن بالبلد، وكان فيه قبلية فى المناصب الحكومية وتشغيل الناس بصورة واضحة، والحركة الشعبية انهارت وفقدت البوصلة والرؤية، وقد لاحظنا أن كل أصدقائنا الذين دعمونا خلال الفترة الانتقالية قبل اعلان الاستقلال تخلوا عنا .

يئسوا منكم؟

نعم يئسوا منا، لذا رفعنا هذه القضايا فى المكتب السياسى للحركة الشعبية ثم مجلس القيادة، لذلك انفجر الوضع . والآن عدم تنفيذ الاتفاقية أكبر خطر يهدد الوضع مجددا فى الجنوب، والتزام الطرفين هو الذى سيجلب السلام والاستقرار لجنوب السودان.

نحن عرفنا أن الرئيس سلفاكير كون حزبا، وعند وصولنا إلى جوبا سنتفاكر مع مؤيدينا، هل ننضم إلى هذا الحزب، أم نكون حزبا جديدا، وإذا ما تمتع الجنوب فى الفترة المقبلة بنشاط حزبى تعددى واستعمال الطرق السلمية، أعتقد أن الجنوب سيسير إلى الأمام، وهناك مشكلات لم نتفق بعد حتى الآن عليها، وفى مقدمتها عدد الولايات، وهى حسب الاتفاقية عشر ولايات، الرئيس شرع فى تأسيس 28 ولاية، وهذه المسألة يجب إيجاد حل لها، لأن خريطة الطريق التى قدمتها منظمة الإيجاد تنص على أنه إذا لم نتفق كطرفين على عدد الولايات تكون عشرا، وهذه قضية محسومة، وإصرار سلفاكير على بقاء 28 ولاية يوجد مشكلة كبيرة ويخرق الاتفاقية، لأن القبائل ما زالت مرتبطة بأراضيها، ولأن كياننا ما زال قبليا فى جنوب السودان، والتقسيم هذا يضر بأماكن وجود القبائل، وهذا هو أكبر مهدد الآن.

وماذا بشأن المخاطر الإقليمية والدولية؟

بإمكاننا إذا اتفقنا التعامل مع كل المخاطر الإقليمية والدولية واحتواءها.

ما هى الخطط الاقتصادية والتنموية لديكم للنهوض بدولة جنوب السودان فى المرحلة القادمة؟

إذا حدث استقرار وسلام سنفتح البلد للاستثمار الداخلى والخارجي، وأنا أعتقد بعد فترة وجيزة أن الجنوب سيتعافى من المشكلات التى حدثت.

كيف ترى العلاقة مع الخرطوم؟

الحمد لله أن الحكومتين فى جوبا والخرطوم اتفقتا أخيرا على فتح الحدود أمام المواطنين من البلدين، وحرية الحركة للبشر والتجارة وإعادة الثقة بين البلدين خطوة جيدة، ونشجعها ، والأهم دائما هو تنمية العلاقات الشعبية.

وماذا بشأن الاتهامات الموجهة من الخرطوم لحكومة الجنوب بدعم المتمردين عليها؟

لاحظنا أن هناك دعما من حكومة الجنوب وأوغندا لهؤلاء المتمردين، وقد حسمناه فى اتفاقية السلام، بألا تكون هناك جهة تدعم طرفا آخر.

بالنسبة للعلاقة مع السودان هل من السهولة حل المشكلات العالقة بأبيى وغيرها؟

لدينا عشر اتفاقيات مشتركة ، وينبغى أن يتواصل الحوار المشترك لحل هذه القضايا العالقة.

وماذا بشأن العلاقات مع أوغندا، وقد كان لكم اعتراض على وجود القوات الأوغندية الداعم للحكومة ضدكم؟

لقد ذهبت إلى أوغندا، والتقيت الرئيس موسيفينى ، واتفقت معه على فتح صفحة جديدة، وقد تدخلت الحكومة الأوغندية بقواتها فى المعارك جنبا إلى جنب مع القوات الحكومية ضدنا، وقد سحبت بعض قواتها، ومازال بعضها الآخر موجودا فى جوبا، وفى غرب الاستوائية، لكن بعد تشكيل الحكومة أنا مطمئن أنها ستسحب قواتها كليا، ونحن نريد فتح علاقات جديدة مع أوغندا، لأننا سنكون جزءا من الحكومة بنائب أول وعشرة وزراء فى الحكومة القومية، وأعتقد أنه يجب ان نتصالح وننطلق للأمام.

المجتمع الدولى ساعد فى استقلال جنوب السودان…هل ترونه أخفق أو قصر أو توانى فى دعمه والحفاظ على سلامه واستقراره بعد استقلاله، ومساعدة الأطراف الجنوبية للتوحد والعمل سويا؟

نعم قصر المجتمع الدولى وتركونا وحدنا، ونحن أخطرناهم أن هناك مشكلات بعد الاستقلال، وخاصة الأمريكان ، لكنهم لم يتخذوا خطوات فعلية، حتى عندما بدأت المعارك وعمليات القتل فى جوبا سكتوا فترة، المجتمع الدولى لم يتخذ الإجراءات اللازمة أو يقوم بما ينبغى من عمل لمساعدتنا فى بناء دولة قوية، وقد أخبرناهم بذلك.

كيف ترى آفاق التعاون المستقبلى بين مصر وجنوب السودان؟

أراه مبشرا، ونرحب بالوجود والاستثمار المصرى فى الجنوب، وهناك خطوات كبيرة قطعناها، وأسس وضعناها للتعاون المشترك قبل الخراب الذى حدث بالجنوب.

هل زالت أى هواجس لديكم بشأن الدور المصرى أو شكوك فى مساعدتها لطرف على حساب طرف بزيارتكم الأخيرة؟

نعم زالت تماما ، وهذه أول زيارة رسمية ، وكنا نعتقد فى السابق أثناء الحرب الأخيرة أن مصر منحازة للحكومة فى جوبا ، لكن بعد هذه الزيارة تفهمنا الموقف المصرى تماما.

هناك مشكلات كبيرة وضغائن ومرارات بين القواعد وبين عموم الشعب خلفتها الحرب فى النفوس، هل من السهل أن يتفهم المواطنون العاديون المصالحة والتحول للسلام ويكونون جزءا منه؟ أم أن الفظائع والجرائم التى وقعت اثناء الحرب تحتاج لمعالجات؟

الاتفاق خاطب كيفية معالجة الجرائم التى وقعت أثناء الحرب، وستكون هناك محاكم لمعالجة هذه القضايا، وستكون هناك مفوضية للمصالحة الوطنية والتعافى الاجتماعي، وستكون هناك مفوضية لتعويض الذين تضرروا من الحرب، ومجتمع جنوب السودان لديه رغبة فى السلام والمصالحة وبدء صفحة جديدة.

كانت هناك مخاوف ومازالت أن جنوب السودان يمكن أن يتجه لمزيد من الانشطار والانقسامات؟ والبعض يتكلم عن ذلك وكأنه حل؟

انا لا أعتقد أن الانقسام أو الانشطار فى الجنوب يمكن أن يكون حلا، سيكون ذلك صوملة، توجد فوضي، ونحن شعب واحد مرتبط ببعضه، وإذا نظرت إلى قبيلتى الدينكا والنوير هما أقرب القبائل لبعضهما، ولا أعتقد أن تقسيم دولة الجنوب إلى دويلات سيجعلها قادرة على الصمود، افضل حل هو إيجاد نظام حكم جديد، حكم فيدرالى يسمح بالتعدد والتنوع فى الجنوب.

كان هناك حديث فى المجتمع الدولى عن ضرورة فرض الوصاية على الجنوب فى حال فشل الأطراف فى التوصل لاتفاق سلام ووقف الحرب؟

هذا المقترح غير عملي، نحن قادرون على علاج مشكلاتنا.

البعض أيضا يتحدث عن إعادة الوحدة مع السودان الشمالى وكأنه الحل الذى ينجى الجنوب من حروبه الداخلية؟

استبعد هذا الأمر،السودان الجنوبى مقتنع أنه دولة، وتوجه السودان الشمالى يختلف عن توجهنا، وعلينا حل قضايانا الداخلية، والتوجه بعد ذلك لعلاقة خاصة مع الشمال.

العقوبات الدولية الآن تطارد طرفى الأزمة فى الجنوب ..فى رأيكم هل ستذهب إلى آخر المدي؟ هل ستكون معرقلة لإحلال السلام بالجنوب؟ أم تتوقف وهى الآن للضغط على كليكما؟

طبعا لو فرضوا العقوبات على القيادات ستؤثر على السلام فى الجنوب، وعلى إدارة الدولة ، وأعتقد أنه بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية والمضى قدما فى تنفيذ السلام سيتلاشى الحديث الدولى عن العقوبات والتلويح بها.

هل هناك أزمة هوية فى الجنوب؟

ليس لدينا أزمة فى هويتنا، نعم نحن قبائل ، لكن يجب إعادة تسمية الدولة ، وليس تسميتها نسبة لاتجاه دولة أخري، جنوب السودان، نحن سودانيون من الجنوب، وقد اقترحت تسمية دولتنا جمهورية السودان الشعبية أو أى اسم آخر، حتى يعتز الانسان بجنسيته.

بالنسبة للثقافة واللغة العربية هل لهما مستقبل فى الجنوب أم أنهما فى سبيلهما للتراجع، وهل هناك من يريد أن يهمشهم؟

اللغة العربية فى الجنوب هى لغة الشارع والمخاطبة، وإذا أردت مخاطبة الشعب فى جنوب السودان ألجأ للعربية، وإذا تكلمت بالانجليزية سيكون عدد من يفهمنى قليلا، والبعض مازال يستخدم اللغة العربية فى الكتابة للمخاطبة، وهى موجودة فى المدارس، لكن هناك تيارا يريد تهميشها، ولكننى أعتقد ان هذا التيار قليل. بل نحن من ساهمنا فى انتشار اللغة العربية فى اثيوبيا واوغندا وكينيا والكونجو أثناء إقامتنا بهذه الدول، فالعربية أصبحت جزءا من كياننا.

الأزمة الإنسانية الكبيرة التى يعانى منها الجنوب الآن حجمها أكبر من إمكاناتكم ..ماذا أنتم فاعلون لمواجهتها؟

لقد بدأنا فتح قنوات لتمرير الإغاثة للمواطنين، وبعد تكوين الحكومة سنعمل على إقامة مؤتمر عربى للمانحين للمساهمة فى الدعم الإنسانى ولإعادة الإعمار فى الجنوب، وقد بحثت مع المسئولين فى الجامعة العربية امكانية ذلك، وهناك مقترح بإقامته فى قطر،

ما الرسالة التى توجهها للدول الصديقة والعالم ؟

أحب أن أقول لجيراننا والعالم إنهم شركاء فى تحقيق السلام والاستقرار بالجنوب، وبدون ذلك لن تنعم المنطقة كلها بالسلام اذا لم يتحقق سلام الجنوب، لأن الحرب تتمدد من منطقة لأخري،وأشجع وأدعو المستثمرين المصريين والعرب للمجيء إلى الجنوب، حيث تتوافر الفرص والإمكانات الكبيرة.

أجرت الحوار : أسماء الحسينى : الأهرام


تعليق واحد

  1. اسماء الحسيني وهاني رسلان اكثر حاجه هاني عامل نفسه خبير ومتخصص في الشان السوداني لكن ممكن بسبب غباء وعدم فهم وعي المسؤولين عندنا بقى متخصص في الشان السوداني يفتحون الباب لكل من هب ودب قمة الغباء سبب الوضع الذي نحن فيه تولي مناصب لاشخاص اغبياء وعي امني المواطن افضل منهم متسلقين للمناصب نحن نحتاج لرجال لها ولاء لهذا التراب عندها حس امني وعي لا تخشى الا الله في حق الوطن نحن نقول لكم الوطن امانة في عنقكم يعني شنو اسماء الحسيني في القنوات تتبجح في الرئيس وكانما هي تعرف عن السودان لكن غباء المسؤولين هو من عمل شوك لزي ديل استغفر الله