مقالات متنوعة

إبراهيم عوض : كافالي يا أهلة!


قاد مدرب الهلال الفرنسي جان مشيل كافاني تدريب ثلاثة من أندية الدوري الفرنسي الممتاز، وهي ليل ولانس وأجاكسيو وسبق له أن درب فريق النصر السعودي والمنتخب الجزائري.

مدرب بهذا الصيت والسمعة ينبغي ان نحتفي به بدلاً من أن نقلل من شأنه ونقول إنه ليس في قامة الهلال كما ذهب بعض الصحفيين.

اعتقد أن أفضل ثلاثة مدربين مروا على تدريب الأندية السودانية ،هم الألماني أتوفيستر والبرازيلي كامبوس والفرنسي غارزيتو، وهؤلاء لم يدربوا أندية ممتازة في بلدانهم.

تعاقد الهلال مع المدرب الفرنسي ليقوده إفريقياً ومحلياً وتم منحه كامل الصلاحيات كمدرب له إسمه ومكانته، وبالتالي يحق له أن يختار التشكيل والتنظيم الذي يراه مناسباً.

ومن حقه كذلك أن يجرب ويجرب ويختبر حتى يصل للتشكيل المثالي الذي يراه هو وليس غيره.

مشكلة الإعلام السوداني والهلالي على وجه الخصوص أنه يريد لأي مدرب أن يعمل بوجهة نظره هو، وليس بوجهة نظر المدرب.

الإعلام الهلالي يريد للفرنسي أن يلعب بتنظيم معين وباثنين من المهاجمين، وأن لا يقدم على تغيير خانات اللاعبين، وهذا ما لمسناه بعد وديات الهلال في معسكر تونس.

إذا كنا نستعين بمدرب كبير ونمنحه عشرات الآلاف من الدولارات، ثم نفرض عليه خياراتنا ووجهة نظرنا، اذا ما الفائدة من التعاقد معه.

*تابعت ردور أفعال الهلالاب في الصحف الورقية والإلكترونية والمنتديات والفيس بوك وقروبات الواتساب بخصوص مشاركة نصر الدين الشغيل في وظيفة قلب الدفاع.

نقول من حق المدرب أن يغير خانات اللاعبين حتى يصل للشكل النهائي ومن حقه أن يلعب بالتنظيم الذي يراه مناسباً ومن حقه كذلك أختيار اللاعبين الذين يتوافقون مع فكره التدريبي.

ليس من المنطقي أن نهاجم المدرب لمجرد أنه اشرك لاعباً في وظيفة جديدة، ونصفه بالمدرب الفاشل.

البرازيلي ريكاردو عندما جاء لتدريب الهلال وجده يلعب بتنظيم 2-5-3 ومشتقاته، بل وجد كل الأندية والمنتخبات تلعب بهذه التنظيم.

لكنه – اي ريكاردو – غير هذا التنظيم إلى 4-4-2 ومشتقاته، ورغم انه واجه صعوبات كبيرة في البداية، الا انه نجح في ترسيخه في الهلال وجعل الاندية الأخرى تحذو حذوه.

كانت كل الأندية السودانية تلعب بتنظيم 2-5-3 ،وأول من لعب به مدرب المريخ الألماني هورست ،وخاض به مباراة أمام الهلال انتهت بالتعادل 2/2 .

خسر ريكاردو مع الهلال من حي العرب، وكان قبلها قد تعادل مع هلال الساحل في بداية موسم 2006 ، الأمر الذي جعل المريح يتقدم عليه بفارق سبع نقاط في الدورالأول .

صمود ريكاردو على موقفه، واصراره على تنفيذ طريقته رغم الهجوم الإعلامي عليه، حقق به ما كان يريد في نهاية الأمر وفاز بلقب الدوري.

يرجع الفضل لمدرب الهلال الصربي ميشو في تثبيت سيف مساوي في وظيفة قلب الدفاع، صحيح أنه ليس أول من أشركه كمتوسط دفاع، لكنه أقنعه بالاستمرار في هذه الخانة عندما قال له ممكن تكون لاعب وسط عادي لكنك ستكون الأفضل في السودان كقلب دفاع.

كسب ميشو الرهان، وأصبح مساوي افضل مدافع في السودان ولا يزال.

المدرب الفرنسي غارزيتو عندما تولى تدريب الهلال توصل في النهاية إلى أن أفضل طريقة لعب تناسبه هي 3-4-3 .

وعندما أشرف على تدريب المريخ في الموسم الماضي قام بتحويل علاء الدين من المحور ليلعب كمتوسط دفاع، وحقق اللاعب نجاحا منقطع النظير.

كما حقق محمد عبد الله ضفر نجاحاً كبيراً عندما حوله غارزيتو من متوسط الدفاع للاعب وسط مهاجم، وأحرز ثلاثة أهداف حاسمة للمريخ.

الفرنسي كافالي إسم كبير ومن حقه أن يجرب ويبدل في خانات اللاعبين في المباريات الإعدادية وحتى التنافسية، وينبغي أن نقيم عمله نهاية الموسم وليس بمهاجمته من أول مباراة إعدادية.

قبل الختام

لفتة بارعة من رابطة مشجعي الهلال بقطر أثارت جدلاً واسعاً في الوسائط الإعلامية، عندما تبرعت لرابطة مشجعي المريخ بمبلغ (10)ألف ريال قطري، بمناسبة اقامة المريخ معسكره بالدوحة .

حقيقة لم أتفاجأ من هذا الموقف، لأن أخونا عبد الله القاضي (بالكو) حدثنا كثيراً عن التعاون الكبير بين الرابطتين عندما يحل أحد طرفي القمة بالدوحة.

في زمن التعصب يصبح هذا العمل غريب وشاذ وغير معتاد، فالتحية للرابطتين العملاقتين ولاعضائها الكرام.

يوسف حسين – الخرطوم

.Rawa_60@yahoo.com