منوعات

الفقر يجعل “عيد الحب” متنفساً


عادة يشتغل الحديث في في مواقع التواصل الاجتماعي مع اقتراب الرابع عشر من فبراير سنوياً عن عيد الحب، وهو حديث ذو شجون فبعض الصفحات بتلك المواقع تندد بالاحتفاء به وتعتبره خروجاً على تقاليد وقيم المجتمع وتسخر منها اخرى باعتباره شكلاً من اشكال الفراغ والانصرافية فيما تحتفي بها صفحات واصحابها الذين يرون ان من حقهم الاحتفاء بالمناسبة باعتبارها حقاً مشروعاً وان من حقهم ان يلتقوا حبيباتهم او أحبتهن ويلتقون منهم ومنهن الهدايا بالمناسبةذات الطابع العالمي، ويحذر رجال الدين ورجال مجتمع تقليدي من الاحتفاء بهذا اليوم باعتباره دخيلاً على المجتمع السوداني ومن ما قد يحدث في اليوم من تجاوزات تهدد قيم هذا المجتمع وتشيع الفاحشة فيه، وتنظم جهات رسمية حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتنشر ملصقات في اماكن كثيرة تندد فيها بالظاهرة الوافدة وتعتبر الاحتفاء بها وما يصاحبه مما تسميه “تردٍ أخلاقي” بل وتعتبرها تشبها بأهل الأديان الاخرى الذين يحتفون باليوم.
ورغم الحملات المناهضة للاحتفاء باليوم فان محلات الهدايا والمكتبات تشهد انتعاشاً ملحوظاً ويبذل اصحابها جهوداً لافته لتسويق هداياهم حمراء الألوان للعشاق ويبدعون فنون عرض مشوقة لجذب العشاق والمحبين لشرائها وتوقع صاحب محل الفيحاء للعطور محمد آدم انتعاش سوق الهدايا عموماً مثل العطور وغيرها، في ايام الفالنتاين اضافة الي الهدايا الاخرى التي تغلب عليها الوان (الفوشي، الاحمر، البنفسج) باعتبارها الواناً للحب في يوم عيده يقول محمد: “اذا تهاديتم تحاببتم”، وان الحملات التي تنادي بعدم الاحتفاء وتحريمه لا تجد قبولاً وليست ذات تأثير.
ورأى طلاب استطلعتهم الصحيفة ان الاحتفاء بعيد الحب عادة يكون نوعاً من انواع الترويح عن النفس وقالوا: “دائما الممنوع مرغوب”، واضافوا ان الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الشباب الي جانب غياب البرامج التي تستوعب طاقات الشباب، تجعلهم يتمسكون بمثل هذه الاحتفالات التي تعد متنفسات لهم على الرغم من ان الظروف نفسها لا تساعدهم على الاحتفال بالمناسبة وشراء هدايا لأحبتهم فيما رفضت طالبات جامعيات الاحتفاء بالمناسبة وتقديم الهدايا باعتباره تشبهاً بالمسيحيين واليهود.

مكة عبد الله
صحيفة حكايات