تحقيقات وتقارير

سودانيون في داعش .. نهايات القتل والصلب والاعتقال


قبل عدة أيام حملت أنباء ان قوات تابعة لمجلس شورى (ثوار درنة) في ليبيا أعدمت قيادي سوداني منتمي لداعش الفاتح احمد جابر الذي كان يشغل منصب القاضي الشرعي الأول بمنطقة النوفلية شرق ليبيا في عملية تصفية جسدية وصفت بالبشعة استهدفت ابرز عناصر السلفية الجهادية المؤيدة لداعش فرع ليبيا.
ويعد الفاتح جابر الذي يكنى (ابو عائشة) والذي اغتيل الاربعاء الماضي احد كبار طلاب العلم الشرعي المقربين من الشيخ السديرة وكان من بين العناصر التي اعلنت مبايعتها لابوبكر البغدادي كخليفة للمسلمين وأكدت مصادر مطلعة من داخل السلفية الجهادية ان جابر الذي انتقل قبل عدة اشهر ليشغل منصب احد قضاة الدولة الاسلامية بمجمع محكم درنة تم اسرة بواسطة مجموعة مسلحة تابعة لمجلس شورى ثوار درنة وهذه المنطقة كانت خاضعة لحكم داعش وان الرجل نفذت بحقه عملية تصفية جسدية داخل سجون الثوار رميا بالرصاص.
والفاتح جابر ليس هو آخر من تنتهي حياته على نحو مؤسف ومأساوي وبالطبع سبقته حالات كثيرة لجهاديين سودانيين فقبل حادثة اغتيال الفاتح تناقلت وسائط اعلامية ان قناصا غامضا اصطاد قبل ايام برصاصة القاضي الشرعي السوداني الجنسية احمد عبد الهادي وكشفت صحيفة تلغراف البريطانية ان قناصا عالي الخطورة تمكن من اغتيال قيادي بارز في داعش سوداني الجنسة ويكنى (ابو انس المهاجر) بعد ان اصابته رصاصة القناص في رأسه وقبيل وصوله لمستشفى (الحياة) الذي يقع في المنطقة السكنية الثانية وسط المدينة.
غير ان حالة الشاب السوداني الثالث الذي انتهت حياته على نحو مؤسف ويدعى (ابو حفص) تمثل نادرة وحدثا غريبا على المشهد العام نظرا لبشاعة الحادثة وملابساتها المؤلمة، فقد تداول مواقع الكترونية ليبيه ان داعش قد صلبت سودانياً في اواخر أكتوبر من العام الماضي حاول الفرار وقبض عليه عند مدخل سرت الشرقي ومعه رواتبه التي تقاضاها طيلة التحاقه بالتنظيم وتبلغ 10 آلاف دولار، و كان السوداني الهارب قد اصطدم بحاجز لداعش عند مدخل المدينة الشرقي ليعتقله الرجال ويحيلوه للمحكمة الشرعية التي قضت بصلبه وتم تنفيذ الحكم في احدى ضواحي شرق سرت، وايضا تم صلب اثنين من عناصر التنظيم سوريين الجنسية من دون الإشارة الي تاريخ الصلب او التهم الموجه لهم.
مصعب السوداني احج ابناء الحاج يوسف الذي تدرب على السلاح وهاجر للالتحاق بداعش في سوريا غير ان الشاب اخضع للمراقبة ووضع قيد الاقامة الجبرية وحظر من التحرك وتردد انه تعرض لعملية تعذيب وتنكيل وهو داخل محبسه العسكري وتسربت انباء ان داعش نفذت في حقة عملية تصفية جسدية وهو الاحتمال الذي رجحه مقربون من الشاب، وفي متنصف شهر ديسمبر من العام الماضي اتهمت داعش بصورة مباشرة تنظيم القاعدة الصومال بقتل مصعب السوداني واكد احد رفقاء مكاوي في تدوينه على الانترنت دون ان يفصح عن هويته ان الشاب اغتيل على يد منتسبين لتنظيم القاعدة في الصومال بعد ان قرر الانسحاب والانضمام لداعش، واضاف ان مكاوي احد الذين قررت الحركة حبسهم ففر منهم الي الغابة مع اخوانه خشية البطش والتنكيل الذي وعدت الحركة به كل من خرج منها.
كما كان مقتل احد عناصر السلفية الجهادية مازن عبد العظيم متطابقا لحد كبير مع مصعب فبحسب روايات رفقائه الذين افادوا بان الشاب لقي حتفه داخل الاراضي التشادية حينما لاحقته كتائب بوكو حرام النيجيرية بعد ان فر من صفوفها سرا برفقة اخرين فيما اشارت مصادر اخرى الي انه قتل في صحراء ليبيا بسلاح داعش لكن من المؤكد ان الحادثتين (مقتل مكاوي ومازن) تعبران عن وجه الصراع الدامي بين الفصائل الجهادية وتحديدا بين القاعدة وداعش وهو امر سار عليه المنسق العام لتيار حزب الامة الواحد د.محمد علي الجزولي الذي يقطع ان مكاوي(الصومال) ومازن (نيجيريا) هما ضحايا لهذه الخلافات.
وفي الربع الاخير من العام الماضي ابلغت قيادة داعش بليبيا اسرة سودانية بالخرطوم بنبأ وفاة نجلها الذي غادر تحت جنح الليل للانضمام لهم وحدثت وفاته قبل وصوله للاراضي الليبيه عن طريق البر واكدت اسرة الطالب انس الذي كان يدرس الطب جامعة ام درمان الاسلامية قبل ان يغادرها متجهاً للانضمام لتنظيم الدولة في ليبيا عبر الحدود، واكدت اسرة الطالب المختفي انها تلقت خبر وفاة ابنها البالغ من العمر 20 عاماً بعد ان غادر منزل الاسرة الواقع في حي الخرطوم 3 قبل عيد الاضحى الماضي وتغيب عن الدراسة بالجامعة قبل العيد ولم يظهر لا في المنزل ولا في قاعات الدراسة بالكلية وطبقاً لمصادر اخرى فانه اتضح لاحقا تأثره بافكار التنظيم واعلن انضمامه للتنظيم الجهادي والتخلي عن الانتماء لجماعة (انصار السنة)، وتلقت الاسرة اتصالا من التنظيم أكد وفاة الشاب على الحدود قبل وصوله للالتحاق بصفوف داعش بليبيا دون ان يوضح المتصلون سبب الوفاة واذ خلفت وفاة طالب الطب انس واقعا انسانيا محزنا على صعيد الاسرة بنهاية مفجعة فان الاكثر اسفا ان الشاب الصغير هو الابن الوحيد لوالديه.

الهادي محمد الأمين
صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. الياس والقهر والمستقبل المجهول هو الذي ادي الي هذه النهاية اضافة مايسمي بانصار السنة هذه المجموعات اغلب هولا الارهابين كانو اعضاء فيه بداية حياتهم سرعان ما انحرفوا