عمر الشريف

إن الذكرى تنفع المؤمنين


سيدى الرئيس أننى أعلم أنك ليس بحاجة الى نصيحة منى . لكنى أذكرك كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نذكر المؤمنين لأن تذكير المؤمن للأخيه المؤمن ينفعه . لقد كتب الله لك أن تحكم السودان طوال هذه السنوات لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى ونسأل الله أن تكون لخير لك ولهذا الشعب الصابر . ظل نبى الله نوح عليه السلام فى قومه اكثر من 900 سنة (والله أعلم) وكان يدعوهم الى الحق وهم يسخرون منه حتى أراد الله أن يعاقبهم بالطوفان وينجى نبيه و عباده المؤمنين وكذلك ضرب الله لنا مثلا بفرعون الذى طغى فى الأرض حتى أن مفاتيح خزائنه يصعب حملها وعندما أراد الله نصر عباده المؤمنين أغرق جيوش فرعون وأخرجه ببدنه ليكون عبرة لمن بعده . والكثير من قصص الانبياء والملوك والرؤساء والطغاة وفى العهد الحديث معمر القذافى وعلى صالح ومبارك عبرة ودرس لمن أراد أن يتذكر رغم الجيوش التى حولهم .
الملك لا يدوم والدائم هو الله وحده وهو الذى يعز من يشاء ويذل من يشاء ويؤتى الملك لمن يشاء وينزع الملك من من يشاء . سيدى الرئيس لا زيادة الغاز ولا إجتماع المعارضة فى أوربا ولا تحالف الدول الكبرى هى التى تبعدك عن الحكم والسلطة إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى وكلها أسباب ومسببات بأمر الله . السلف الصالح كانوا يتورعون عن الحكم وتولى أمور المسلمين و الفتوى حتى لا يقعون فى ظلم أحد او مخالفة شرع أو الوقوع فى محظور يحاسبون عليه وأنتم أعلم بذلك منى . سيدى الرئيس الى متى يظل مريض يتألم بسبب نقص الدواء والى متى ينام طفل جائع والى متى يشرد المواطن من وطنه وإلى متى يوعد الشعب ويخلف الوعد وإلى متى ننكر وجود الفساد وإلى متى نحكم ونهدد ونبطش و الكثير وسيادتكم على رأس الحكم .
سيدى الرئيس أحلف بالله صادقا بأنك لم تكن مرتاح الضمير وأحلف بالله بأنك تعلم حال هذا الشعب وعربتك تجوب تلك الشوارع المحفرة والأحياء المظلمة وعيناك تشاهد صفوف المواطنين فى مواقف المواصلات وأمام مخابر الرغيف ومراكز توزيع الغاز وتشاهد العوز والفقر والهزال على وجوههم وأجسادهم . كيف يرتاح ضميركم وكيف تنام أعينكم وكيف ترفع أياديكم الى الله بالمغفرة . هل تعلم بأن هناك مواطنين لا يجدون ما يسد رمقهم ولا يروى عطشهم وحياتهم حياة الصحابة الأوائل حتى يصل بهم الحال ليربط بطنه من شدة الجوع . ليس بالقوة نوفر الحياة الكريمة وليس بالضرائب ولا الزيادات نجلب عملة صعبة لنواجه بها هذا الحظر والضيق .
لقد كان سيدنا عمر بن الخطاب يجوب شوارع المدينة رغم حالة الفقر التى يعيشها المسلمون فى تلك الفترة ويتفقد رعيته وكان يبكى ويخشى الله أن يسأله عن بقله تعثرت فى أرض الشام والعراق وهو فى المدينة المنورة . كان يختار من يخاف الله ويتقيه لتولى أمور المسلمين وكان يراقبهم ويسأل عنهم ولا يكتفى بالتقارير التى تصله فقط . هؤلاء هم رجال عاهدوا الله وصدقوا . لماذا لا نعاهد الله ونصدق ونتفقد رعيتنا ونسند أمرنا الله ونتوكل عليه وهو ناصرنا وإن تنصروا الله فلا غالب لكم . ليس بالتقرب من أمريكا أو بالتنازل عن من خانوا الوطن أو بالسكوت عن الفاسدين أو بزيادة الغاز والبنزين والخبز نحمى ملكنا ولا بالقوة والقمع والتهديد نطيل عمرنا . لقد حكمت أكثر من ربع قرن ومازال الوضع ليس بأفضل من أوله فلماذا لا نتنازل لمن يصلح الأمة ويتفقد الرعية ويحيى فيها شجاعة المسلمين ويعيد قوتهم وتوكلهم على الله .
سيدى الرئيس تفرغ يوما وأجعله لله بزيارة أحد المستشفيات الطرفية او حتى داخل العاصمة بصفتك مواطن عادى زائر مريض وشاهد وأسمع بنفسك لترى كم من دعا لك بالخير او بغيره . أركب يوما المواصلات العامة وقت الذروة لترى تلك المعاناة . تفقد الرعية فى أطراف العاصمة لتحس معاناة سموم الحرة وظلام الليل وعام العسرة فى هؤلاء وهم صابرون ومحتسبون ولم تفارقهم الإبتسامة ، هؤلاء أن شاء الله أهل الجنة إذا وجدوا من يعلمهم الدين الصحيح والصبر فى طاعة الله .
سيدى الرئيس بناء الشباب وتربيته فى طاعة الله ومخافته ، تلك هى البنية التحتية المتينة وتلك هى الثروة الاقتصادية القوية التى لا ترهبها قوة ولا قرارات أممية ، لان حال شبابنا اليوم حدث ولا حرج حتى تكاد تقول أصبح لكل مواطن فنان يطربه وكل عامل يعيش عشرة اشخاص عاطلين لا يجدون وظيفة . حتى إنعدمت الأخلاق الكريمة والمروءة والشهامة والأمانة والإحتماعيات الاسرية والمجتمعية . المشروع الحضارى الإسلامى هو الإهتمام بالتعليم بكل فروعه والإهتمام بالمجتمع والمنابر الدينية وإقامة العدل ومحاربة الفساد وتطبيق حدود الله والتوكل عليه . هذا ما يصلح المجتمع ويقدم الوطن وينصر الدين ويرفع راية الإسلام ومكانة الفرد عند الله .


تعليق واحد

  1. تاعب نفسك على الفاضي اسمعته اذ ناديتا حيا ولاكن لا حياة لمن تنادي يعني انتو قايلو ماعارف دا اخطر علي الاسلام والمسلمين من اليهود ديل فى الدرك الاسفل من النار