أبشر الماحي الصائم

تجنبوا مواكب الدستوريين


* تمنيت لو أننا نخضع كل القرارات التي نصدرها إلى فترة تجريب وتقييم على الأرض، حتى تتدارك السلبيات وتعزز الإيجابيات، على طريقة الراحل جعفر نميري طيب الله ثراه (الثورة تراجع ولا تتراجع) !!
* فقد كنت غداة صدور القرار الجمهوري الذي قضى بمنع استخدام صافرات الإنذار لدى الدستوريين، كنت أسير أمس الأول السبت نحو الثانية ظهرا على طريق (الوالي) بمحلية شرق النيل، عندما انتبهت إلى أن ثلاث سيارات تأتي مسرعة من الخلف في ذات الاتجاه الذي أسير فيه، فاضطرتني إلى أن أذهب إلى أضيق الطريق، فاسحا بقية الشارع الفسيح لجحافل هذه السيارات ذات الدفع الرباعي.. غير أني فوجئت بإن إحدى السيارات تقترب مني ومن ثم يخرج أحدهم رأسه وهو يصرخ في وجهي بقوله (يا غبي)!! قالها بقوة وإمعان لو أنها وزعت على سكان الولاية لوسعتهم !!
* انتبهت لحظتها إلى أن هذه السيارات ربما تحمل (دستوريين) من من لم يسمح لهم القرار الجمهوري باستخدام صافرات الإنذار !!
* على أننا هنا لا نبحث عن إمكانية ملاحقة قضائية لمن أساء إلينا على غير وجه حق، بقدر ما أبحث في إمكانية تنبيه السلطات الحكومية لحمايتنا في مستقبل الأيام والقوافل، حمايتنا من مواكب الدستوريين الذين ليس بإمكاننا تمييزهم من باقي أفراد الشعب، على أن نوعية سيارات الدستوريين بات يمتلكها (تجار الكرين)، فكيف يتسنى لنا معرفة أن هذا دستوري وذاك غير دستوري، وإن لم ننجح في ذلك سنتعرض بطبيعة الحال إلى المزيد من (الشتائم).. التي قد تتطور في مقبل الأيام إلى صفعات من يدري !!
* ففي الحالتين أنا ضائع!! فبكل تداوينا فلم يشف ما بنا على أن عهد الصفافير أهون من الشتم !!
* لماذا ندفع نحن معاشر المواطنين دائما ثمن كل القرارات الحكومية، فلئن زادت الحكومة أسعار سلعة فلا نملك إلا ندفع، وفي المقابل لو قضت الحكومة بنقصان عمليات (الصفافير) وقصرها على سيارات الرئيس ونوابه، في هذه الحالة نشتم من قبل الذين سلبهم القرار (حق الزمبرة) !! حكاية على أن للمواطن (هو اللي زمبر) !!
* هل هنالك جهة حكومية بإمكانها أن ترد لنا (شرف مواطنتنا) !! كأن تتحقق من ثلاث سيارات سيادية كانت تسرع بطريق الوالي بشرق النيل باتجاه الشرق، عند الثانية من ظهر السبت أمس الأول، لا أريد قصاصا بقدر ما أطمع أن أعرف جريرتي التي بسببها تمت إهانتي ونزع كرامتي أمام المارة الذين أدهشهم هذا التصرف !!
* أخشى من مثل هذه التصرفات التي لا ينتبه لها أحد، أن تعرض أرصدة الحكومة الجماهيرية للتآكل في الطرقات العامة، لتكون نملة سيدنا سليمان أعظم وأكثر رقياً من مواكبنا، لما خرجت نملة في وادي النمل تصيح في قبيلتها “يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ”.
* هنالك طريقتان يمكن أن تجعلاننا في مأمن من التعرض إلى مثل هذه الإساءات في مقبل المواكب، أما أن تعاد (الصفافير) فندرك منذ وقت كاف أن ثمة دستوري قادم، فنخرج عن الطريق، أو أن نتعلم من النمل بأن نجد من يصيح فينا عند مواكب الدستوريين بأن ندخل إلى جحورنا !!
* أضاف مرافقي الأخ عثمان صالح.. وبالعدم أن تصدر خارطة تحركات يومية للدستوريين، كأن تقول (على المواطنين عند الساعة الثانية الابتعاد عن طريق الستين بالخرطوم)، لأن ثمة دفعاً رباعياً حياً لموكب دستوري، حتى لا يتعرض المواطنون للشتم والإساءة !!


تعليق واحد

  1. ليه تطلع من الطريق. على ايه الحضوع. عليك كصحفي البحث في القانون ان كان يسمح للدستوري يعمل فيها فتوة في الشارع .دستوري لا يحترم الشارع غير جدير بالاحترام و يجب ان تفضحه