سياسية

مجلس اللوردات البريطاني يتحسس أوضاع السودان


بعيداً عن أعين ومسامع أجهزة الإعلام المختلفة، حط وفد يمثل عدداً من الأحزاب البريطانية، أهمها حزبا المحافظين والعمال في مجلس اللوردات البريطاني، حط رحاله بـ”الخرطوم” أمس (الأحد) بترتيب من منظمة (جسور) وبمعاونة من سفارة السودان بـ”لندن”، وقد بدأ الوفد فعلياً في تنفيذ برنامجه المكثف الذي سيمتد إلى أسبوع بالتمام والكمال، يقف من خلاله الوفد على كثير من القضايا ويزور عدداً من المناطق في السودان، كما سيلتقي عدداً من المسؤولين بالدولة.
وفي هذا السياق أجرى الوفد البريطاني لقاءات مع رئيس البرلمان، ووزير الخارجية، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، وبحسب ما هو معد في برنامج الزيارة يقوم الوفد اليوم (الاثنين) بزيارة حاضرة ولاية شمال دارفور “الفاشر”، ثم يتوجه بعدها إلى ولايتي نهر النيل والشمالية، ويأمل الوفد البريطاني من هذه الزيارة التعرف على كثير من القضايا والملفات سيما قضايا السلام والحرب في مناطق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
*أساقفة ونبلاء
وبحسب ما هو شائع فإن مجلس اللوردات يعد أحد أفرع مجلسي البرلمان البريطاني للمملكة المتحدة، وهو المجلس الأعلى من مجلسين في البرلمان، حيث إن المجلس السفلي يتمثل في مجلس العموم، ويحتوي مجلس اللوردات على نوعين من الأعضاء، هما اللوردات الروحيون (الممثلون بأعلى أساقفة كنيسة إنكلترا)، واللوردات الدنيويون (الممثلون بالنبلاء)، وبحسب التقليد البريطاني فإن أعضاء المجلس لا يتم انتخابهم من قبل عامة الشعب ولكن يتم تعيينهم من قبل حكومة قديمة وحديثة، أما مجلس العموم، فهو منتخب ديموقراطياً في انتخابات تقام كل خمس سنوات على الأقل، ويجتمع المجلسان في غرف مفصولة في قصر (وستمنستر) في “لندن”، ويعتبر مجلس اللوردات في الوقت الحاضر أقل أهمية من مجلس العموم بكثير، ويظهر هذا جلياً من عدم تأثيره على تشكيل الحكومة كما أنه ليس من حقه أن يحول دون إصدار مشروعات القوانين المالية فيما يتعلق بالإيرادات أو المصروفات وتعتبر سلطته على مشروعات القوانين محدودة.
*شكوى البرلمان إلى اللوردات
ابتدر مجلس اللوردات برئاسة العضو “محمد شيخ” برنامج زيارته للسودان بعقد لقاء مع رئيس البرلمان البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” الذي اشتكى لهم من تعامل الأسرة الدولية مع السودان، مبيناً أنه بالرغم من إيفاء السودان بالتزاماته الدولية والإقليمية إلا أن هنالك بعض الدوائر التي تسعى لعرقلة مسيرة الدولة القاصدة للنهوض بالإنسان السوداني اقتصادياً، وذلك من خلال فرض الحصار الاقتصادي الذي يعيق مسيرة التنمية ويؤثر على كثير من مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بالبلاد. واعتبر “إبراهيم أحمد عمر” أن البرلمان الحالي وبتركيبته السياسية والحزبية، يعد الأساس الجيد لتلقي مخرجات الحوار الوطني من حيث ضمه لعدد من الأحزاب المشاركة في عملية الحوار، وأشار “عمر” إلى أن علاقات السودان مع المحيط الإقليمي جيدة على المستويين الأفريقي والعربي والدور الفاعل للبرلمان السوداني في المنظمات الإقليمية والدولية.
*بشفافية
رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني الدكتور “محمد المصطفى الضو” قال إن وفد مجلس اللوردات تفهم مجمل القضايا التي تلقى شرحاً حولها، مؤكداً أن الشرح فيما يلي الحروبات التي تدور ببعض المناطق كان شفافاً وصريحاً، ومضى (الضو) ليقول إن اللقاء ناقش مجمل الأوضاع في البلاد بالتركيز على قضايا الحوار الوطني وقضية دارفور والأوضاع بمناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان، مثمناً زيارة الوفد.
*صورة السودان
رئيس وفد اللوردات (محمد شيخ) قال إن زيارتهم تأتي في إطار تلمس البرلمان البريطاني لسبل تطوير العلاقات البرلمانية بين البلدين، مشيراً لأهمية تبادل الزيارات ومتابعة مخرجاتها، وذلك لكشف الحقائق ومواجهة الحملات الإعلامية التي تعمل على تشويه صورة السودان وسمعته أمام المجتمع الدولي، مبيناً أن اللقاء مع رئيس البرلمان كان مثمراً تناول كل القضايا ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب اطلاعهم على مجمل الأوضاع في السودان والتي تم تبادل وجهات النظر حولها بين الطرفين، وأشار “شيخ” إلى أن الوفد سيلتقي بالعديد من المسؤولين بالدولة إلى جانب زيارتهم لبعض المناطق بالسودان، واعتبر اللقاء فرصة للاطلاع على أعمال البرلمان السوداني، مشيراً إلى أن الوفد يمثل عدداً من الأحزاب السياسية بالبرلمان البريطاني.
* علاقات “الخرطوم” و”لندن” دون الطموح
وامتدت لقاءات الوفد البريطاني لتشمل وزير الخارجية البروفيسور “إبراهيم غندور” الذي أكد أنه أجرى نقاشاً طويلاً مع الوفد البريطاني حول الأحداث في الإقليم وفي المنطقة وبخاصة فيما يتعلق بقضايا الإرهاب وتهريب البشر وحقوق الإنسان، إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين التي وصفها “غندور” بغير الطموحة، مبيناً أنه أجاب عن كافة الأسئلة التي طرحها الوفد البريطاني حول تلك القضايا، وبشأن القضايا الداخلية أشار “غندور” إلى أنه أوضح للوفد كافة الموضوعات المتصلة بالحوار الوطني والتزام رئيس الجمهورية بتنفيذ كل مخرجات الحوار الوطني، وأكد لهم جدية الحكومة في مفاوضات السلام مع الحركة الشعبية قطاع الشمال مع الحركات الدارفورية من أجل تحقيق الوفاق الوطني، وقال “غندور” إنه أطلعهم كذلك على زيارته التي ينفذها اليوم إلى بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي، حيث سيلتقي هناك بعدد من المسؤولين في الاتحاد، وأبدى “غندور” عدم رضاه عن مستوى العلاقة مع بريطانيا وقال( يفترض أن تكون علاقاتنا مع بريطانيا أفضل من أي دولة أخرى في أوربا والاتحاد الأوربي بحكم العلاقات التاريخية، لكن وبكل أسف العلاقات لم ترقَ إلى مستوى الطموح، نحتاج أن نعمل كلنا من أجل تطوير هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات المختلفة).
ولم ينسَ “غندور” أن يتطرق من خلال النقاش مع الوفد إلى مشروع القرار الأخير الذي دفعت به بريطانيا إلى مجلس الأمن لإدانة السودان بسبب الأحداث في منطقة جبل مرة بدارفور، وطلب “غندور” من وفد اللوردات أن يقوموا بنقل كل الحقائق والوقائع للأطراف المعنية في بريطانيا من أجل تصحيح الصورة عن السودان، معتبراً أن البلاد مفتوحة أمام الجميع لزيارة السودان أو أي منطقة في أراضيه.
*زيارة مهمة
مدير الإدارة الأوربية بوزارة الخارجية السفير “عمر الكردفاني” اعتبر أن زيارة وفد المجلس البريطاني ذات أهمية كبرى بالنسبة للسودان، وقال إن الهدف من الزيارة هو التعرف على تطورات الأوضاع في السودان، والوقوف على الحقائق عن قرب لتصحيح الصورة الخاطئة ،الموجودة في أذهان العديد من السياسيين في بريطانيا، وتابع قائلاً (الزيارة مهمة جداً على المستوى البرلماني ، خاصة، وأنها تضم شخصيات مهمة جداً تمثل كل الأحزاب البريطانية في مجلس اللوردات ومجلس العموم، أبرزها حزبا العمال والمحافظين).

المجهر السياسي


‫2 تعليقات

  1. مجلس الللوردات لا دخل له ببلادنا – بلد عدو كما ظهر من محاولتهم مع أمريكا منع السودان من تصدير الذهب – يجب منعهم من التدخل في شئون بلادنا وتقييد التعامل معهم في أضيق الحدود