حوارات ولقاءات

شيخة الحكامات بولاية شرق دارفور: نحن (نادمات) على تأجيجنا لنيران الحرب


تعتبر (الحكامات) نساء صاحبات موهبة غنائية وشعرية استطعن من خلالها أن يلجن للشهرة من أوسع أبوابها، وبع مرور سنوات اختلف دور (الحكامة) فبعد أن كانت محرضة على القتال والحرب أصبحت داعية سلام عبر اغنياتها لايقاف القتال ونبذ الفتن والعنف بعد الصراع الدموي القبلي الاخير، (كوكتيل) التقت بشيخة الحكامات بولاية شرق دارفور الحكامة (شيكات يعقوب عوض) التي تحدثت عن تجربتها ودورهن كحكامات في ارساء دعائم السلام بين القبائل.
منذ متى بدأت نظم الشعر والغناء؟
تعلمت نظم الشعر وحفظه منذ كان عمري 12 عام من والدتي وهي كانت حكامة مشهورة في المنطقة بقوة اشعارها وتمجيدها لرجال القرية الشجعان والقرى المجاورة وقت الحرب، واصبحت حكامة لاكثر من 35 عاما وما زلت.
ما اسم الفرقة التي تتقدمينها ؟
فرقة (الكاتم العريج) نحن مجموعة ونقدم عرضنا في ساحة المناسبة ويتقدمنا الرجال ومن خلفهم النساء ونغني جميعا مع الرقص ونشارك في كل المناسبات كما ان هناك فرقا مختلفة تقدم عروضا أيضا أمثال (الهرم و ام عطيرين).
انتن كـ(حكامات) كنتن متهمات في الماضي بتأجيج نيران الفتن والخلافات بين القبائل ؟
هذا صحيح لأننا كنا في الماضي نشجع الرجال على الحرب ومن لم يخر لها كنا (نعيّره) ونقلل من رجولته حتى يجخل من نفسه ولا يخرج من بيته ومن يذهب للحرب ويأتي نشكره بالمدح الشديد ونصفه بالشجاع.
لمن تغنين الان ؟
في الماضي كنا نألف الشعر ونغني ونشجع المشاكل لكن بعدها وعينا بانه لا داعي للفتن والمشاكل فبدأنا نغني للسلام ونبذ الحرب.
ماذا استفدتن طوال تلك السنوات وانتن تشجعن الرجال على الحرب ؟
حقيقة لم نستفد شيئا بل تأثرنا لأننا فقدنا الأمل بعد أن وجدنا كل الرجال والشباب ماتوا في الحرب فكان لابد لنا ان نعالج ذلك الخطأ.
هل يقتصر غنائكن على السلام في المناسبات العامة فقط ؟
ابدا اصبحنا نغني في كل المناسبات العامة والخاصة للسلام حتى لاندع مجالا لاحد بان فكر في الحرب التي لم نجن منها غير الفرقة والشتات وخراب الديار.

 

 

محاسن احمد عبد الله
صحيفة السوداني