تحقيقات وتقارير

فوائد متعددة لفتح حدود دولتي السودان


كثير من السودانيين وعشرات الأطنان من المواد الغذائية الإذن بالتحرك نحو جنوب السودان أو العودة منه للسودان عند اكتمال صيانة صنادل هيئة النقل النهري السودانية التي لم تكتمل بعد.
وانقطع التواصل الشعبي بين السودان وجنوب السودان بعد انفصال الإقليم الجنوبي عن الدولة الأم عبر استفتاء أجري عام 2011 جاء على إثر اتفاقية سلام بعد حرب أهلية امتدت لأكثر من ربع قرن.
ووفق متحدثين، فإن عودة التواصل بين الطرفين لم تكن ممكنة خلال السنوات الخمس الماضية بسبب القوات التي وضعت على جانبي الحدود بين الدولتين رغم عدم اكتمال ترسيمها بعد، إلى جانب صرامة الموانع الموضوعة أمام المواطنين.
وفور إنفاذ الحكومة السودانية قرارها القاضي بفتح الحدود -التي تعد الأطول في أفريقيا- وإلغاء حظر تدفق المواطنين الجنوب سودانيين نحو السودان الأسبوع الماضي بدأت حركة نشطة لم تنتظر ما استتبع ذلك القرار من إجراءات.

خطوة صحيحة

ويرى معتمد محافظة الجبلين السودانية موسى الصادق علي عيسى أن فتح الحدود وإلغاء كافة القيود المفروضة على المواطنين هما “الخطوة الصحيحة”، مشيرا إلى رغبة المواطن السوداني والجنوب سوداني في التواصل، لما للطرفين من قواسم اجتماعية واقتصادية وثقافية مشتركة.
ويقول للجزيرة نت إن القيمة الرئيسية من هذا القرار هي إقرار دولة الجنوب بحدود عام 1956 التي يتنازع عليها الطرفان، مشيرا إلى وجود مواطنين سودانيين نزحوا من قراهم بعد سيطرة الجيش الجنوب سوداني على إحدى المناطق السودانية داخل حدود السودان.
ويؤكد الصادق أن القرار نقل الطرفين من مربع الحرب إلى السلام “مما يعني عدم وجود أي مجال لدعم المتمردين السودانيين الذين يتخذون من دولة الجنوب منطلقا لعملياتهم العسكرية ضد البلاد”.

ويعتقد أن الأمر يعني مزيدا من المنافع الاقتصادية والسياسية والأمنية للطرفين بعد وصولهما لقناعة بأن الصراعات وحروب الوكالة تستنزف الدولتين معا.

قواسم مشتركة

بدوره، اعتبر بول لوال نائب محافظ مقاطعة الرنك الجنوب سودانية أن إعادة فتح الحدود بين الدولتين تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، لافتا إلى اشتراك المواطنين في جانبي الحدود بكثير من القواسم.
وطالب في تصريحات صحفية التجار السودانيين بالعودة إلى ممارسة تجارتهم في دولة الجنوب، مشيرا إلى أن الانفصال “لا ينبغي أن يكون أداة لقطع التواصل بين المكونات الموجودة على جانبي الحدود”.
وأكد أنه لا مجال للعودة إلى الخلافات التي ستؤثر على المواطنين في الحدود بين الدولتين، معتبرا أن التحولات الجديدة في قيادة البلدين ستقودهما إلى كثير من الإنجازات في مجال السلام والتعايش السلمي، بحسب قوله.

التئام الشمل

وتؤكد المواطنة الجنوبية أشول ضو البيت (ستون عاما) أن الخطوة حققت حلم الكثيرين بالتئام بعض الأسر المشتركة بين الدولتين، منادية بإعادة النظر في أمر الوحدة من جديد بعدما “جرب الشماليون والجنوبيون الانفصال وما به من مشكلات”.
واعتبرت في تعليقها للجزيرة نت أن قطع التواصل بين مواطني الحدود في الدولتين “كان مدمرا لعدد كبير من الأسر التي لم تتواصل إلا في الخفاء ومن حين لآخر”، مشيرة إلى ما سمتها الإجراءات العقابية التي تواجه من يحاولون كسر ذلك الطوق.

الجزيرة