مزمل ابو القاسم

لنا الله


الأخ مزمل، تحياتي
أعانكم الله على ما تبذلون.. وما تجدون من عنت وما تُرهقون..
من المداومين على قراءة زاويتك بأخيرة صحيفتكم العامرة..
طرقت اليوم موضوعاً غاية في الأهمية.. نود أن نسهم معك في طرقه عسى ولعل ينصلح الحال..
إن صادفت أنت هذا التصرف من أحد الأطباء تجاه زميلكم عبد المنعم، اليوم أو أمس، فإن السواد الأعظم من شعبنا المُتعب يلاقي أصناف التعامل هذه مراراً وتكراراً، في مختلف المشافي إلا القليل.. يلاقون أصنافاً من الإهمال والبرود واللا مبالاة.. ولكن ليس لهم أقلام يحملونها، وليس لهم وجيع.. للأسف إن المجتمع قد أسهم في طغيان هذه الفئة، وهو يمنحهم تبجيلاً لا يستحقونه (يا دكتور).
أصبح الغالبية من هذه الشريحة في غاية الغطرسة والفظاظة والعنجهية والغرور.. ولا أدري من الذي أطلق عليهم ملائكة الرحمة.. هؤلاء (شياطين العذاب).. ولا نظلم منهم قلة لا يزالون منحازين للغبش..
اعتصرنا بالأمس الألم ونحن مع طفلِ عمٍّ لنا طريح أحد المستشفيات الخاصة، يكابد ارتفاع البولينا وانخفاض البوتاسيوم.. ويعاني إهمال من لجأنا إليهم مع باهظ التكاليف.. احتاج لغسل الكلى حتى تنزاح عنه سموم قد ملأت جسده الصغير.. طالبونا صباحاً بتحويله إلى مستشفى توجد به ماكينة غسل، ولمَّا فشلت كل جهودنا اعترفوا ليلاً بأن لديهم ماكينة غسل ولكن لا يوجد اختصاصي مسالك بولية أطفال ليتعامل معها.. وبدلاً من أن يوفره الاختصاصي الذي يتابع حالته.. طالبونا نحن بالبحث عن اختصاصي حتى يُركب الفراشة في الوريد ويجري له الغسل.. ويزحف بنا الليل.. ويُقبل علينا الصبح (لا صبح الانعتاق) بل صبح النكبات مع هذه الكائنات التي لا تحمل حساً ولا رحمة، وتتعامل مع البشر كأنهم أخشاب ولكن ليست في يد النجار الذي يُشكلها برفق، بل في يد الحطَّاب الذي يقسو عليها ويتعامل معها بمهانة.. وقد فارق طفلنا الحياة.. لمن نشكو؟؟!! لا أعتقد أن مسؤولينا خير منهم همةً ورأفة.. لنا الله.. ولمن يرحم خلقه حُسن الثواب.
الوليد أحمد


‫2 تعليقات