رأي ومقالات

صلاح الدين مصطفى : جهود أوروبية وأمريكية لدفع الأطراف السودانية المختلفة للوصول لاتفاق سلام


بدأ وزير الخارجية السوداني، ابراهيم غندور زيارة لبروكسل بدعوة من مفوضية الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية. وقال في تصريحات صحافية إن هذه الزيارة تهدف لاستعادة علاقة السودان بأوروبا.
والتقى وزير الخارجية السوداني ـ قبل سفره- بوفد من مجلس اللوردات البريطاني الذي يزور الخرطوم حاليا، وقال غندور للصحافيين عقب اللقاء إنه أكد للوفد جديّة الحكومة في الحوار مع الحركة الشعبية قطاع الشمال ومع حركات دارفور بغرض الوصول إلى سلام.
ويرى الصحافي والمحلل فيصل محمد صالح أنّ السودان لا يحتل موقعا متقدما في اهتمامات الغرب، حيث ينصب الاهتمام بالملف السوري والحرب ضد الإرهاب، ومؤخرا جنوب السودان،ويقول إن اهتمام الغرب بالسودان موسمي.
وتشهد العاصمة السودانية الخرطوم هذه الأيام حراكا ملحوظا من مختلف المؤسسات والشخصيات الغربية والأمريكية بشأن العملية السلمية ودفع الأطراف السودانية المختلفة للوصول لإتفاق.
واتفقت تصريحات وفود أمريكية مختلفة ـ تزور الخرطوم حاليا – في حثها لأطراف النزاع المدني والمسلح في السودان على ضرورة مساعدة المجتمع الدولي على وضع حد للأزمة السودانية المستمرة منذ أكثر من عقدين.
وفي وقت واحد يزور السودان هايلي منكريوس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، ووفد من معهد أبحاث السلام الأمريكي يضم المبعوث الأمريكي السابق إلى السودان برينستون ليمان، والخبير الحالي في معهد السلام الأمريكي، ووفد أمريكي آخر يضم الدكتور دوغلاس باندو من مركز كاتو للدراسات الاستراتيجية، وكريستوفر شيز من الكونغرس الأمريكي، والصحافي فليب جيرالدي.
ويقول فيصل صالح إن علاقة الغرب بالسودان ـ حاليا- تتم من خلال مراكزأبحاث ومؤسسات ولا تتخذ مواقف رسمية، رغم أن هذه المراكز والمؤسسات لها صلة بمراكز صناعة القرار في بلدانها. ويدلل على ذلك بالجهود الألمانية التي تبذلها (مؤسسة الحوار الإنساني) ومؤسسات أخرى حيث تقوم المؤسسات بالتنسيق والتفاهم والتجريب.
وبخصوص حديث المبعوث الأمريكي السابق إلى السودان و الخبير الحالي في معهد السلام الأمريكي، برينستون ليمان والذي قال إنّ الوقت قد حان لتتخلّى المعارضة السودانية عن مشروعها لإسقاط النظام بالقوة، يقول فيصل إن هذا الموقف ليس جديدا، فقد تم تبنيه في ورقة شهيرة عام 2013، لكنه يكتسب قيمته من تكراره في الخرطوم.
ورغم ذلك فإن فيصل يرى بأن معظم الدول الأوروبية لديها قناعات وموقف من (الحوارالوطني) الذي تديره الحكومة بقاعة الصداقة بالخرطوم، باعتبار أن الإرادة السياسية الحقيقية لم تتوفر بعد ،وأن الحكومة لم تف ببعض الالتزامات المهمة لأجل تهيئة الأجواء.
ويرى أن الحكومة ظلت تستفيد من زيارات الوفود الغربية لتدعم موقفها أمام العالم وتقوم بتسويق فكرة الحوار الوطني وتزعم أن المعارضة هي التي ترفض السلام. ويشير إلى أن الغرب يعي تماما ما سماها باللعبة السياسية ويشترط على الحكومة القيام بإجراءات عديدة من شأنها تهيئة المناخ لحوار حقيقي وجاد.
وعن المعارضة يقول إنها تتحرك في عدة مراكز ولا يوجد لديها موقف ثابت ومحدد رغم الوثائق التي تم توقيعها في عدد من عواصم العالم. ويشير إلى مجموعة تؤمن بالحوار والتسوية السلمية بشروط ومجموعة أخرى ترفض الحوار من حيث المبدأ وهدفها الأساسي هو اقتلاع النظام. وأضاف أن عدم وحدة المعارضة يشكل عقبة كبيرة أمام مستقبلها ووجودها في المشهد السياسي وقدرتها على الإقناع بأنها بديل ناجح.
ولا يعتبر فيصل محمد صالح التقارب الأخير بين النظام ودول الخليج العربي مؤشرا لاستقراره، مؤكدا أن الاستفادة من هذا التحالف مؤقتة وعبارة عن مسكنات لن تنجح في إيجاد حل جذري للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
ورغم جهود المجتمع الدولي فقد فشلت العديد من جولات التفاوض التي تمت في الفترة الأخيرة بين الحكومة السودانية ومعارضيها من حملة السلاح، وشن الجيش السوداني مؤخرا غارات مكثفة على متمردي دارفور في منطقة جبل مرة أسفرت عن تقدم كبير نحو معاقل حركات دارفور المسلحة، وعلى ضوء ذلك أعلنت الحكومة عن انتهاء التمرد بدارفور بعد هذه المعارك وأمر البشير الجيش السوداني بحسم التمرد في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق قبل نهاية هذا العام.
صلاح الدين مصطفى
القدس العربي