عالمية

الرئيس السيسي: إصدار عفو عن مرسي أمر سابق لأوانه


قال الرئيس عبدالفتاح السيسي لمجلة “جون افريك” الفرنسية إنه تعلم الدروس من أخطاء الرؤساء السابقين بداية من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حتى الرئيس المعزول، محمد مرسي، مؤكداً أن نجاحه سيكون “بتجنب أخطاء الرؤساء السابقين”.

وطرحت المجلة الفرنسية سؤالاً على السيسي حول مقارنته بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فقال الرئيس: “نحن نتحدث عن عصرين مختلفين وشخصين مختلفين.. أتمنى أن أكون مثل ناصر في حماية البلد وتحقيق تقدمها”.

وأوضح السيسي في حوار خاص لمجلة “جون افريك”، إن إصدار عفو رئاسي عن الرئيس الأسبق محمد مرسي «أمر سابق لأوانه”، موضحاً أن الإجراءات القضائية في مصر تمر بمراحل عديدة، وتستمر لوقت طويل. وقال الرئيس تعليقا على إصدار أحكام بالإعدام على مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين: “لم يعدم شخص واحد حتى الآن”.

وأضاف أن “مرسي مازال يحاكم حتى الآن، ولم يصدر بحقه حكم نهائي بعد” مشيرا إلى أن محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك بدأت في أغسطس 2011، ومازالت مستمرة حتى الآن.

وشدد الرئيس في حواره على أن الديمقراطية عملية طويلة ومستمرة وسيتطلب تحقيقها في مصر فترة تتراوح من 20 إلى 25 عاماً، مضيفًا أن تلك الفترة تعتبر إلى حد ما قصيرة لتحقيق الهدف بشكل كامل.

وشدد السيسي على أن التجربة الحالية في مصر ليس لديها سوى أربعة أعوام فقط، مضيفا أن “تلك التجربة لابد أن تستمر وأن تُحترم إرادة الشعب”.

وقال السيسي إن التنمية شرط مهم لتحقيق الديمقراطية موضحاً أن الأمر يحتاج إلى تحسين التعليم ومكافحة الفساد والفقر، وتبني معايير حقوق الإنسان في إطار ظروف وطبيعة المجتمع. واستبعد الرئيس عبدالفتاح السيسي إجراء حوار مع جماعة الإخوان المسلمين، وقال: “الشعب لن يسمح لي بفتح حوار مع الإخوان الذين حملوا السلاح ضده”.

وأضاف “السيسي”، أن الأمر ليس فقط بين الإخوان المسلمين والسلطة، ولكنه بين الإخوان والشعب، فالإخوان منذ 3 أعوام قاموا بسلسلة هجمات ضد البنية التحتية للبلاد ورجال الأمن والجيش، حسب قوله. وقال الرئيس: «إذا كان هناك في مصر متطرف مقابل كل 1000 شخص، فإننا سيصبح لدينا جيش من المتطرفين مكون من 90 ألف إرهابي، وأن مواجهة هذا التحدي بالنسبة للدول الأوروبية قد يصبح أحياناً غير مفهوم”.

وكشف عن كيفية قضاء يومه قائلًا، إنه يستيقظ في الساعة الخامسة أو الخامسة والنصف فجراً. وأضاف الرئيس أنه يبدأ يومه بقراءة الصحف والرسائل ثم يمارس رياضة الجري ويركب دراجته، ثم يتوجه إلى مكتبه حيث يتابع عمله حتى الساعة الحادية عشر مساء.

وقال الرئيس إن عطلته الوحيدة عندما يسمع خبراً جيداً أو عندما يخبره البعض أنه أنجز شيئاً مفيدأ للبلاد. كانت مجلة جون أفريك الفرنسية أجرت حوارًا حصريًا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتصدرت صورته غلاف العدد الصادر في 14 فبراير بعنوان “مصير العالم يدور في مصر”.

وأجرى الحوار الصحفيان “لورون دو سان بيريه” و”فرانسوا سودان”، وتناول الحوار قضايا الإرهاب والتدخل العسكري في ليبيا، والأحكام القضائية في مصر، والرئيس السوري بشار الأسد وحقوق الإنسان، والإخوان.

بوابة القاهرة


تعليق واحد

  1. – توفي يوم الأربعاء الصحفي المصري البارز محمد حسنين هيكل الذي اشتهر محليا وعربيا ودوليا خلال رئاسته لتحرير صحيفة الأهرام عن 92 عاما.

    وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قد عينه وزيرا للإرشاد القومي عام 1970.

    وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي بيانا نعاه فيه قائلا “مصر فقدت اليوم علما صحفيا قديرا أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية.”

    ولهيكل كتب كانت من الأكثر مبيعا بينها (خريف الغضب) و(مدافع آية الله).

    قضى هيكل أكثر من 70 عاما عاملا بالصحافة. وخلال رحلة طويلة بين الصحافة والسياسة كان صديقا مقربا لملوك ورؤساء أبرزهم في حياته المهنية عبد الناصر وبينهم الملك عبد الله أول من حكم الأردن وأحمد بن بلة أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عام 1962 ومحمد رضا بهلوي آخر حكام إيران وآية الله الخميني زعيم الثورة الإيرانية التي أنهت حكم الشاه عام 1979.

    وعبر تلك الرحلة تولى هيكل مهام ومناصب صحفية وسياسية. وخلال عمله وزيرا للإرشاد القومي أسند إليه الإشراف على وزارة الخارجية لفترة وجيزة.

    وعمل هيكل مراسلا في دول منها إيران التي كانت موضوعا لكتابه الأول (إيران فوق بركان) عام 1951 ثم كتب بالإنجليزية عن إيران كتاب (عودة آية الله) عام 1982 والذي ترجم إلى العربية بعنوان (مدافع آية الله).

    وكانت المحطة الأبرز في مسيرة هيكل الصحفية حين انتقل عام 1957 من رئاسة تحرير مجلة (آخر ساعة) الأسبوعية التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم إلى رئاسة تحرير صحيفة (الأهرام).

    ومنذ العاشر من أغسطس آب 1957 ظل يكتب مقاله الشهير (بصراحة) في العدد الأسبوعي من الأهرام كل يوم جمعة واستمر في كتابته حتى الأول من فبراير شباط 1974 حين ترك الأهرام بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات وتفرغ لكتابة الكتب والمقالات وصار من أشهر الكتاب في العالم.

    وحاور هيكل أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين والقائد البريطاني الفيلد مارشال برنارد مونتجمري والزعيم الهندي جواهر لال نهرو وصدرت هذه المحاورات في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ).

    وكان هيكل مستشارا لعبد الناصر حتى رحيله يوم 28 سبتمبر أيلول 1970 وأصدر عنه كتبا تدافع عن مشروعه للوحدة العربية ومنها (لمصر لا لعبد الناصر) ثم اختلف مع السادات بعد حرب أكتوبر تشرين الأول 1973.

    وفي سبتمبر 1981 أمر السادات باعتقال هيكل ضمن حملة شملت 1536 معارضا حزبيا وصحفيا ظلوا رهن الاعتقال إلى ما بعد اغتيال السادات بأيدي إسلاميين متشددين في السادس من أكتوبر تشرين الأول 1981. وكتب هيكل شهادته على عصر السادات في كتابه (خريف الغضب) الذي أغضب محبي السادات لتعرضه فيه لبشرة والدته ست البرين السمراء.

    وصدرت لهيكل عشرات الكتب التي تجمع بين التوثيق والتأريخ والشهادة ومنها (بين الصحافة والسياسية) و(حرب الخليج.. أوهام القوة والنصر) و(الخليج العربي.. مكشوف) و(الإمبراطورية الأمريكية) و(المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل) في ثلاثة مجلدات تشرح المسار التاريخي للمفاوضات.

    وحمل المجلد الأول عنوانا فرعيا هو (الأسطورة والإمبراطورية والدولة اليهودية) والثاني (عواصف الحرب وعواصف السلام) والثالث (سلام الأوهام.. أوسلو – ما قبلها وما بعدها) حيث عارض اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل وكتب مقدمة كتاب (غزة – أريحا.. سلام أمريكي) للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد.

    وسجل هيكل جوانب من تفاصيل وخلفيات الحروب العربية الإسرائيلية على ضوء الصراع الدولي في ثلاثة كتب تحت عنوان (حرب الثلاثين سنة) وحمل المجلد الأول عنوان (ملفات السويس) والثاني (1967.. سنوات الغليان) والثالث (أكتوبر 73.. السلاح والسياسة).

    وحين بلغ عامه الثمانين في 2003 كتب سلسلة مقالات عنوانها (استئذان في الانصراف.. رجاء ودعاء وتقرير ختامي) ولكنه كان يكتب بين حين وآخر عن رحلة أو تجربة في صحف ومجلات منها (الكتب.. وجهات نظر) بالتوازي مع تركيز الاهتمام في برنامج (مع هيكل.. تجربة حياة) على مدى سنوات في قناة الجزيرة.

    وقدم هيكل في البرنامج التلفزيوني شهادته على العصر من خلال سيرته المهنية حيث أعطى لكل مجموعة من الحلقات اسما دالا على الظرف التاريخي لها ومنها (زمان الحرب) و(أيام يوليو) عن ثورة 23 يوليو تموز 1952 التي أنهت الحكم الملكي في مصر و(طلاسم 67) عن حرب يونيو حزيران 1967.

    وأعلنت قناة الجزيرة عن بث حلقات عن حرب أكتوبر 1973 وأذيعت مقاطع من الحلقة الأولى التي كان مقررا أن تذاع يوم الجمعة 14 يناير كانون الثاني 2011 ولكن هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في ذلك اليوم أجل بث الحلقة ثم اندلعت الاحتجاجات الشعبية في مصر في 25 يناير 2011 فلم تذع الحلقات.

    وسجل هيكل سلسلة حلقات لقناة (سي.بي.سي) التلفزيونية المصرية مع المذيعة لميس الحديدي بعنوان (مصر أين؟ ومصر إلى أين؟) اعتبارا من ديسمبر كانون الأول 2012 تناول فيها الأوضاع السياسية في مصر والمنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربي.

    ونعاه رئيس الوزراء شريف إسماعيل وقال في بيان “الفقيد الراحل ساهم بقدر كبير في إثراء الحياة الفكرية بما قدمه من الكتب والمقالات والدراسات السياسية والتاريخية.”

    ووصفه عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية في تصريح لقناة (سي.بي.سي اكسترا) التلفزيونية المصرية بأنه “قامة من القامات الرفيعة في مص