تحقيقات وتقارير

حينَ تبتسمُ الشمسُ لموقد بيتي تصفو مرايا عيونيْ.. حلول لمجابهة أزمة الغاز + صورة


عندما تهب نسائم الشتاء البارد صباحا وحتى منتصف النهار تبدو الراحة على محياه، ومع مرور الوقت يظهر عليه الإرهاق ويتصبب عرقاً نتيجة العمل المضني في محل ضيق المساحة، ويقضي عمار أكثر من ثلثي يومه في دكانه الذي لا يتعدى الثلاثة أمتار رغم أنه مستأجر وليس ملكاً له، جميع لوازم العمل تتراص بعناية داخله.
وعمار الذي تخرج في الجامعة وحصل على شهادة في تخصص (التبريد والتكييف) اتجه لمزاولة مهنة شريفة تعينه على كسب العيش، وعمل متنقلا ما بين نيالا وأمدرمان التي استقر فيها منذ (25) عاما، يعمل عمار في إعادة تدوير قُطع حديد التوتيا.

منتج جديد
في حي الشهداء الأمدرماني يوجد دكان عمار، إلا أنه يوزع ما يقوم بتصنيعه في الأسواق الخارجية والدلالات وبعض الولايات، فمعظم منتجاته من الكوانين التي صنعت بشكل مختلف أطلق عليها (المفصل)، أي أن القطعة العلوية يتم فصلها عن باقي الأجزاء، فتكون (مغرفة فحم)، وبعد الانتهاء يتم إطفاء النار بطريقة سليمة، فيكون عمر الكانون أطول من نظيره الذي يصنع من الحديد العادي وكوانين الفخار الحساسة. وفي السياق يقول عمار: المنتج الجديد اقتصادي ويوفر الكثير على الأسر خاصة المصنوع من حديد (التوتيا) كما أنه يتوفر بأحجام ومقاسات مناسبة، ولا يحتاج إلى طلاء.

تقنيات جديدة
أدخل عمار تقنيات جديدة في عمله وجاء بصناعات مميزة، حيث أخذ كانون الطبخ الشكل العادي أي المربع، أما المبخر بكافة أحجامه فكانت اشكاله اقرب للمبخر الكهربائي، وعن ذلك يقول عمار: رغم أن الكوانين الأكثر مبيعا في ظل أزمات الغاز المتكررة، إلا أنها تمثل تغطية لبعض الفروقات ليس إلا. وأشار إلى أن أسعارها تتراوح ما بين (150ـ 20) جنيهاً. وأضاف: معظم الكوانين الصغيرة تصنع من الحديد الإسكراب، وأنا بدوري اشتري نحو (20) كيلو تعينني على العمل لمدة أسبوعين أو أقل حسب الحركة التجارية. وأردف: ميزة الكانون المفصل أنه لا يحتاج إلى فحم أو حطب بقدر الكانون العادي لأنه يحتفظ بالحرارة لوقت أطول، كما أن به فتحات صغيرة لا تسمح بحركة هوائية كبيرة.

حنكة الصانع
وواصل عمار حديثه قائلاً: عملي لا يقتصر على الصناعة والتسويق فقط، بل على حنكة الصانع وقدرته على ترويج بضاعته وخلق صلات طيبة مع الآخرين ليفتح لنفسة آفاق عمل أرحب، خاصة إذا بادر الصانع بإدخال أفكار جديدة مستدلاً بالكوانين المفصلة. وأبان أنها عملية أكثر من الفخار والكوانين التقليدية العادية كما يمكن صناعتها بكافة الأحجام، مؤكداً أن الإقبال عليها يكون دائماً من سكان حي الشهداء، إضافة إلى بائعات الشاي خاصة الأجنبيات (الحبش)، بجانب محبي اغتناء مستلزمات القهوة، عوضا عن ذلك فهو مهم جدا عند الطوارئ وأزمات الغاز المتكررة، كما يشرع عمار أيضا في إنفاذ مشاريع أفران غاز وفحم بأقل تكاليف أو أكثر مرونة واستخدام بدلا أن الصرف البذخي للمال والوقت والجهد.

أنواع المكيفات
أما عن أسعار المكيفات ومع انخفاض درجات الحرارة يقول عمار: في ظل ارتفاع الدولار، فإن الأسعار باتت في حالها إن لم تزد قليلاً، خاصة من شركة (أركويت)، فهي مستوردة، وحاليا توقفت عن العمل، فأصبحنا نقلد الأركويت بذات المواصفات. وأضاف: تأتي الإسبيرات من السعودية قبل التوقف، أما الآن فنستوردها من الصين ومصر. واستطرد: أسعار المكيفات تدنت قليلا في فصل الشتاء لتعاود الزيادة مع ارتفاع درجات الحرارة مرة أخرى.
thumbnail.php?file=kanon shames 966329953

أم درمان – درية منير
صحيفة اليوم التالي