مقالات متنوعة

سمية سيد : كيمان “الوطني” في السهلة وأضاف تاني ما عايزين كيمان داخل الحزب


المقصود هو حزب المؤتمر الوطني، والمتحدث كان المهندس إبراهيم محمود نائب رئيس الحزب ومساعد رئيس الجمهورية،
كلمة تاني تشير إلى وجود كيمان من قبل وتم حسمها عبر وثيقة إصلاح الحزب في 2013.. بتفسير بسيط لحديث المسؤول الثاني في الحزب.
ولأن تعبير الكيمان جاء في مخاطبة مناسبة بولاية الجزيرة وبحضور الوالي محمد طاهر إيلا، قد تكون له دلالات واضحة حول ما يدور عبر الصحف والأسافير من خلافات بين إيلا وعلي حامد، في القضية المعروفة إعلامياً بالشمندورة.. وكأنما أراد إبراهيم محمود أن ينفي (من أرض الحدث) وجود مراكز قوة داخل حزبه.
حادثة قاعة الشمندورة ما كان لها أن تبرز إلى سطح الأحداث إذا لم يكن هناك خلاف أو صراع ظل طي الكتمان.. الموضوع في حد ذاته بسيط لا يرقى.. أين المشكلة أو القضية إذا تم الاحتفال بقاعة أو الاستاد أو ميدان يلعب فيه أطفال كرة الشراب..
كل التفسيرات ذهبت إلى أن الوالي إيلا أراد أن يحرج سلفه علي حامد، ويؤكد له أنه ينال رضا المواطنين أينما حل، لذلك ذهب إلى ولاية البحر الأحمر وفي معيته مجموعة ضخمة من ولاية الجزيرة تدين له بالولاء (إيلا حديد).
عندما ذكر نائب رئيس المؤتمر الوطني أن المناصب تولى حسب قرار الحزب، تذكرت أن محمد طاهر إيلا كان ممنياً نفسه بالبقاء على رأس ولاية البحر الأحمر، وقد رفض تولي وزارة الطرق والجسور لنفس السبب، وهو الرغبة في الولاية التي شهدت إنجازاته وتحصل فيها على ألقاب القوة والعزة.. أمير الشرق وإيلا حديد..
علي حامد في فترته الأولى شهد صراع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بولاية البحر الأحمر، الذي تسيطر عليه مجموعة إيلا قبل أن يتخلص علي حامد نفسه من مكامن الصداع والقلق الذي تسببه قوة نفوذ إيلا في الولاية.
إذا لم يكن الأمر كله يمثل صراعاً بين القياديين بحزب المؤتمر الوطني، فما الداعي أصلاً أن يأخذ إيلا مجموعة من ولاية الجزيرة ليشارك أو يقيم احتفالاً في ولاية غادرها إلى موقع آخر.. وأيضاً ماذا يضير علي حامد لو ترك إيلا يقيم احتفاله هذا في أكبر إستاد في الولاية وإبراز قوته وإعداد مناصريه وأتباعه،
البعض يعتقد أن إيلا يسعى إلى التدخل في شؤون الولاية التي تركها حتى يشعر مواطنوها بفشل إدارة الوالي علي حامد، لكن بغض النظر إذا ما كانت الروايات التي تحكى عن تمسك إيلا بوجوده في ذاكرة البحر الأحمر أم لا، فالمطلوب من المؤتمر الوطني غسل الغبار الذي علق بقاعة الشمندورة، وأظهر خلافات الحزب بين اثنين من كبريات الولايات بل صراعات تبرز لأسباب واهية.