صلاح حبيب

فعلها الصغار عندما عجز عن تحقيقها الكبار!!


تذكرت حديث ابني الصغير “حسن” عندما قال لي “يا بابا إنتو لمن تهتموا بي شديد أنا ما بجيب نتيجة كويسة ولما ما تهتموا بي بجيب نتيجة كويسة”، وهذا ما حدث للكرة السودانية عندما تفوق الفريق السوداني لأطفال المدارس الذي لعب في البطولة العربية التي أقيمت بقطر وشارك فيها ما يقارب الستة عشر فريقاً.
نال الفريق السوداني البطولة والكأس أمام دهشة السودانيين والعرب، وحتى المعلق لم يصدق أن الفريق السوداني المهزوم بهدفين يتعادل في آخر دقيقة وينال كأس البطولة.
البطولة لم تكن معروفة للكثيرين خاصة السودان، فبينما غاب الإعلام الرياضي عن هذه البطولة كان للسودان النصيب الأوفر والحظ الأكبر في الحصول على الكأس.. الأطفال قدموا مباراة كبيرة أمام جزر القمر، وكنت أتعجب عندما سأل أحد المعلقين بعض الأطفال عن الفريق الذي سيفوز بالبطولة فكل الأطفال رشحوا جزر القمر ولم يرشح طفل واحد السودان، وازددت تعجباً كيف جز القمر تحتل هذه المساحة في قلوب هؤلاء الأطفال ولم نسمع بها في أي بطولة لا عربية ولا أفريقية، ولم نسمع في يوم من الأيام جرى ترشيحها لأية بطولة ولم تصل إلى النهائيات لا عربياً ولا أفريقياً!!
السودان دولة مظلومة من العرب ومن العالم الخارجي، رغم أنه من علم تلك الشعوب كرة القدم وكان واحدة من ثلاث دول أسست الاتحاد الأفريقي، والآن حتى الأطفال لم يرشحوا أطفالنا للوصول إلى النهائي في مباراتهم مع أطفال جزر القمر.. وربما العروض السيئة التي قدمها كبار لاعبينا في البطولات الخارجية لم تترك للصغار فرصة للترشح، بل سمعنا أنه بعد أن تعادل أطفالنا في الدقائق الأخيرة وحازوا على الكأس بركلات الجزاء (4/3) جاء التعليق بأن السحر كان السبب في حصد هذه البطولة، لكن نحن فاقدو ثقة في أنفسنا، وقد زرع الإعلام الرياضي هذا في نفوس الكبار قبل الصغار، عدم الثقة، وأحياناً التطبيل الأكثر من اللازم وعدم إعطاء اللاعبين أحياناً قدرهم في المباريات التي يخوضونها هي السبب الأساسي في هزائمنا.
الرياضة في السودان محتاجة إلى وقفة من الجهات المسؤولة سواء على مستوى الدولة في أرفع درجاتها أو على مستوى وزارة الشباب والرياضة، فالأطفال الصغار الذين خاضوا تلك البطولة باسم السودان ينبغي أن يجدوا الاهتمام والرعاية من الدولة، فطالما فرحوا الشعب السوداني في ظل الإحباط الذي يعيشونه يجب أن يكرموا التكريم اللائق، وأن تهتم الدولة بهم ليكونوا نواة لفريق سوداني قادم أكثر إصراراً على تحقيق أفضل النتائج، والدموع التي ذرفوها في المباراة التي هزموا فيها والمباراة التي حققوا فيها أمل السودان يجب ألا تذهب هدراً، ولابد أن تعوضها وزارة الشباب والرياضة بأحسن منها.