صلاح الدين عووضة

ثقافة السروال!!


*بثينة مكي كتبت عن السروال في إحدى رواياتها..

*قالت إن بائعة شاي عاقر لمحت (نتوء سروال) زبون يجلس أمامها خلسة..

*ومنعها حياء الأنوثة من (النظرة الثانية) بيد أن الأولى كانت تكفي لإثارة التساؤل..

*التساؤل عما إن كانت ستظل عاقراً لو أن صاحب السروال هذا هو زوجها..

*ولكن الكاتبة ذاتها لم يمنعها حياء (الأنثى) من التعبير عن شهوة إحدى (إناث) روايتها..

*ولاقت الرواية رواجاً شعبياً سريعاً بسبب السروال..

*ولاقت اهتماماً عظيماً من تلقاء النقاد بسبب السروال..

*ولاقت صاحبتها شهرة كبيرة بسبب السروال..

*ولم يعرف الناس من رواياتها العديدة إلا ذات السروال هذه..

*ومن قبل لم يكن (السروال) وحده هو سبب نجاح (موسم الهجرة إلى الشمال)..

*فالطيب صالح استطاع بعبقرية فذة المزاوجة بين (الأعلى) و(الأسفل)..

*بين (النَّص) الإبداعي العقلاني و(النُّص) التحتاني الشهواني..

*بين (برودة) تقتل الحيتان و(سخونة) تُلهب أجواء جلسات بنت مجذوب..

*كما أن عشاق القراءة آنذاك- من السودانيين- لم يكن (السروال) مبلغ همهم..

*كانوا ينصتون إلى(الود)، ويسهرون مع (أمسيات)، ويطربون لـ(أمين الربيع)..

*ولمن لا يعرفون أمين الربيع هو أحد سياسيي زمان الترفع عن الإساءات (الشخصية)..

*كان يطرز كلامه بخيوط حرير أحرف تتموسق فناً وأدباً ونحواً وبلاغةً..

*ولعل زميلنا (الهندي) لا يزال يذكر رده عليه- بجامعة الخرطوم- حين هاجم أمامه (الهندي)..

*ونعني بالإساءات الشخصية كل ما ينحدر عن مستوى (الرأس) ليهبط تجاه (السروال)..

*ثم غشيتنا غاشية قضت على بقية مما ترك آل الأزهري وآل البنا تحمله المشافهة..

*فأدب السياسة كان رفيعاً، وكذلك أدب الفن وأدب الخصام و(أدب الأدب)..

*الآن تجد من يشتمك في (شخصك)، أو يصوب نحو (أسرتك)، أو يتعرض إلى (عرضك)..

*فلا خطوط أخلاقية حمراء الآن لكثير من الجالسين أمام الـ(كي بورد)..

*سيما الذين يتخفون – جبناً- وراء أسماء وهمية مستعارة منهم..

*فروايات (السراويل) تستهويهم، ونميمة السراويل تعجبهم، وشتيمة السراويل تسعدهم ..

*ويكفي دليلاً على صدق كلامي هذا أن تلقي نظرة على مواقعنا الإلكترونية..

*ستجد الأخبار الأكثر (اهتماماً) هي التي تبرز الفضائح..

*والصور الأكثر (تعليقاً) هي التي تحرك الغرائز..

*والجرائم الأكثر (تفاعلاً) هي ذات الدوافع الجنسية..

*وانتهت – أو كادت- صلاحية عبارة (الخرطوم تقرأ) ما يُطبع من كتب (قيمة)..

*فذوو (السراويل الناصلة) يريدون كتباً عن (السراويل الناتئة)..

*أو مقالات صحفية عنوانها له صلة بالسراويل..

*وانظر لما ستجده كلمتنا هذه الآن من (رواج إسفيري)..

*ثم تعليقات مستمدة من (ثقافة السروال!!!).