الطيب مصطفى

تأمَّلوا من فضلكم


قد يكون بعضكم قرأ هذه الشهادة في أحد مواقع التواصل الاجتماعي عن اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد الحي صدام حسين، ورغم ذلك أرجو أن تقرأوها مجدداً ففيها من العظات والعبر ما يدعو إلى التأمل والتفكر .

بعد القراءة أرجو أن تسائلوا أنفسكم عن حقيقة هذه النحلة المارقة المسماة بالشيعة والتي شهدت بعض قياداتها عملية الإعدام شماتة بصدام بدون أن يراجعوا أنفسهم ويتأملوا ما ينطوي عليه ختم حياته بالشهادتين.

ثم أرجو أن نتأمل كذلك مقطعاً آخر مدهشاً من سيرة أسرة صدام فقد منحت مجلة “التايم” الأمريكية الشهيرة مصطفى حفيد صدام حسين ذا الثلاثة عشر عاماً شهادة أشجع فتى في العالم بعد أن شهد أعداؤه الأمريكان أنه ظل يواجههم لوحده ممسكاً سلاحه عدة ساعات يصلي به الأعداء المدججين بالسلاح إلى أن قتل .

قصة هذا الفتى تطمئننا أن هذه الأمة الولود لم تعقم بعد وأنها جديرة بأن تنجب من جديد أمثال أسامة بن زيد وأن التافهين والتافهات لن يقووا على أن يمسخوا هويتها بثقافة استار أكاديمي وأفلام الجنس والعري.

فقد قال أحد الأمريكيين الذين حضروا عملية إعدام الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله إنه لا يزال في حيرة حول استقبال صدام للموت وأنه كثيراً ما يسأل عماذا يقول الإسلام عن الموت، وكانت شهادة شاهد من أهلها فماذا قال؟

(إن صدام رجل يستحق الاحترام.. فلقد فتح باب زنزانة صدام حسين الساعة الثانية صباحاً بتوقيت غرينتش ووقف قائد المجموعة التي ستشرف على إعدامه وأمر الحارسين الأمريكيين بالانصراف ثم أخبر صدام أنه سيعدم خلال ساعة.

لم يكن هذا الرجل مرتبكاً وقد طلب تناول وجبة من الأرز مع لحم دجاج مسلوق وشرب عدة كؤوس من الماء الساخن مع العسل وهو الشراب الذي اعتاد عليه منذ طفولته وبعد تناوله وجبة الطعام دعي لاستخدام الحمام فرفض صدام ذلك.

في الساعة الثانية والنصف صباحاً توضأ صدام حسين وغسل يديه ووجهه وقدميه وجلس على طرف سريره المعدني يقرأ القرآن الذي كان هدية من زوجته وخلال ذلك الوقت كان فريق الإعدام يجرّب حبال الإعدام وأرضية المنصة.

في الساعة الثانية و45 دقيقة وصل اثنان من المشرحة مع تابوت خشبي منبسط وضع إلى جانب منصة الإعدام، وفي الساعة الثانية و50 دقيقة أدخل صدام إلى قاعة الإعدام ووقف الشهود قبالة جدار غرفة الإعدام وكانوا قضاة ورجال دين وممثلين عن الحكومة وطبيباً .

في الساعة الثالثة ودقيقة بدأت عملية تنفيذ الحكم والتي شاهدها العالم عبر كاميرا فيديو من زاوية الغرفة .. بعد ذلك قرأ مسؤول رسمي حكم الإعدام عليه .

كان صدام ينظر إلى المنصة التي يقف عليها غير آبه بينما كان جلادوه خائفين والبعض منهم كان يرتعد خوفاً والبعض الآخر كان خائفاً حتى من إظهار وجهه فقد تقنعوا بأقنعة شبيهة بأقنعة المافيا وعصابات الألوية الحمراء فقد كانوا خائفين بل ومذعورين..

لقد كدت أن أخرج جرياً” من غرفة الإعدام حينما شاهدت صدام يبتسم بعد أن قال شعار المسلمين (لا إله إلا الله محمد رسول الله)..

لقد قلت لنفسي يبدو أن المكان مليء بالمتفجرات فربما نكون وقعنا في كمين وقد كان هذا استنتاج طبيعي، فليس من المعقول أن يضحك إنسان قبل إعدامه بثوانٍ قليلة، ولولا أن العراقيين سجلوا المشهد لقال جميع زملائي في القوات الأمريكية بأنني أكذب فهذا من المستحيلات .

ولكن ما سر أن يبتسم هذا الرجل وهو على منصة الموت ؟ لقد نطق شعار المسلمين ثم ابتسم ..نعم .. أؤكد لكم أنه ابتسم وكأنه كان ينظر إلى شيء قد ظهر فجأة أمام عينيه .. ثم كرر شعار المسلمين بقوة وصلابة وكأنما قوة خارقة أنطقته).