لبنى عثمان

الزائر المقيم


في عز الليل اعتدت ارتيادك مجاهل خيالي.. حين تُشير بعصاك السحرية فتضيء الحياة.. اعتدت أن تؤثرني على من عداي وتعطيني القليل من الوقت قبل أن يتلاشى طعم الفرح في فمي.. واعتدت أن تُلهمني الرحيل لأكتب منك وفيك وعليك قصيدة الحلم الذي راودني منذ الصغر..
واعتدت اختلافك عن الغير في الهمس والضحك والبكاء والمواساة.. فأنا متأثرة بك حد الثمالة دون مؤثر أحتسيه.. أمشي مترنحة كأن العواصف تطوّح بي في فضاء السراب.. كأن يديّ ملتصقتان على كتفي خيالك كنياشين الضباط.. كأن موعد الحب هو الكلمة منك..
أنت من يبحر في شرياني كالريح ويعصف بي كنسمات الربيع وبكل مافي جُعبة العالم من عشق..
أهوى أوتارك حينما تعزفها لي.. فاليوم أحبك أكثر من الأمس ويوم غد ٍأحبك أكثر..
وحدك يوم غد القابع بين أضلعي.. لونت أيامي بألوان الحب ورسمتني ياسمينة ونقشت روحي بأنثى البياض.. زرعت الأمل وأطياف العشق.. وأعدتني إلى حيث طفولتي التي لا أذكر فيها غير أنها كانت حلماً جميلاً عشته واقعاً وخيالاً زاخراً.. في الحلم ترتاد أروقتي وتصبح كالزائر المقيم فيها، حينها أدرك أنك وبك وحدك تكون حياتي مختلفة بطعم ونكهة خاصة لترنيمة حب.. أتدري أن قربك يعني لي الحياة.. ورنين صوتك صدى أترقبه في كل حين ووقت.. يا طيف الصفاء ورسم الجنون.. يا إخلاص القلب ووريده.. أحبك وربك الشاهد على عمق الهيام.. لا زلت أنتشي برائحة عزفك حينما تقول لي كم أنت جميلة وكاملة وواثقة بخطوات أنت زرعتها لي..!؟ جعلتني أرقص شموخاً بترانيم أنت كنت عازفها بأوتار حبك لي وحدي..
في عز الليل أحتاجك تبدد ظلم الليل وخوف أشباح الوحدة.. وفي وضح النهار تُسافر في أعماقي.. وأنت تردد كم أحبك يا كل أنفاسي..
غيمك دندن على أضلع السماء وأبرق في سمائي لتعلو حيث جمال لوحة الغيوم.. فأنت المطر الماطر دوماً.. أنت ذكرى الليالي الموحشة.. أنت مرسم للوحة.. أنت عنوانها.. أنت ضحكة أحتاج إليها منك لأزيد إحمرار وجنتيَ..
أعيشك خيالاً وأغمس عينيَ في أهدابك وألفظ كل الأماني فيها.. إن شئت احملني فوق عرشك واتل لي بعض ما أستحقه منك.. وكل ما تحوي من معانٍ لي..
أطلق العنان لنبضك وغرد لي كما كنت تغرد في صباحاتي وأمسياتي.. يا عشقاً أهواه وأذوب في أطيافه وأتجسد جنونه.. وبت عِقداً يلتف حول أنفاسي.. أنت وأنت فقط القابع داخل ذاتي..!
**سلام **
إليك يا من أشتاق دوماً لرؤيته وهو بعيني وبين أضلعي.. إليك أهدي تحياتي..


تعليق واحد