تحقيقات وتقارير

“جوبا” و”الخرطوم” مصالحها يهددها الموظفون


لماذا تسيطر على علاقة دولتي السودان النخب المتنفذة التي فشلت في توحيد البلاد
العلاقات مع الولايات المتحدة بيد دبلوماسية “أمير الفاضل” وعنتريات “إسماعيل”

عندما وقف الزعيم القبلي الأمير “إسماعيل حامدين” بقامته الفارعة ولحيته البيضاء رافضاً التوقيع على مسودة اتفاق المصالحة مع ابن عمه الأمير الذي كان جالساً على الطاولة “النذير القوني”.. أصيب الجميع بخيبة أمل وحسرة على إهدار وقت الوساطة ورأب الصدع، ولاحت في الأفق صور جثث القتلى التي تداولها المجتمع في السودان عبر وسائط الإعلام الحديث قبل عام ونيف، حينما اندلعت الحرب المهلكة بين بطون قبيلة المسيرية، إذ أن فشل مؤتمر الصلح الذي انعقد في الضعين الأسبوع الماضي كان يعني لولاية مثل غرب كردفان.. ولأكثر من (2) مليون نسمة من السودانيين القاطنين على الحدود مع دولة جنوب السودان.. موقف الأمير “إسماعيل حامدين” كان (سياسياً) أكثر من كونه موقفاً اجتماعياً..
وقادة ورموز الإدارة الأهلية في السودان هم قادة اجتماعيون، ولكنهم في الواقع رموز سياسية لها نظرتها لمآلات الأوضاع في البلاد.. فالزعيم القبلي “إسماعيل حامدين” كان نائباً في المجالس التشريعية التي تعاقبت على جنوب وغرب كردفان منذ مطلع القرن الماضي.. ومن الإسلاميين الذين رفعتهم القيادة السياسية لحساباتها لمناصب قيادية في المجتمعات.. لم يعترض ذلك الأمير على مبدأ التصالح ولا دفع الديات لقتلى من أبناء عمومته من (الزيود).. ولكنه اعترض على واقع العلاقة المأزومة بين الشمال والجنوب.. وكيف تضررت المجتمعات المحلية من الأزمة التي عاشتها علاقة البلدين.. وأن نصوص الاتفاق الذي أمام قيادات (المسيرية) و(الرزيقات) يجعل من قبيلة أولاد عمران وقبيلة الزيود ضحايا مرتقبين.. حكموا على أنفسهم بالموت عطشاً بسبب احتلال قوات (اليونسيفا) لأرض “آبيي” وحرمانها الرعاة من شمال السودان التوغل جنوباً.. وصوب الأمير “إسماعيل” حديثاً مباشراً للقيادة السياسية في المركز وطالبها.. إما بطرد قوات (اليونسيفا) من “آبيي”..
حتى يتسنى للرعاة من المسيرية التوغل في رحلة الصيف جنوباً حيث المراعي الخصبة والمياه في نهر العرب.. وإما أن تتحمل مسؤوليتها في حفر آبار لتوفير المياه للإنسان والحيوان. ويعتبر المسيرية (أولاد عمران) والمسيرية (الزيود) من أغنى السودانيين، ويمتلكون ملايين من رؤوس الأبقار التي هي ثروة للسودان، يمتلكها اسمياً مواطنون يرعونها في رحلتي الشتاء والصيف، ولكنها هي ثروة هذا البلد.. ولكن ثروة مهددة بـ(الانقراض) بسبب فصل جنوب السودان.. قال “إسماعيل حامدين” (الحكومة فصلت الجنوب دون الالتفات لمصالح ملايين السودانيين ارتبطت حياتهم ومصيرهم بالجنوب، ولم تفكر الحكومة في توفير مياه الشرب للإنسان والحيوان تعويضاً عن فقدان أرض ومياه الجنوب)، وكأن زعيم قبيلة المسيرية يقول (فصلوه وتركونا في السهلة). ومشهد آخر بثته وسائل التواصل الاجتماعي نقلاً عن تقرير (مهني) رفيع المستوى بثته قناة الجزيرة من ولاية النيل الأبيض منطقة (جودة)، غداة إعلان الرئيس “عمر البشير” عن فتح الحدود المشتركة بين شطري وطن واحد (قسمته) النخبة المتنفذة في الخرطوم وجوبا إلى وطنين، من أجل مصالح وظيفية صغيرة على حساب (10) ملايين من قاطني الحدود المشتركة..
تدفقت شلالات الفرح لحظة فك القيود عن الشعب الواحد وزغردت امرأة من الشلك لرؤية رجل من عرب سليم ورفاعة بعمامته البيضاء يعبر (خور) (جودة) جنوباً، حيث نقطة شرطة محافظة الرنك و(يرفرف) عالياً في سمائها (علم) مطرز بالنجوم.. وغمر الفرح منطقة جودة التي اشتهرت في التاريخ بمأساة العمال الذين قتلوا في مشروع رجل البر والإحسان صاحب الأوقاف الشهيرة بالخرطوم، الذي مات في مزرعته (ست دست من البشر) كما قال الشاعر الأديب “عبد الله محمد خير” واستغل اليسار واقعة عنبر مبيدات (الجمكسين) في جودة الاستغلال الذي حقق لليسار مقاصده في الادعاء العريض بأنهم أصحاب قلوب رحيمة بوقفتهم مع الفقراء وعمال الأرض وشعوبه المضطهدة..
و(جودة) هي حلقة الوصل بين شعبين فرقت بينهما السياسة والذين يبذرون بذور الكراهية.. ولحظة إعلان فتح الحدود شهق عشرة ملايين نسمة من سكان الحدود فرحاً بغروب شمس الإحن والمحن وبزوغ فجر التواصل.. وحينما يقول الأمير “إسماعيل حامدين” أمام ممثل رئيس الجمهورية في مؤتمر الصلح بالضعين، د.”فيصل حسن إبراهيم”، إن قضية التواصل بين الجنوب والشمال لا ينبغي أن تترك لتقديرات موظفين في الخرطوم، لم تكتحل أعينهم يوماً (بقردود فاما) ولم يسمعوا بخور اللبو حتى في قصص وحكايات الأمهات عند التنشئة الأولى وبواكير الصبا.. فكيف يقرر في مصائر الشعوب ومصالح الرعاة من بدو المسيرية، من لا يميز بين (الثور والفحل والثور المخصي).

وقد ظلت العلاقة مع الجنوب يقررها نيابة عن سكان حزام ما يعرف بالتماس النخب المتنفذة في السلطة المركزية من مواليد صحراء الشمال أو من الوسط، وهؤلاء ضحايا لجهلهم بطبيعة السودان وجغرافيته مثلما هناك جنوبيون يقررون أيضاً في العلاقة مع الشمال ممن نشأوا في المنافي ومعسكرات اللاجئين.. ودرسوا في كندا والولايات المتحدة.. تفيض جوانحهم بغضاً وكراهية لكل ما هو شمالي من البشر إلى الشجر والحجر، لذلك أصبح الذين يقررون في مصائر الشعوب من لا يحسون بآلامها.. ولا مصالحهم تتطابق مع مصالح جزءٍ من شعبهم، فالمسيرية والرزيقات الذين هم جنوبيون لثمانية أشهر وشماليون لستة أشهر.. رفض نيابة عنهم المفاوض الخرطومي عرضاً موضوعياً وعملياً قدمه الرئيس الجنوبي الحالي “سلفاكير ميارديت” بمنح الجنسية المزدوجة لكل سكان التماس من الدينكا والنوير والمسيرية والرزيقات والحوازمة، وأولاد حميد..
وأن تقر الدولتان حدوداً مرنة لا قيود على حركة الرعاة والتجارة.. والتواصل بين الشعبين في الدولتين، ولكن رد المفاوض نيابة عن أهل المصلحة (الحقيقيين) بالرفض الغليظ وتسفيه ما طرحه الرئيس الجنوبي “سلفاكير” وهو ذات الموقف الذي اتخذه المفاوض الشمالي من طرح الدكتور “جون قرنق”، حينما قدم أطروحة البلد الواحد (بنظامين) أي الكونفدرالية.. وحينما قالت الخرطوم إن (الكونفدرالية) دونها خرت القتات والمهج والأرواح، مثلما وقف الزعيم “الأزهري” في البرلمان رافضاً لمطلب “إستلاوس كاوبيج” وهو يقدم بين يدي الجمعية التأسيسية مطلباً عادلاً للجنوب بإقامة نظام حكم (فيدرالي) يختار فيه الجنوبيون حكامهم بمحض إرادتهم بدلاً من تعيين حكام ولاؤهم أولاً لمن عينهم.. وقد أهدرت فرص الإبقاء على السودان موحداً فرصة تلو الأخرى، حتى أنجبت الأرض ومخاض المحن والإحباط وردة فعل الموت (سمبلا) تيار الانفصاليين الشماليين الذي يتبناه السيد “الطيب مصطفى” ود.”قطبي المهدي” ومن تبعهما من العنصريين الشماليين..
ونبتت في تربة الجنوب (بذرة) الانفصال وليست (بذرة الخلاص) التي عبر عنها د.”فرانسيس دينق مجوك” في كتابه الذي حمل اسم البذرة و”فرانسيس” الذي أبعده “سلفاكير ميارديت” من منصب السفير في الفترة الأخيرة هو من اعتبر منطقة “أبيي” جسراً للتواصل.. ودعا لفصلها من الجنوب والشمال، وجعلها مزرعة تجريبية للوحدة من خلال تنميتها وتطويرها.. خلال فترة تمتد لـ(20) عاماً وقد رفض قصار القامة والنظر من دينكا نقوك والمسيرية معاً.. أو إن شئت الدقة الذين يتحدثون نيابة عن الدينكا والمسيرية أطروحة العالم الروائي المثقف وأصبح “أبيي” يقرر في مصيرها.. رئيس مخابرات الحركة الشعبية “إدوارد لينو” من الجنوب، والعميد “طارق عبد الكريم” من الحكومة السودانية، فغرقت “أبيي” في مستنقع الخلافات (الآسن) وبات الإثيوبيون من قوات (اليونسيفا) من يقرر السماح بدخول البدو من المسيرية أو رفض دخولهم!!

ولكن لماذا تتقاصر همة الحكومة في ترتيبات أوضاع مواطنيها ما بعد الانفصال.. ليصبح الرعاة على الحدود ضحايا أخطاء السياسيين الذين ينظرون لمصالحهم هم ولا يلقون بالاً لمصالح الرعاة العطشى.. بسبب الانفصال.. وقد عبر الأمير “إسماعيل حامدين” من مأساة التماس جهراً.. وبرأ حكومة غرب كردفان من تبعات ما يحدث لأن المال بيد الحكومة المركزية في الخرطوم ومشروعات حصاد المياه ومحاربة العطش وقيام السدود مسؤولية الحكومة المركزية وليست الولايات.

بين دبلوماسية “أميرة” وعنتريات “كمال إسماعيل”
في الوقت الذي فتحت فيه الأستاذة “أميرة الفاضل” كوة أمل وبصيص من ضوء خافت عن إمكانية عودة العلاقات السودانية الأمريكية على وضع طبيعي يسمح بتبادل المصالح وتخفيف حدة العقوبات الأحادية التي تفرضها واشنطون على الخرطوم.. و”أميرة الفاضل” التي أسند إليها حزب المؤتمر الوطني ملف العلاقات الخارجية وهو أكثر الملفات التي ظلت متقلبة بين أيادٍ كثيرة.. حتى استقرت أخيراً تحت رئاسة الوزيرة السابقة للرعاية الاجتماعية.. وقد اعتذر عن تولي منصب نائب رئيس القطاع الدكتور “عوض أحمد الجاز” لمسؤولياته الحصرية كمساعد للرئيس لشؤون الصين، وقد أصبح السودان مثل الولايات المتحدة الأمريكية يعين بعض المسؤولين بدرجات كبيرة لملفات بعينها، والدكتور “عوض أحمد الجاز” الذي يمثل عودته إلى الجهاز التنفيذي مساعداً للرئيس تصحيحاً لخطأ إعفائه من مناصبه التنفيذية في التغييرات الأخيرة.. واعترافاً من القيادة السياسية بأن أمثال “الجاز” لا غنى عنهم..
ويصبح وجوده نائباً لـ”أميرة الفاضل” في قطاع العلاقات الخارجية لا يتوافق ومنصبه الرفيع في القصر، ولكن الاعتذار الذي لم يفسره من أقدم عليه اعتذار الدكتور “عيسى بشري” عضو المجلس الوطني والوزير السابق.. وفتحت تلك الاعتذارات الباب واسعاً لتعيين آخرين لمساعدة “أميرة الفاضل” المثقلة بأعباء مركز دراسات المجتمع (مدا) والتصالحات القبلية في دارفور.. وتأهيل وتدريب شعراء البادية وإعادة صياغة مضامين الغناء والتراث لخدمة مشروع السلام الاجتماعي في دارفور.. وهي تنهض في ذات الوقت بمهام في قطاعات أخرى في الحزب.. إلا أنها بدأت الأسبوع الماضي نسج خيوط التقارب مع صناع القرار في الولايات المتحدة بدعوة المبعوث السابق للسودان وجنوب السودان “برنستون ليمان” لزيارة الخرطوم، ورغم ابتعاد المبعوث الأمريكي عن واجهة العمل الدبلوماسي الرسمي إلا أنه يعمل الآن مستشاراً للمعهد الأمريكي للسلام بواشنطون، وتحدث المبعوث الأمريكي (الثلاثاء) الماضي في محاضرة احتضنها مركز أبحاث السلام بجامعة الخرطوم بعنوان (الجزء المفقود، أين السلام في اتفاقية السلام الشامل)، وتحدث السفير الأمريكي السابق بتحفظ محفوف بالحذر عن عملية الحوار الوطني الجارية الآن في السودان..

وهو جهد مخلص من الأستاذة “أميرة” ولكن في الوقت الذي تفتح فيه “أميرة الفاضل” أبواب خلفية للحوار مع الولايات المتحدة ويمتطي البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” ظهر دابة الطائر الميمون حاملاً برلمانيين إلى الولايات المتحدة.. بحثاً عن خيط رفيع يتتبعه الوفد وصولاً لأهداف معلنة في التفاهم مع الأمريكان.. ويعقد مؤتمراً صحافياً للحديث عن حصاد رحلته للولايات المتحدة الأمريكية.. ولكن في ذات الوقت يخرج إلى الرأي العام السيد وزير الخارجية المكلف “كمال إسماعيل” الذي يشن هجوماً شخصياً على القائم بالأعمال الأمريكي.. كأن بين الرجلين قضية خاصة وثأر.. وقديماً يقول العرب النزاع إما في مال أو سلطة أو امرأة جميلة.. لكن وزير الدولة بالخارجية يصف الدبلوماسي الأمريكي الذي يمثل بلاده في الخرطوم (بالبليد) ذي الذكاء المحدود.. ويقيم أداء القائم بالأعمال الأمريكي ويقول إنه دون الوسط.. كأن وزير الدولة بالخارجية مسؤول عن تقييم أداء السفراء الأجانب.. وكان حرياً بالسيد “كمال إسماعيل” تقييم أداء سفراء بلادنا في القارة الأفريقية والآسيوية والأفريقية بدلاً من تنصيب نفسه مقيماً لأداء السفراء الأجانب.. المقيمين في بلادنا.. وبعد هذا التقييم يحق لنا أن نسأل “كمال إسماعيل” عن أداء السفير السعودي والقائم بالأعمال الفرنسي والبريطاني والجزائري.. ومن يتقدم على هؤلاء ومن يقف في ذيل القائمة.. وإذا كانت حكومتنا تبعث بالبروفيسور “إبراهيم غندور” إلى عاصمة الاتحاد الأوروبي “بروكسل” من أجل إقناع الأوروبيين بأن الخرطوم قدمت التنازلات الكثيرة لإنجاح الحوار الوطني، والتفاوض مع حاملي السلاح، وفي ذات الوقت يجدد “كمال إسماعيل” حملة شعواء ضد السودان وتفرض عقوبات ظالمة على شعبنا وتتربص بنا في المحافل الدولية وهي التي وقفت في وجه ترشيح سفير سوداني لتولي منصب المدير التنفيذي أو الأمانة العامة لاتحاد منظومة دول البحيرات.. وكان “كمال إسماعيل” هو المسؤول عن هذا الملف..
ونجحت “واشنطون” في إقناع الأفارقة وفق ترتيبات ناعمة في إبعاد مرشح السودان للمنصب المرموق.. ربما غضب “كمال إسماعيل” وثار وفش (غبينته) في القائم الأمريكي، ولو تحدث وزير الدولة بموضوعية عن تحيز الولايات وسوء كيلها وازدواجية معاييرها لوجد حديثه الارتياح، بيد أن الوزير الذي جاء من صلب الوزارة ولم يأتِ من مؤسسة الدفاع الشعبي أو تنظيمات الطلاب والوحدات الجهادية في الجامعات.. ولكنه يتحدث بلسان غير دبلوماسي ويستخدم لغة (متحفية) تذكرنا بعهد “عبد الناصر” وأبواق الناصرية التي ما قتلت ذبابة في “تل أبيب”، ولم ترمِ بدولة الكيان الصهيوني في عرض البحر..
دعنا من حديث “كمال إسماعيل” وهجومه على الولايات المتحدة التي حرصت مسؤولة العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الوطني “أميرة الفاضل” على دعوة السفير “ليمان” الذي تحدث بصراحة شديدة وقال حول تبريره للضغوط وأثرها على تغيير الوضع في جنوب السودان وشمال السودان، الضغوط السياسية والعقوبات قد أثبتت فعالياتها في هذا الخصوص غير أن السلام الداخلي في دولة السودان وجنوب السودان يحتاج إلى تغيير سياسي وطريقة حكم جديدة وشاملة ومسؤولة ذات مصداقية، إلا أنه لا تتوفر نماذج عديدة استطاعت فيها الدول والقوى الخارجية تحقيق هذه المواضيع، لكن هناك حالات استطاعت فيها الدول أن تحدث التغيير المطلوب كالبرازيل وشيلي وغانا، والمكسيك وإندونيسيا والفلبين وبولندا وجنوب أفريقيا وتايوان وأسبانيا استطاعت هذه الدول أن تحدث التحول الديمقراطي وأن تخرج من سيطرة حكم الفرد الواحد والحزب الواحد دون الحاجة لخوض حرب أهلية وتنوع الظروف في هذه الدول، ولكن عدداً منها مثل إندونيسيا وجنوب أفريقيا نجحت وهي خارجة من نزاعات داخلية عميقة، أما دول مثل كوريا الجنوبية وتايوان أحدثت مثل هذه النقلة وهي تواجه مهددات خارجية.. تلك شذرات من المحاضرة التي ربما لم يسمع بها السيد “كمال إسماعيل” وزير الخارجية المكلف..
ليرد على مثل هذه النقاط وفق ما توفر له من معلومات وما وهبه الله من رؤية لمآلات العلاقة بين دولة كبيرة جداً.. وأخرى صغيرة تبحث لها عن وضع تحت شمس العالم الذي بات يهضم حقوق الشعوب الصغيرة والدول التي لا سند لها.. مثلما يهضم “كمال إسماعيل” حقوق السودانيين وهو يعبر عنهم بلغة لا تليق إلا بسعادة الوزير.

حديث السبت
يوسف عبد المنان
صحيفة المجهر السياسي