أم وضاح

عمى البصر والبصيرة!!


{ نحن بحاجة حقيقية لمثل الدراسة أو البحث الذي أجرته جامعة الأحفاد واكتشف من خلاله عن إصابة طلاب الخلاوى (بالعشى الليلي) نتيجة لتناول ملاح الويكة في الثلاث وجبات.. أقول نحن بحاجة حقيقية لمثل هذه البحوث العلمية لنتلمس تفاصيل المجتمع ومشاكله وقضاياه غير الظاهرة على سطح الأحداث لنجد لها الحلول والمعالجات السريعة.. لكن دعوني أعود لموضوع طلاب الخلاوى ولنجعل من (الويكة) مدخلاً للثقافة الحياتية التي ظلت ملازمة لهذه الشريحة من الأطفال والشباب.. وهم على فكرة أعداد كبيرة جداً ولا يستهان بها تمثل طاقة شبابية (مركونة) في الرف بلا سبب ولا منطق.. ومسألة الانغلاق على الذات التي أصبحت سمة ترسم مشهد طلاب الخلاوى ما عاد لها محل من الإعراب والعالم يتطور بسرعة الضوء والجميع في حالة سباق مع الزمن بحثاً عن المعرفة وفتح أبواب المستقبل.. والصورة التقليدية لطلاب الخلاوى أنهم شخوص (وهبوا) أنفسهم لحفظ القرآن الكريم وتجويده.. مالو ما قلنا حاجة وهم أفضل منا جميعاً لكن لماذا لا تفعل هذه الأيادي للقيام بفعل إيجابي يربط ما بين الدنيا والآخرة كأنه يعيش في الأولى أبداً أو أنه سيموت غداً.. وأقصد لماذا لا تستغل هذه الأيادي الشابة والنفوس الطيبة في الزراعة والسعي في مناكب الأرض ليأكلوا من رزقها ليحققوا الاكتفاء الذاتي لأنفسهم ويأكلوا من الأرض فومها وبصلها ويشربوا حليباً طيباً يقوي الأجساد ويمنحها الصحة والعافية بدلاً من أن ينتظروا لقيمات ويكة ناشفة هي كل ما تجود به ميزانيات هذه الخلاوى التي تعتمد في الغالب الأعم على الدعم الذاتي من الشيخ أو الأهالي الذين يسكنون القرى بالقرب من هذه الخلاوى (ودي قدرتم) كتر خيرهم عليها.. وهنا ينبري السؤال المهم أين دور وزارة الأوقاف تجاه هذه الشريحة التي لا تجد ما يسد رمقها سوى لقيمات من ويكة ناشفة؟.. لماذا لا تقدم ميزانيات تكفل لهم الحد الأدنى من الغذاء؟.. وين دور الرعاية الاجتماعية وديوان الزكاة في كفالة هؤلاء الفقراء؟.. بل أين دورهما في إيجاد مشاريع تتوافق مع إمكاناتهم وأغلبهم قادمون من بيئات زراعية ورعوية (ودي شغلتم).. فكيف تجعل هذه السواعد الخضراء عاطلة عن العمل في بلد مخرجه الوحيد لكل أزماته الاقتصادية أن يتجه بكلياته للزراعة ليصبح سلة غذاء العالم.
{ يا سادة يا كرام هذا البحث أو هذه الدراسة لم تكشف لنا أن طلاب الخلاوى مصابون بالعشى الليلي فقط.. لكنها كشفت لنا حجم الجريمة التي ترتكبها الدولة متمثلة في مؤسساتها الدينية والدعوية التي تمتلك ميزانيات (متلتلة) ضائعة في الفارغة والمقدودة وعوائد ضخمة من الأوقاف بإمكانها كفالة طلاب الخلاوى ومعاهم خلاوى الدول المجاورة كمان. كشفت لنا الدراسة حجم الجريمة والتقصير في حق هؤلاء الطلاب الذين ظلوا وبترتيلهم للقرآن.. سبباً في حفظ هذا البلد من المحن والمكائد والمؤامرات لنكتشف أنهم ما براهم المصابين بالعشى الليلي.. لكن بعض المسؤولين عنهم مصابون بالعمى الكامل بصراً وبصيرة.. فيا هؤلاء حصلوا البقية الباقية قبال خراب مالطا ونزلوا إلى واقعهم ما يحفظونه من قول المولى عز وجل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم.
كلمة عزيزة
{ أخيراً اكتشف السيد “محمد الحسن الميرغني” أنه ليس المالك الحصري للحزب الاتحادي الديمقراطي فقرر أن يوزع استمارات للقيادات والقطاعات في حزبه لتقييم مشاركة الاتحادي في السلطة رغم أن كثيراً من هذه القيادات كانت رافضة في الأصل مشاركة “محمد الحسن” في الحكومة لكنه ضرب بها عرض الحائط وشارك في الحكومة بشكل فردي أساء للمشاركة أكثر من أنه أضاف إليها.. ولعل تعليقات “إبراهيم الميرغني” الناطق الرسمي باسم الحزب عقب خبر توزيع الاستمارات التي وصف من خلالها المشاركة بأنها جنازة واجب دفنها.. نشير إلى أن ثمة حراك حقيقي ستشهده دوائر الاتحاديين في القريب العاجل قد تعجل بانعقاد المؤتمر العام للحزب وبالتالي إزاحة ابن “الميرغني” الذي انفرد بالقرار في الحزب الكبير.
كلمة أعز
{ أتفق تماماً مع حديث “الصادق الرزيقي” رئيس اتحاد الصحفيين بأن مشكلتنا الحقيقية أن من أعفيّ من موقع عام يظن أنه سيهدم المعبد في تعليقه على اتهامات الأخ “رحاب محمد طه” الذي لا أدري لماذا سكت عن ما يرى أنه تجاوز في الاتحاد ولم يفصح إلا بعد التغييرات التي طالت موقعه!!


تعليق واحد

  1. مصداقا لهذا الحديث، اذكر تجربة حدثت لنا بالمدرسة الوسطى في بدايات حكم الرئيس نميري رحمه الله ، أن تم تكليفنا بالعمل بالحواشات للقيط القطن خلال الفترة الصباحية لمدة شهر لقلة الأيدي العاملة ووفرة المحصول في ذلك الوقت ، وتم تحويل المبلغ الذ نحصل عليه الى خزينة المدرسة لدعم الداخليات وغيرها في ذلك الوقت … وقد كانت تجربة جيدة، يمكن تعميعها في الخلاوي وغيرها ليتعلم الطلاب بجانب الحفظ الاعتماد على النفس والتجربة العملية سواء في الزراعة أو غيرها من الأنشطة.