تحقيقات وتقارير

حقيقة “كادوك” عبد الرحمن الصادق


بغض النظر عن حقيقة الدوافع الشخصية للمهدي الصغير للدخول للقصر الرئاسي سواء من باب السحر او من نافذة سحر السلطة إلا أن المؤكد انه لم يتعرض لعمل سحري وفقا لمهتمين بهذا المجال.
وتقول الباحثة بمجال العلوم الروحانية سلوى الصادق ان حديث أم سلمة لا يستند للواقع بصلة لافته الي انه اتى نم باب التندر والسخرية فان كان الحزب الحاكم يمتلك قدرات خاصة لسحر عبد الرحمن فالاولى كان سحر والده ذو التأثير السياسي الأكبر والاهم.
بغض النظر عن حديث ابنة الصادق المهدي عن (كتابة اخيها)، فان الساحة السياسية السودانية شهدت العديد من التعاملات مع العوالم السفلية في سبيل تحقيق انتصارات او اعاقة الخصوم.
ويرى مراقبون ان ارتباط المجتمعات بالخرافة وعوالم الماورائيات يعبر عن حالة فشل معرفي وروحي كبير، ويوقل الكاتب الصحفي بابكر فيصل ان تنامي التفكير الخرافي لا يمثل ظاهرة طارئة على المجتمعات الانسانية بل لازمها منذ فجرها الاول حيث ارتبط في الاساس بعجز العقل البدائي عن تفسير الظواهر الطبيعية ومن ثم لجأ لارجاع اسبابها لكائنات ما ورائية ذات قدرات خارقة لا يملكها الانسان تجاهها سوى التسليم والخضوع، ويضيف: “من الطبيعي ان ينتشر التفكير الخرافي ويشيع في اوساط الجمهور وعامة الناس ولكن الحديث لفيصل المثير للاستغراب هو سيادة هذا النمط من التفكير في اوساط قطاع واسع من النخبة السياسية والثقافية حتى انه يصعب ايجاد فرق كبير في اتجاه التفكير الخرافي بينهم وبين العوام في معظم الاحيان”.
وشهدت الفترة الماضية تصريحات المستشار بديوان الحكم الفدرالي موسى هلال يتهم فيها عثمان كِبِر بالاستعانة بـ(الفقرا) حيث قال: “كبر قبل سفره لامانيا ذهب الي السنغال بغرض استجلاب فُقرا وبيت كبر مليان فُقرا كضابين وانتم تعلمون هذا (…) بيلقط الفقرا من الضواحي ويذهب بهم للفاشر وذلك لكي يسحر ويروض الناس”.
و قبله بفترة قصيرة اتهم رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفى القيادي كمال عمر باستخدام (الكواديك) للسيطرة على قرارات الدكتور الترابي، وكتب يقول انه لا يملك تفسير ازاء تلك السيطرة غير: “لا اجد اقوى منه رضي من رضي وضحك من ضحك وابى من ابى الا وهو السحر اذ كيف لرجل محدود القدرات قليل التجربة مثل كمال عمر ان يسيطر على تلك الشخصية العالمية الخطير والتي احدثت من الاثر على المشهد السياسي السوداني على مدى نصف قرن من الزمان لربما مالم يحدثه شخص اخر في تاريخ السودان”.
يعرف نميري على انه اوائل الرؤساء السودانيين الذين اهتموا باستيعاب شيوخ لحمايته واحلال البركة على نظامه فارتبط نميري عقب تحولاته الفكرية وانتقاله من اليسار الي ايمين بالصوفية ويحكي سيد احمد خليفة في مذكراته: “ان لنميري فكي خاص وهو الشيخ خوجلي الغرقان وانه لا يتخذ قرارا ولا ينوي سفر ما دون ان يطلب الاذن والفاتحة منه، وان هناك كرسي في الطائرة الرئاسية يسمى كرسي الشيخ الغرقان ويكون خاليا ولا يجلس عليه احد من المسؤولين في اجهزة الدولة المرافقين للرجل ويقول لهم : “سلموا على الشيخ الخوجلي “الكرسي الفاضي””. فيسلم الوزراء والسادة الدستوريين على الكرسي الفاضي.
وعلى صعيد اخر ذكر مؤسس حركة اللجان الثورية عبد الله زكريا ان رئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي كان وسيط الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي لدعم الرئيس الامريكي بوش الاب في حملته بتوصيل 200 مليون دولار بل واضاف ان بوش الاب طلب من المهدي (فكي) بمواصفات خاصة وان المهدي حقق له رغبته واتى بالفكي ولكنه واصل عمله من جزر البهاما، ويبدو ان الفكي بركته لاحقة فقد وصلت لابنه ايضا وجعلته يفوز بدورتين رئاسيتين لتكون كرامة الفكي فوز آل بوش (12) عاما من حكم اقوى دولة في العالم.
ويقول الكاتب الصحفي عبد المحمود كرنكي ان هؤلاء السحرة الفاشلين الذين يملأون السودان لم يكن لهم دور في استخراج النفط او الذهب او ثورة الاتصالات او دور يدعم الفريق القومي ليفوز ببطولة افريقيا او بطولة العالم او دول في حل معضلات الفشل المزمع في مشروع الجزيرة وسودانير والخطوط البحرية والسكة حديد.

محمد عبد العزيز
صحيفة السوداني