تحقيقات وتقارير

جرأة أم فضائح ؟ كاتبات بعيون (قويّة)


نحاول من ثنايا هذا التقرير ان نسبر غورهن ببعض العبارات التي نسجنها لنتعرف على الأسباب التي وضعتهن في هذا الطريق الملئ بالاشارات الحمراء.
تقول سناء جعفر: “في داخل كل منا تكمن نزعة غريبة للتلصص على الاخرين واختلاس النظر من وراء شقوق الابواب المغلقة واستراق السمع خلف الفواصل الهشة .. هناك لذة غامضة يستشعرها المتلصص عندما يرى ما لا يراه غيره او يتعمد التنصت على حديث لا يرغب اصحابه في نشره خارج نطاق الموجودين”.
سناء جعفر كاتبة وروائية وادبية سودانية درست وتخرجت في كلية التجارة جامعة القاهرة فرع الخرطوم وتعمل منذ سنوات بدولة الامارات لها من الاعمال الادبية رواية (حوش بنات ود العمدة) واغتيال فضيلة، تكتب سناء بجرأة وتحرر –نوعا ما- وعليه فقد لاقت ما لاقت من المحاربة اعلاميا اهمها منع رواياتها، تؤمن بصدق وعمق بعلاقة الصداقة بين الرجل والمرأة وابرزت هذه القناعة في سلسلتها رسائل خاصة جدا الي صديق غائب.
الكاتبة الثانية هي سارة منصور التي تحدثت عن كتابها الشهير (بنات الخرطوم): “بنات استغلهن اصحاب القلوب الضعيفة واستغلوا شرفهن وعفافهن للدخول الي عالم بيع الشرف نتيجة حياة عنوانها الفقر والبؤس”، ويقول احد النقاد انه كتاب سطحي ولغته سوقية وعبارة عن قصص خالية من أي معنى واضاف انه لا ينصح احد بقراءته وقال اخر: اخيرا قرأت رواية (بنات الرياض) وهي تاليف رجاء الصانع وقد صدرت عام 2005 وعلى غرارها صدرت رواية (بنات الخرطوم) وقد قرأتها اخيرا.
الروايتان تحكيان بعض المغامرات العبثية الهابطة وتصوران بعض الفتيات السعوديات والسودانيات في اسوأ صورة كمستواهما الفني والادبي الذي سود بالجرأة والتمرد والثورة على القيم وقد اكتملت صورة السقوط في هاتين الروايتين وهما تصوران المجتمع السعودي والسوداني بانهما مصابان بحالة متشنجه من السعار وغارقان في مستنقعات الرذيلة ولا يعرفان الا المغامرات الهابطة وليس لهما هم سوى الجري وراء الشهوات.
غادة السمان التي تقول: “اكتشفت ان حقوقي لا تتعدى حق الاكل والشرب والانجاب والموت”، هي كاتبة سورية غنية عن التعريف لطالما رافق المصطلح “الادب الاباحي” كتاباتها بالرغم من انها نجحت في خلق بصمة وعلامة خاصة بها في الادب الا ان ذلك لم يشفع لها، فالجنس الحاضر دائما في كتاباتها ولا غرابة في ذلك كونها نادت بثورة جنسية تضمن للفرد العربي حق التصرف بجسده على حد قولها، وبالرغم من ذلك تدافع عن اعمالها وتبرر ذلك بانه يخدم الحبكة القصصية للكاتب الا ان حجة كهذه لم تكن كافية بالنسبة للمجتمع العربي، حاليا تغير الوضع تماما وتلاشت هذه الشبهة الي حد ما وذلك بسبب ظهور ما هو اكثر جرأة وتمردا في عالم الرواية.
تقول ليلى بعلبكي: “هكذا انا عالم مستقل لا يمكن ان يتأثر مجرى الحياة فيه باي حدث خارجي لا ينطلق من ذاتي”، ليلى بعلبكي روائية لينانية لم تطل فترة كتابتها عن 6 سنوات لها ثلاث روايات اشهرها رواية “انا احيا” التي اختيرت كواحدة من ضمن افضل مائة رواية عربية ولاقت نجاحا كبيرا الي ان اختتمت مسيرتها بمجموعتها القصصية (سفينة حنان الي القمر) والتي صدرت عام 1964 لم تكن تعلم حينها انها ستكون نقطة نهاية لها.
هذه المجموعة القصصية لم تحظ بما حظت به (انا احيا) من نجاح واشادة بل بالعكس لاقت هجوما كبيرا وصل الي منع وزارة الاعلام لطباعة هذه المجموعة مجددا فضلا عن محاكمتها لما حوته مجموعتها القصصية من مقاطع تم وصفها بالاباحية الي ان تراجعت المحكمة عن قرار المنع، ومنذ تلك اللحظة اختفت ليلى بعلبكي.
السعودية رجاء الصانع الصانع التي تقول: (أرجو ممن لا ناقة لهم ولا جمل عدم حشر انوفهم فيما لا يعنيهم)، رجاء في بداية مسيرتها الادبية وبالرغم من ذلك احدثت ضجة بروايتها الاولى (بنات الرياض) تحديدا في المجتمع السعودي والتي تناقش علاقة الرجل بالمرأة في الرياض حتى العلاقات الجنسية بين الازواج وزوجاتهم، وذلك على لسان سعوديات متزوجات او مطلقات وبكل تأكيد لم يقبل المجتمع ولا الحكومة السعودية الرواية باي شكل من الاشكال وهذا متوقع فالمجتمع السعودي هو اكثر المجتمعات العربية التزاما وتشدداً، وبالرغم من ان الرواية طبعت في بلدان عربية اخرى عدة مرات، الا انه تم منع حظر الرواية في السعودية ووصل الهجوم على الرواية حد ان البعض توعد برفع دعوى قضائية ضد الكاتبة.

أسعد العبّاسي
صحيفة حكايات