تحقيقات وتقارير

حمدي بدر الدين: الأعمار بيد الله.. ولا املك ” حق الأمجاد” للذهاب للعيادات


انطلقت خلال اليومين الماضيين شائعة وفاة الإعلامي الكبير حمدي بدر الدين متأثرا بمرضه تلك الشائعة اقلقت الكثيرين ودفعت بالتساؤلات لأعلى سقف لها الامر الذي دفع لتسجيل زيارة لذلك الإعلامي الرقم بمنزله ووضع النقاط فوق الحروف.
بمجدر دخولك للمزنل يقابلك حوش صغير جدا وبرنده خالية الا من عروشها ومن حولها مزهريات مختلفة الالوان دلفنا من خلالها مباشرة ناحية غرفته وهي عبارة عن صالون مصغر ملحق به حمام داخلي صغير و خزانة ملابسه وجدناه ممدا على فراشه الذي لا يفارقه الا للضرورة القصوى ومن حوله ارفف خشبية قديمة تراصت عليها الكبت والشهادات العلمية والتقديرية وخلفه على الحائط صورته وهي تحمل ملامحه فترة الشباب.
استقبلنا بابتسامة ودودة وهو لا يقوى على الحركة لكن كانت تكفينا بشاشته وبريق الفرحة الذي ملأت عينيه بزيارتنا له، سألناه مباشرة عن صحته فأومأ براسه علامة الايجاب قبل ان يقول لنا بصوت خفيض : “الحمد لله، حقيقة اندهشت وتأسفت لما سمعته عن خبر وفاتي وبسبب ذلك لم يصمت هاتفي وظللت اتلقى مكالمات من مختلف بقاع العالم والكل يريد معرفة ما تم تداوله من شائعة وفاتي، في الوقت الذي قلق فيه ابنائي المتواجدين خارج السودان وبكوا مر البكاء بعد سماعهم للخبر اثناء تحدثهم معي فيما ظللت اخفف عنهم ولكني لم استطع فانهمرت دموعي معهم وعبركم ابلغ الجميع بان الخبر مجرد شائعة مرضية ولا ادري من المستفيد منها والاعمار بيد الله”.
وتحدث عن الزيارات ايضا قال: “زارني بالامس وفد يتكون من مجموعة من الشباب وقالوا لي انهم مكلفون بزيارتي والوقوف على حالتي الصحية وهم مغتربون من دول مختلفة، ويريدون مساعدتي ماديا وتوفير ادوية المخ والاعصاب التي احتاجها”، عن دعم الدولة يتحدث بدر الدين قائلاً: “عندما احلت للصالح العام عام 1991 لم يمض على قرار احالتي يومان حتى فوجئت بنظاميين طالبوني بتسليم العربة فقلت لهم انه من حقي ان تكون العربة معي ثلاثة اشهر الي ان اتي بعربتي، وبعدها صدر قرار بعدم تمليك السيارات الحكومية للموظفين فاصبحت اسير على قدميّ وقمت بتقديم شكوى للنائب الاول ذلك الوقت علي عثمان محمد طه وبالفعل علم بالظلم الذي حاق بي واصدر قرارا باعطائي عربة وعندما مرضت واصبت بالجلطة وتعرضت للشلل قمت ببيع السيارة حتى اغطي تكاليف العلاج بعدها اعطاني القمسيون الطبي تصريح سفر للعلاج بالقاهرة، وتكفل بالعلاج ابن احد الاصدقاء، وعند عودتي للسودان دفعت لي وزارة الاعلام ثلاث دورات كل دورة بتسعمائة جنيه.
قبيل ان نغادر منزله لفت انتباهنا بقاءه وحيداً فسألناه عمن يرعاه فأخبرنا بانه يرافقه احد الاشخاص قبيل ان يطلب منا ارسال رسالة الي الجهات المسؤولة يخطرهم فيها باحتياجه الشديد لتوفير طبيب علاج طبيعي يوم بعلاجه داخل منزله، وذلك لأنه وبكل بساطة لا يملك “حق الامجاد” التي ستقوم بترحيله من والي العيادات، لنغادر المكان ونحن نقاوم دموعنا التي سالت في طريق عودتنا وهي تحكي عن الالم الكبير الذي اجتاحنا ما بعد تلك الزيارة على حال ذلك الرقم الإعلامي الكبير الذي لا يستحق كل ذلك “الإهمال”.

محاسن احمد عبد الله
صحيفة السوداني


‫3 تعليقات

  1. اسمع جعجعة ولا اري طحينا ماذا فعل محبيه ومريديه ومعجبيه من الرسميين والشعبيين ولا ابرئ نفسي في مساعدته تدور المانشتات وتتداول الرسائل وتنسي يا استاذنا حمدي بدر الدين

    فليكن هناك تحركا جادا للبحث عمن كان يبدع في اي مجال من مجالات العمل العام وأي مبدع كان في بلادنا للوقوف معه قبل الوصول الي هذه المرحلة والتي تدمي القلوب وتبعث الغصة في النفوس

  2. الله يشفيك ويعافيك يا استاذ
    اين الابناء الذين يبكون عليه أين بر الوالدين؟ الله يهديهم
    اين الدولة والرعاية الاجتماعية ووزارة الاعلام ؟

  3. نسأل الله له الشفاء … قال الله تعالى في محكم تنزيله : ” ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ﴾” [سورة الإسراء: 23-24]
    اين الأولاد المغتربين ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!