تحقيقات وتقارير

طوفان إشراقة .. هل يطيح بالدقير؟


٭ وسط هتافات معادية للأمين العام للاتحادي الديمقراطي جلال الدقير وصل ركب إشراقة سيد محمود إلى مجلس الأحزاب أمس بصحبة ما يقارب المائتين شخص من قواعد الحزب يحملون علم الحزب الاتحادي ذي الثلاثة ألوان (الأزرق والأخضر والأصفر) ..ومن وسط هذه الجموع نزلت إشراقة ببسمتها المعروفة من سيارتها ملوحة بعلامة النصر .. فعلت الأصوات وارتفعت الهتافات المحببة للاتحاديين تشق عنان المجلس … تقدمت إشراقة وبصحبتها عدد من القيادات التي صدرت في حقها قرارات بالفصل والتجميد من الحزب، واصطفوا أمام المجلس، ثم ما لبثوا قليلاً حتى خرج عليهم الأمين العام لمجلس الأحزاب …

تبارى المفصولون في مخاطبة الجماهير يحاكون في حديثهم خطب الشريفين الحسين وزين العابدين ويطلقون الاتهامات لجلال، ثم تهتف الجماهير وهي تطالب برحيل الدقير، ولم تتوقف الهتافات حتى أثناء تسليم القيادي الحزبي والعمالي البارز حسن جاسراب أمين مجلس الأحزاب المذكرة، وطلبت مجموعة الإصلاح التي تطالب بسحب الثقة عن الدقير وإحالة الملف المالي للحزب إلى النيابة العامة .
وبدأت إشراقة منفعلة بعض الشيء وهي تردد مع مناصريها بعضاً من الهتافات، وقد غادر الركب مجلس الأحزاب ليبدأ رحلته المعادية إلى مقر الأمانة العامة بحي الرياض بالخرطوم، لكن مجموعة من قوات الشرطة طوقت الدار المغلقة لتتوقف المسيرة قليلاً عند الأبواب المغلقة، ثم تحركت ناحية الطريق المؤدي إلى منزل الدقير الأبيض، لكن الحراسة المشددة أيضا اعترضت طريق الجموع من الوصول إلى المنزل، ثم علت الهتافات .. أرحل أرحل يا الدقير … سقطت سقطت ياجلال … أحرار مباديء الأزهري لن تنهار .. طريق الهندي طريق أحرار .. ثم اتجهت الجموع ناحية أرض المعسكرات بسوبا التي حشدت فيها إشراقة جميع القادمين من الولايات.

في قاعة الشهيدين بأرض المعسكرات، دخل الاتحاديون يحملون أعلام الحزب وصور الزعيم الازهري والشريفين حسين وزين العابدين، ثم رقص الجمع رقصة كبرى على أنغام الكابلي وهو ينشد أوبريت الشريف زين العابدين الهندي، وعلى رائعة وردي أصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق، قبل أن تصعد إشراقة وعدد مقدر من ممثلي الولايات إلى المنصة الرئيسية للمؤتمر الصحفي، وبدأ المؤتمر منذ الافتتاحية بآيات من الذكر الحكيم (ويل لكل همزة لمزة، الذي جمع مالاً وعدده) والتي فيما يبدو اختارها الأشقاء بعناية فائقة لإيصال رسالة محددة إلى الدقير، لاسيما وأن المتحدثين كلهم داخل المؤتمر ركزوا على ملف المال بالحزب، حتى خيل إلى الحاضرين من الزملاء أن الصراع بين الفريقين في ظاهره كان صراعاً تنظيماً، بيد أنه اتضح أنه صراع المال والسلطة، خاصة وأن إشراقة وبعضاً من القيادات كشفوا عن أخطر مفاوضات سرية جرت بينهم وجلال الدقير تتعلق بتسوية الملف المالي، بتشكيل لجنة، ثم معالجة الملف داخل البيت الداخلي، ولولا رفض الدقير لأغلق الملف إلى حين قيام المؤتمر العام الذي هو الآخر أخذ حيزاً مقدراً من أجندة المؤتمر الصحفي وبدت إشراقة هادئة في بداية حديثها في المؤتمر الصحفي أكثر من سابقيها سليمان خالد الذي وصفته برمح الحزب الملتهب، وسوكارنو الذي قالت إنه أسد الحزب، ثم بعد أسئلة الزملاء فجرت المرأة الحديدية – كما قال مقدمها للناس- قضايا شتى، ثم بدأت تهاجم الدقير، وقالت إن صراعها معه لم يكن وليد لحظة خروجها من الوزارة، وإنما هو صراع قديم متجدد بدأ بحياة الشريف زين العابدين في العام 2003 وحتى رحيله، ثم كانت الهدنة بمصالحة شهيرة عقدتها معه بوساطة من بعض قيادات الحزب التاريخية ولم تقف إشراقة عند حد الدفاع عن ثورتها ضد الدقير، بل عرجت إلى أنه كان يتآمر عليها أثناء تقلدها منصب وزيرة التعاون الدولي خلفاً له، بحملة إعلامية كبيرة شارك فيها بعض من إعلاميي حزبها، ثم تحدت الدقير في مسألة صرفه على الحزب، وأقسمت بالله جهد أيمانها إن كان الرجل قد صرف على الحزب بأن تصنع له تمثالاً في وسط الخرطوم . ونفت أن تكون جماهيرها محشودة وليست حاشدة، بل ولم تصرف عليهم الملايين وأن تكلفة هذه الحشود دفعت بالشراكة بينها وأشقاء آخرين . وسخر نائب الأمين العام للحزب بولاية الجزيرة وعضو المكتب السياسي الذي صدر بحقه قرار بفصل سوكارنو من قرارات الفصل التي تمت، واعتبرها كأن لم تكن قبل أن تشاركه إشراقة نفس الرأي وتقول (لم يفصلنا أحد) وتضيف (الزارعنا غير الله اليجي يقلعنا) وأنشدت قصيدة لشاعر الإتحاديين صلاح سطيح يقول مطلعها :
يا كيف تفهم يا إمام الجهل … إنا جالسون على قلوب الناس حباً
ثم يمضي سوكارنو بالقول إن الدقير يقول أما تنفيذ مخرجات الحوار الوطني أو الطوفان، ولم يعلم أن الطوفان قد بدأ داخل حزبه وسيغرقه .

تقرير:علي الدالي
صحيفة آخر لحظة


‫3 تعليقات

  1. لك التحية ايتها المناضلة اينما حللت والخزي والعار لمن يرقصون باذيالهم لاعقي احذية المعتوهين