حيدر المكاشفي

كادوك الشعب السوداني


الإجابة الساخرة (ناس الحزب الحاكم عاملين ليهو عمل)، التي أطلقتها كريمة الإمام الصادق المهدي أم سلمة، رداً على سؤال محاورتها من (الأهرام اليوم) عن سبب عدم زواج شقيقها مساعد الرئيس عبد الرحمن حتى الآن، غير أنها أثارت جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، فإنها كذلك فتحت سيرة الكواديك التي أضحت ثقافة فاشية في الآونة الأخيرة، وعندما يشيع مثل هذا الاعتقاد الفاسد فذلك ولا شك مؤشر سيء على مدى التراجع والتدهور الذي ضرب المجتمع، خاصة حين تسود هذه الثقافة بين من يفترض أنهم نخب وقيادات للمجتمع، وأدناه بعض من هذه الكواديك…
خرج مرة القيادي بالحزب الاتحادي “الأصل” علي نايل للناس ليقول لهم عبر حديث صحفي (إن المؤتمر الوطني عمل “كادوك” لمحمد الحسن نجل الميرغني لإقناعه بالمشاركة في الانتخابات)، وإن قيادته الحالية لخط الموالاة مع الحكومة هي نتاج لذاك الكادوك.. والكادوك الثاني هو الذي اتهم به الأستاذ الطيب مصطفى ناشر (الصيحة) ورئيس منبر السلام العادل، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر، متهماً إياه “باستخدام الكواديك”، للسيطرة على قرارات الدكتور الترابي، وبرر الطيب اتهامه هذا بقوله إن كمال رجل محدود القدرات قليل التجربة ولا يمكن لمثله أن يُسيطر على شخصية عالمية خطيرة مثل الشيخ الترابي، إلا بواسطة الكواديك أو كما قال الطيب مصطفى. أما ما أذكره من ثالث الكواديك، فقد كان هو الكادوك الذي رمى به زعيم قبيلة المحاميد المثير للجدل عضو الحزب الحاكم والمستشار بديوان الحكم الاتحادي موسى هلال، والي شمال دارفور السابق عثمان كبر الذي اتهمه بالمحافظة على منصبه لسنوات متطاولة عن طريق الاستعانة بـ(الكواديك) و(الفقرا)، الذين استجلبهم من بعض الدول الأفريقية وبعض مناحي دارفور وخصص لهم داراً كبيرة لإقامتهم. وغير بعيد من سيرة الكواديك تلك الحكاية المروية عن انقلاب (قوش – ودإبراهيم)، التي جاء فيها أن الانقلابيين استعانوا بفكي لإنجاح الانقلاب، وأن الفكي قد أقر بأن ضابطاً برتبة اللواء لجأ إليه للقيام بعمل يمنع تحركات قيادات متنفذة في الحكومة وجهاز الأمن «سماهم»، وأنه طلب من الانقلابيين إحضار دجاجة، وعندما جاء بها أحدهم في «ضهرية» عربته وجدها «ميتة». وعند سؤال الفكي في التحريات عن سبب عدم تبليغه السلطات بالمحاولة، قال إنه رأى في المنام فشل المحاولة، ولذلك آثر عدم التبليغ.. بيد أن أكبر وأخطر كادوك كان هو ذلك الكادوك الذي لا يزال أحد معارفي يصر ويجزم أن الإنقاذ (عملتو للشعب السوداني)، فجعلته (كاضماً مبلماً)، لا يقوى على فعل ما يطيح بها، بل ولا يقوى حتى على قولة (بغم) رغم سوئها وسوءاتها..