مقالات متنوعةمنوعات

د. جاسم المطوع : كيف تكتب وصيتك؟


قلت له: هل كتبت وصيتك؟ قال: لا فأنا ما زلت صغيرا، قلت: الوصية ليس لها علاقة بالعمر، فأنت متزوج ولديك أبناء وعندك أموال، والوصية فيها جانب تربوي وآخر مالي، قال: ولكني بصحة جيدة ولا أشعر بقرب موتي، قلت: الوصية ليس لها علاقة بالصحة والأعمار بيد الله تعالى، ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أوصى ألا يبيت أحدنا ليلتين إلا ووصيته مكتوبة، قال: لقد شجعتني بكتابة الوصية ولكن كيف أكتبها، فارسلت له نموذجا وكان فرحا وسعيدا به فشكرني على النموذج الذي أرسلته له، ولهذا أحببت أن أكتب لك مقالا بما دار بيني وبينه وأكتب لكم نفس النموذج لمن يرغب منكم في الاستفادة منه وهو:

بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم، فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم). وقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده))، فالحمد لله الذي شرع الوصية قبل نزول المنية، والصلاة والسلام على خير البرية أما بعد،،،

فهذا ما أوصى به الحر المكلف وهو في حالته المعتبرة شرعا (يكتب الاسم هنا)، والذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويشهد أن الجنة حق والنار حق، وأن الله يبعث من في القبور، ويشهد أن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى، والآجال مقدرة مع سؤال الله طول العمر وحسن العمل.

فإني أوصي أهل بيتي وأولادي بتقوى الله تعالى في السر والعلن، والمحافظة على الصلوات الخمس، لأن الصلاة ركن الدين وعموده، وأحثهم على التواصي بالخير وصلة الأرحام، وأوصيهم كذلك بحسن الاعتقاد ومراقبة الله سبحانه وتعالى في كل الأحوال، وألا يموتوا إلا وهم مسلمون.

أبنائي الأعزاء، إني قد بذلت الجهد والوسع في حسن تربيتكم، فاسأل الله العلي القدير أن يتولاكم برعايته وحفظه، وأوصيكم بحسن الأخلاق والعمل لنشر الإسلام بما تستطيعون من مالكم وأخلاقكم، (ثم يذكر ما يريد أن يوصيهم به).

وهنا أوصي بـ (ثلث أو ربع أو خمس فيحدد نسبة معينة) من مالي بعد وفاتي أن يستثمر ويصرف ريعه للأقارب والفقراء والمحتاجين، وأن يوزع منه في الأعمال الخيرية وجهات البر المتعددة كمساعدة الجمعيات والهيئات الخيرية والمؤسسات العلمية في أي مكان لخدمة الإسلام والمسلمين، وأن يتصدق منه في رمضان وأن يضحى منه للموصي ووالديه، (ويمكنك زيادة مجال من المجالات التي ترى أهمية التركيز في التبرع لها مثل الجانب الصحي أو التعليمي أو خدمة المعاقين أو غيرها)

وللوصي حق الاجتهاد في تحري ما هو أنفع للأحياء من المسلمين، وأكثر ثوابا للموصي حسبما تقتضيه مصلحة الزمان والمكان، وعلى الوصي أن يقوم بتنمية (الثلث – الربع – الخمس، النسبة التي حددتها) بالطرق المشروعة، كما أن للوصي الحق في أخذه (2,5%) من ريع الوصية تبرعا من الموصي، وله الولاية المطلقة على أولادي القصر وأموالهم حتى يكبروا راشدين (هذه اختيارية).

ووصيي فيما تقدم هو (يكتب هنا اسم الشخص الذي ترشحه لأن يكون وصيا على أموالك أو أبنائك) وإن رأى الوصي أحدا من ذريتي أو غيرهم يصلح لإسناد الوصية له، فله حق الاجتهاد في ذلك، وعلى الوصي أو من تنتقل إليه الوصية تقوى الله وتحري الخير والعمل بموجب الوصية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فهذا نموذج مقترح للوصية يمكن لمن رغب أن يغير فيه حسب ما يراه مناسبا لحالته الشخصية، والله الموفق.


تعليق واحد

  1. بورك فيك وجزيت خيراً .. وجعل ثواب كل من عمل بها في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون .