سعد الدين إبراهيم

في (رحاب) (الويكة)


موضوعان شغلا الصحف في الأيام الفائتة هما (الويكة) التي اتضح أنها تسبب العشا الليلي باعتبارها من أطعمة سوء التغذية. وموضوع اتحاد الصحافيين وما رشح من اتهامات.. أما بالنسبة لـ(الويكة) فقد حكيت لكم حكاية (منظمة الصحة العالمية) حين أوفدت لجنة لتتعرف على أغذية الشعوب النامية ومدى فائدتها.. فسألوا عن الأكلة السودانية الشعبية فقالوا: (الويكة) فطلب الخواجات أن يأكلونها ومن ثم يختبرونها، فحدثوا موظفاً ميسوراً أن يعزم الجماعة (ويكة)، فأخبر السيدة والدته بأنه عازم خواجات على وجبة (ويكة) وطلب منها إعدادها.. وهي على حس خواجات طبخت (ويكة) بمرق الحمام والدجاج.. وتناولها الخواجات وأخذوا عينة وكانت النتيجة أنها وجبة دسمة مشبعة وراقية .. فقرأ أحد الكادحين التقرير فصعق وعرف الحكاية عزمهم (ويكة) على أصولها بعد أن تناولوها واختبروها، كان التقرير أنها وجبة لا تفيد ولا تضر، فإذا كان الطلاب يأكلون (الويكة) بالعصيدة، فهم لا يأكلون شيئاً لان العصيدة بعد التخمير تفقد كل خواصها.. إلا إن كانوا يتناولونها بعصيدة الدخن مثلاً، فربما زاد ذلك من قيمتها الغذائية.. (الويكة) ذاتها أصبحت غالية فهي ليست في متناول اليد، فطالما أن القائمين على أمر التغذية يستجلبونها، فيمكنهم تغيرها إلى (البطاطس) مثلاً وهو أرخص نسبياً.. أو طماطم بالدكوة والطماطم اليومين دي رخيصة المهم تنويع الغذاء ممكن لكن الكسل وعبادة الروتين هما السبب..
والله أعلم
أما (شمطة) الصحافيين فنحن نتابع منذ رحلة النقيب إلى “الصين” رشحت الاتهامات بأنه تقاضى نثرية من صحيفته ونثرية من الاتحاد.. لا أعرف مدى تفرغ رؤساء الاتحادات في غيرنا من الدول، لكن أعتقد (اعتقاد ساكت) أن مهام النقيب لضخامتها يجب أن يتفرغ لها النقيب المنتخب.. يمكنه أن يمارس الكتابة متى ما وجد الفراغ، لكن أن يقوم بأعباء رئيس تحرير صحيفة يومية متميزة ونقيباً.. صعبة ياخ.. فكان يجب أن يشترط في النقيب التفرغ للمهمة الجسيمة التي يقوم بها في رعاية شؤون الصحافيين.. وشهادة أتمنى أن لا تكون منحازة.. فالأخ “رحاب طه” فجر القضية قبل التغييرات التي جرت لاحقة لاتهاماته بما يسمى بأنها عقوبة مبطنة له. لأنه ما مسك خشمو عليهو.. فإن فهم ذلك أنها عقوبة وليس إجراء روتينياً فمن حقه ذلك، ومن حقه أن يرفض التكليف_على شكل عقوبة_ عندما كنت أعمل بالتدريس تم نقلي إلى مدرسة في الريف الشمالي وكنت سعيداً بذلك وتجاوبت معه جداً.. وكنت على أحر من الجمر لتنفيذه، لكن تسرع أحد قادة التعليم وأشار لي بأن النقل عقوبة لأنني _عامل فيها جامعي وما بسمع الكلام_ طوالي رفضت التنفيذ، تم فصلي بسبب الغياب ومن يومها فارقت الميري وترابه.. حتى حقوق ما بعد الخدمة تعففت عن صرفها.. ربما كنت مخطئاً في الإستراتيجية، ولكنني على يقين من أنني لم أخط في التكتيك.. والله يولي من يصلح.