أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

التحالفات السعودية.. تحتضن السودان وتنسف تطلعات طهران


لطالما أثيرت مخاوف من تحول القارة الأفريقية، وعلى رأسها السودان، لامتداد إيراني بمشاريع التوسع والتشيع التابعة لها، والتي تدخل إلى القارة الفقيرة من باب المشاريع التجارية العملاقة الداعمة لحكوماتها الهشّة.

دول الخليج بدورها تدرك مدى التأثير السياسي السوداني على القارة التي تستغلها إيران، وبدت دول مجلس التعاون وعلى رأسها السعودية، أكثر اندفاعاً لضم السودان مجدداً للحضن العربي، عبر فتح الباب لها بمشاركات فعلية بالقرار العربي المعاصر، الذي يأتي وسط أزمات حادة في المنطقة، ليستكمل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، استعادة العلاقات المتأصلة مع الخرطوم بزيارة رسمية في 22 فبراير/ شباط 2016، لم يسبق أن قام بها وزير خارجية سعودي منذ عدة سنوات من فتور العلاقات.

وبحث الجبير الذي أبدى تقديره لمشاركة السودان في عاصفة الحزم والتحالف العربي، مع الرئيس عمر البشير، العلاقات الثنائية وسبل تطويرها بما يخدم مصالح البلدين، فضلاً عن بحث ملفات التعاون المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأشاد وزير الخارجية السعودي بالعلاقات السودانية السعودية ووصفها بالمتميزة والتاريخية، متطرقاً إلى أوجه التعاون المختلفة بين الدولتين، مثمناً “مواقف السودان ومساندته للمملكة”.

– موت التقارب مع إيران

وأثار التقارب بين الخرطوم وطهران في الأعوام السابقة، استهجان الجار الخليجي الأبرز (السعودية)، وشريك السودان في البحر الأحمر؛ الذي أصبح مفتوحاً على مصراعيه لسفن إيران التي كانت تستقبل بموانئ سودانية؛ لتمنع السعودية في أغسطس/ آب من عام 2013، طائرة الرئيس السوداني من عبور أجوائها في طريقها إلى إيران.

كما تعزز هذا التوتر عندما استضافت البحرية السودانية سفناً حربية إيرانية 4 مرات خلال 2012 – 2014 على ساحل البحر الأحمر شرقي البلاد.

وأدركت الرياض ودول التحالف العربي مدى الأهمية الاستراتيجية التي يمكن أن تمثلها السواحل المطلة على البحر الأحمر والمواجهة للسواحل اليمنية، إضافة إلى أهمية التكاتف العربي في مواجهة التمدد الإيراني بعد الانقلاب الذي نفذه جناح إيران في اليمن.

عمليات “عاصفة الحزم” والتحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ أشهر لدحر مليشيات الحوثي المسيطرة على اليمن، ثم التحالف العسكري الإسلامي، شكّل نقطة تحول في العلاقة بين الخرطوم برئيسها المطلوب دولياً ودول الخليج.

فعشيّة انطلاق العمليات على الحوثيين وصل البشير إلى الرياض، واستقبله العاهل السعودي الملك سلمان، وأجرى الزعيمان محادثات قالت وكالة الأنباء السعودية إنها “بحثت التعاون الثنائي بين البلدين ومستجدات الأحداث الإقليمية والدولية”، ليعلن في اليوم التالي مشاركة السودان رسمياً مع التحالف، ونشرت بالفعل نحو ألف جندي في الأراضي اليمنية قالت إنهم جزء من 6 آلاف جاهزة لإرسالهم.

وأكد البشير في خطاب له في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أمام جمع من العسكريين دفاعاً عن مشاركته في العملية العسكرية، أنه “ما كان للسودان أن يقف موقفاً سلبياً تجاه قضايا أمته العربية”.

ومع نشوء التحالف الإسلامي العسكري، كان السودان أبرز أعضائه، وتشارك قوات سودانية في مناورات “رعد الشمال” التي تستضيفها السعودية في منطقة حفر الباطن، شمالي المملكة، ضمن 20 من بلدان المنطقتين العربية والإسلامية.

ووقوفاً مع الرياض في أزمتها مع طهران بعد إعدام السعودية للمواطن الشيعي نمر النمر، وما نتج عنه من أعمال شغب وحرق للسفارة السعودية في طهران وملحقيتها في مشهد، أعلنت الخارجية السودانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران “تضامناً مع السعودية لمواجهة المخططات الإيرانية”، وذلك بعد ساعات من اتخاذ الرياض قراراً مماثلاً.

وبرز أول مؤشر على تحسن العلاقات عندما أغلقت الخرطوم في سبتمبر/ أيلول 2014 المركز الثقافي الإيراني، وطردت موظفيه بتهمة “تهديده للأمن الفكري”، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة “لاسترضاء” الدول الخليجية.

– المشاريع السعودية البديلة

ولعبت إيران على وتر الاقتصاد لاستمالة البلدان ذات الحاجة لتنفيذ أهداف التوسع، وعلى رأسها السودان، التي أدى الاقتصاد بها إلى انفصال الجنوب، إضافة لكوارث إنسانية أخرى أبرزها في دارفور.

وبالرغم من كثرة المشاريع الخليجية في السودان قبل “عاصفة الحزم”، عوّضت دول الخليج الحاجة الاقتصادية بمشاريع عملاقة، إذ واكبت السودان ذلك بطرح مشاريع أمام عدة بلدان خليجية، وعقدت عدة ملتقيات استثمارية مشتركة جديدة في بلدان خليجية، وضعت نواة لخطط مستقبلية.

وبعد سلسلة انتصارات حققها التحالف العربي في اليمن، توجت المشاركة السودانية في صفوفه بزيارة جديدة لتعزيز العلاقة مع الخليج، قام بها البشير إلى الرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأجرى مباحثات مع الملك سلمان بحث فيها مستجدات الأوضاع في المنطقة.

وتخلل الزيارة توقيع أربع اتفاقيات بين البلدين، تتعلق الأولى بمشروع اتفاق إطاري بشأن المشروع الطارئ لمعالجة العجز الكهربائي (محطة كهرباء البحر الأحمر 1000 ميغاواط مع الخط الناقل)، وتتعلق الاتفاقية الثانية بمشروع اتفاق إطاري بشأن الإسهام في خطة إزالة العطش في الريف السوداني، وسقي الماء للفترة من 2015 إلى 2020، والاتفاقية الثالثة مشروع اتفاق إطاري بشأن تمويل مشروعات سدود.

كما تم توقيع اتفاقية رابعة تتعلق بالشراكة في الاستثمار الزراعي بين وزارة الزراعة في المملكة ووزارة الموارد المائية والكهرباء في السودان، في مشروع أعالي عطبرة الزراعي.

ويرى مراقبون أن تقارب السودان مع الخليج، وبالأخص السعودية، يشكل نقطة قوة ودعم قد تؤدي إلى خطوات لإعادة المحكمة الدولية النظر بقضية توقيف البشير، ويعيق ما وقع من قصف إسرائيلي على مواقع سودانية أربع مرات، وسط صمت دولي بين عامي 2009 و2012، مستهدفة مصنع اليرموك قرب الخرطوم. كما سيبعد التقارب الخرطوم عن طرق أبواب طهران مجدداً كداعم لها، وتغلق بابها نحو أي نية إيرانية بالتوسع أفريقياً.

الخليج أونلاين


‫2 تعليقات

  1. السودان لم يكن غائبا في الأجندة السعودية رغم وهن العلاقات يومها إلا أن ذلك لم يمنع صاحب السمو الملكي المغفور له بإذن الله نايف بن عبد العزيز من زيارة السودان والإلتقاء بالبشير وزيارة حتي أكثر الأماكن توترا دارفور وذلك لنظرتة الأمنية الثاقبة وأن أمن المملكة يتجاوز الحدود وأن ظهرها يجب أن يكون محميا حتي لا تضرب علي وجهها وذلك بقرأة الموقف الأمني علي الأرض السودانية ومن ثم التنسيق بينهما وإتخاذ خطوات غملية عجلت برحيل القذافي وإغلاق الحدود بين السودان وليبيا وتشاد لمنع تدفقات الأسلحة ’ وتقوية الأرض الرخوة التي وجدتها إيران ومعالجة التشوهات في السياسات وحصر سؤ العلاقات في نطاق وإطار ضيق والتحكم بها حتي لايخرج من بين الأيدي وتعتبر هذه الزيارة بمثابة حصان طروادة والسهم الذي أصاب كعب أخيل العلاقات مع إيران.زيارة الوزير عادل الجبير هي الأخري لها أهميتها فقدعمقت من جراح الإيرانيين ذلك لأن معالي الوزير هو العدو اللدود للإيرانيين وليس أدل علي ذلك محاولة إغتياله من قبل الإيرانيين عندما كان سفيرا لخادم الحرمين في واشنطن،عودة العلاقات إلي مجاريها وإضمام السودان للتحالف بمثابة الرئة التي يتنفس بها السودان.