تحقيقات وتقارير

وزير الخارجية السعودي في الخرطوم بعد غياب دام 14 عاماً.. تفاصيل الزيارة


على نحو مفاجئ وصل امس وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الي الخرطوم، زيارة الجبير جاءت بعد 14 عاماً من اخر زيارة قام بها وزير خارجية سعودي (سعود الفيصل) في اواخر ديسمبر من العام 2002،بعدها تراجعت علاقة الخرطوم بالرياض بعد ان اقتربت الاولى من طهران الا ان اللوبي الذي يناهض التقارب الايراني السوداني في الحكومة دفعت القصر لاني ينهي علاقته مع طهران وينتقل الي التحالف العربي الجديد بقيادة الرياض.
ويشير دبلوماسي فضل حجب اسمه لـ(السوداني) الي ان اول مؤشر على تحسن العلاقات بين السودان والمملكة عندما اغلقت الخرطوم في سبتمبر 2014 المركز الثقافي الايراني وطردت موظفيه بحجة تهديده للامن الفكري، وحتى موقف السودان الاخير بقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران “تضامنا مع السعودية لمواجهة المخططات الايرانية” وذلك بعد ساعات من اتخاذ الرياض قرارا مماثلا ردا على اقتحام محتجين ايرانيين لسفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد على خلفية اعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر، ظلت الخرطوم “وفية” لحلفها السعودي حيث تشارك هذه الايام القوات السودانية في مناورات رعد الشمال التي تستضيفها السعودية في حفر الباطن شمالي المملكة.
ويقول الدبلوماسي ” :ان التغييرات التي شهدتها المنطقة فضلا عن ان الاوضاع في السودان تطلبت البحث عن تحالفات جديدة”، ويشير الي ان الخيار الانسب للخرطوم هو الاتجاه نحو الرياض التي وجدت نفسها في مواجهة مد شيعي قوي يحاصرها من اليمن والعراق، ويعترب ذات الدبلوماسي ان زيارة وزير الخارجية الجبير تأتي في هذا اطار خاصة في ظل تصريحات لوزير الخارجية ابراهيم غندور بان السودان يدعم خط التسوية عبر الحوار في سوريا، رغم مشاركته في التحالف الجديد، الذي ربما قاد حملات برية ضد الرئيس بشار الاسد بعد المناورات التي يقوم بها الان، ويذكر ان الجبير قال قبل يومين: “انه اذا ما قرر التحالف ارسال قوات برية الي سوريا فان السعودية ستشارك بقوات برية خاصة، وستكون مهمتها قتال تنظيم داعش”، لافتا الي ان استهداف بشار الاسد يعتمد على توسيع التحالف لعملياته ليشمله.
وزير الخارجة عادل الجبير قال للصحفيين عقب مباحثات استمرت لنحو ساعتين ان زيارته للخرطوم جاءت بدعوة من الرئيس البشير، واكتفى بقول ان ما ناقشه مع الرئيس البشير تركز حول العلاقات الثنائية بين البلدين والاوضاع في المنطقة العربية والاسلامية وعلى رأسها الاوضاع في الصومال واليمن وليبيا وسوريا ولفت الي انه سلم البشير رسالة شفهية من الملك سلمان.
وزير الخارجية غندور بدا حريصا على التأكيد ان مباحثات الجبير مع الرئيس كانت سياسية وليس عسكرية اذ ان الانطباع العام لدي الصحفيين والمراقبين كان يسير نحو ان المملكة تريد الحصول على الدعم العسكري لتعزيز تحالفها الجديد، ويشير غندور ان المباحثات لم تطرق الي مشاركة السودان في تحالف عسكري ضد سوريا وقال ان هذا الامر لم يطرح للنقاش على طاولة البشير والجبير. قطعا الساعات التي قضاها الجبير في الخرطوم تم فيها الكير؛ وما سعى له الرجل حصل عليه وان ابقى على ما سمعه واتفق عليه في رأسه فقط خصوصا بعد حديث وزير الخارجية غندور بان وجهات النظر بين الرياض والخرطوم “تطابقت في كل شيء”.

سوسن محجوب
صحيفة السوداني


‫2 تعليقات

  1. الجماعة مضايقين وجماعتنا علي شفاه الموت………………….انها المصالح

  2. لتصحيح المعلومة اخر زيارة لوزير خارجية سعودي كان عام 2009 وهو سعود الفيصل