مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : المُحرِّض


٭ مساء أمس الأول، لبت قطاعات عريضة دعوة والي شمال كردفان مولانا أحمد هارون بنادي الشرطة بالخرطوم والتي حملت شعار «كتر خيركم وبارك الله فيكم»، حيث شكر هارون الحضور وبحرارة، خاصة الصحفيين والإعلاميين، نسبة لمساهمتهم في إنجاح الدورة المدرسية.. ومولانا كالعهد به يوفي كل ذي حق حقه.
٭ في ذات اليوم كتب رئيس تحرير الغراء «السوداني»، الصديق، الأستاذ ضياء الدين بلال، في زاويته الطاعمة تفاصيل جميلة عن حضوره لجلسة مجلس الوزراء الأخيرة .. وقلم ضياء مثل الكاميرا يوثق التفاصيل عن قرب.. كانت إشارة ذكية منه وهو يختتم زاويته بمدح النائب الأول للرئيس، نسبة لتصديه بموضوعية وهدوء بحسب وصفه لوزير الإعلام أحمد بلال.
٭ والحكاية – كما المعتاد – بحسب ما أبلغنا ضياء أن وزير الإعلام، استغل الجلسة للتحريض على الصحف، فكان رد النائب الأول: «يجب ألا يضع بعض الوزراء إخفاقاتهم على ظهر الصحافة، فهي تلتزم بالموضوعية والإيجابية وقتما توفرت لها المعلومات».
٭ ألقم النائب الأول، الوزير حجراً ، وهو يطالب بأن لا تكون الصحافة «الحيطة القصيرة التي يعلق عليها وزراء فشلهم»، وليت بلال يستوعب رسالة النائب الأول.. بينما مولانا هارون الذي يقدر الصحافة أيّما تقدير، يلقم الوزير حجرين، وهو يحرجه باحتفائيته التي أمنت على دور وأهمية الصحافة، كما أنه- أي هارون- يتواضع أمام الصحافة والإعلام ويقول «قدامهم مافي كلام».
٭ لكن من يبلغ بلال بذلك، ولا أدري لماذا يبدو الرجل ملكاً أكثر من الملك نفسه «الحزب الحاكم»، وهو في كل مرة يظهر عداءً سافراً للصحافة ويظهر عدم تعاوناً تجاهها.. تخصص بلال في إطلاق التصريحات المنفره وقريباً من ذلك «أوقفنا الصيحة وسنوقف غيرها».. يعادي الرجل الصحافة دون مبرر، رغم أنه وزير الإعلام، المنوط به التعاون مع الصحافة وتسهيل مهمتها، وقد سعى من قبل لإقامة محكمة مختصة لتفصل في قضايا النشر.
٭ إن ما يقوم به بلال من تحريض ضد الصحافة، يسيء للحكومة ولو كانت تعلم ذلك فتلك مصيبة وإن كانت لا تعد ذلك انتقاصاً منها فتلك مصيبتان.
٭ أول لقاء لبلال مع الصحافة عقب تسلمه لمهامه خلفاً للوزير الشهيد غازي الصادق في يوليو 2012م تعهد بان لا تتوقف الصحف في عهده، ولكن ما أسهل ان يتعهد المسؤول.. لن تتقارب المسافة بين الحكومة و الصحافة طالما كان وزير الإعلام نفسه شاهراً سيفه ومتحسس من الصحافة.
٭ أسأل نفسي كثيراً، لماذا يستعدي بلال الصحافة وهي لم تفتح ملفه عندما كان معارضاً، مقيماً بالقاهرة؟