مقالات متنوعة

د عبداللطيف محمد سعيد : مدينتا غير نظيفة ام وسخانة؟


في الجمهورية التي تعاني من الاوساخ يطل علينا الوزير المسؤول مستنكراً ان يطلق على عاصمته انها من اوسخ العواصم ويقول انه يجب ان يقال نظيفة وغير نظيفة! ونقول لسيادته ما الفرق بين غير نظيفة ووسخانة؟ ونضيف اننا كنا نقول الاوساخ وكانت مدينتنا انظف واجمل مما هي عليه اليوم… واليوم ومدينتنا من اوسخ عشر عواصم في العالم تريدنا ان نقول غير نظيفة؟ وهل لو قلنا نحن انها غير نظيفة بدلاً من عبارة اوسخ هل هذا يغير في الامر شيئاً؟ الاخ الوزير هل تعرف ان حاج احمد هو احمد؟
واذا اقتنعنا نحن مواطني المدينة التي تعد من اوسخ عشر عواصم هل سيقتنع الاخرون؟ هل مجرد اطلالتك عبر تلفزيون المدينة سيعدل قواميس اللغة التي اعتدنا ان نتعامل بها منذ سالف العصور والازمان؟
هل طلتك من خلال تلفزيون العاصمة التي جاءت في قائمة اوسخ عشر عواصم ستجعلنا نقول النفايات بدلاً عن الاوساخ؟
اما بقية حديثك عن عاصمة عربية بانها تريد ان تصدر اوساخها الىينا وانها ستدفع فنقول لك عفواً اوساخنا ولا نفايات هذه الدولة! عملاً بالمثل للالوبنا ولا تمر الجيران؟
واننا لن نوافق ان تستورد لنا اوساخ الاخرين حتى ولو اسموها نفايات… واننا لن نكون (كوشة العالم) لمجرد انهم سيدفعون!
ان مدينتنا تعاني من الاوساخ وهذا الامر لا يخفى على من يملك النظر او سار يوماً عبر شوارع المدينة وشاهد غياب سيارة حمل الاوساخ.
اما حديثك عن تدوير النفايات وان ذلك يبدأ من المنازل فنقول لك هل المنازل تملك كميات من النفايات التي تحتاج الى تدوير من المنازل؟ وهل يعلم سيادتكم ما نوع الاوساخ التي تخرج من اغلب منازل المدينة؟
اننا وقفنا كثيراً في مقام النفايات وعن غياب عربة حمل النفايات وعن طريقة جمع النفايات ولكن اسمعت حياً اذ ناديت! فلا احد يسمع ولا احد يتخذ قرارات من اجل نظافة المدينة… في الغالب عندما يتحدثون عن النظافة يقرنون حديثهم بالعقوبات… بالرغم من اعترافهم بالعجز وغياب عربة حمل النفايات وتراكم النفايات بالطرقات… وكتبنا وتساءلنا عن اسسباب غياب عربة حمل النفايات ولم نسمع رداً رغم كثرة التصريحات التي قلنا ان التصريحات لن تجمع النفايات بل تعرضنا لشعارات رفعت في شوارع المدينة وقلنا ان الشعارات وحدها لا تكفي وان العمل على نقل النفايات او الاوساخ يأتي اولا قبل التصريحات… وعندما نواصل الكتابة يطل البعض ويصرح بعجز الولاية عن حمل النفايات او الاوساخ ولكن هذه المرة وبعد استلام منحة من دولة صديقة تغيرت النبرة واطليت علينا مطالباً باطلاق عبارة غير نظيفة بدلاً عن وسخانة! هل مجرد استنكارك سيجعل المدينة نظيفة؟ اننا سنستعمل كلمة وسخانة رضيت ام ابيت الا اذا تغير الحال وصارت المدينة نظيفة وهذا لا يتم بالتصريحات ولكن بالتخطيط والعمل… اننا سنساندكم وندعم كل خطواتكم من اجل ان تصبح المدينة نظيفة ولكن عليكم اطلاق صافرة البداية.
واخيراً نتساءل هل مدينتا غير نظيفة ام وسخانة؟
والله من وراء القصد