تحقيقات وتقارير

ما الذي يدور داخل الأسواق الشعبية !


ما الذي يدور داخل الأسواق الشعبية؟ سؤال يتبادر لذهني باستمرار وانا اهم بدخول سوق (مايو) وهذا السوق وبالرغم من انه تأسس منذ اكثر من عشرين عاماً الا ان كل شيء فيه قديم، كل شيء يباع بالقطاعي وبالكوم، عرجنا على سوق بشائر بمايو جنوب الخرطوم مدخله من الناحية الشرقية خور على الجانبين وترمى به الاوساخ والنفايات ويوجد به ممر ضيق يقدوك الي دلالة الاثاثات المستعملة، توقفت عند احد محل الاثاث ليجيبني محمد عبد الرحيم: اسعار الاثاث مناسبة جدا فكل هذه الاشياء تأتي لنا مكسرة ونقوم بصيانتها وسعرها قليل لتناسب حاجة المستهلك الذي لايقوى على شراء الجديد. وسعر طقم الجلوس من 500-100جنبه اما المقاعد الخشبية 150 جنيه وتتكون من 6 قطع.
وبداخل احدى الرواكيب التي تم انشاؤها من بقايا القصب الحصير يجلس العم رمضان احد المنجمين والوداعين. والرجل كسب شهرة في المنطقة ودلفنا الي داخل الراكوبة وجلسنا على حجارة الطوب البلك التي قام برصها ليجلس عليها الزائر، ويقول: “انا اعمل في هذا المكان ما يقارب 7 سنوات واعالج امراض كثيرة من خلاصة الاشجار ومن اعشاب طبيعية لمعالجة الام الراس و الصداع وآلام البضن وفك العوارض ومعالجة السحر ويضيف كذلك لدي عرق المحبة و يأتي لي ناس من مختلف طبقات المجتمع.
وتقول المواطنة نجود عثمان ان هذه هي المرة الاولى التي ازور فيها هذا السوق ووصفته لي احدى صديقاتي وقال لي انه رخيص، وانا اقوم بالتجهيز لزواج اختي واردت شراء ستائر بثمن قليل لذلك اتيت الي هنا، وتقول حاجة حليمة التي تمتلك منزلا مقابلا للسوق والتي تقوم بإيجار السرائر ليفرش عليها التجار البضائع ، ان حركة السوق لا مثيل لها فكان يأتي لنا اجانب يشترون الملابس المستعملة ويقولون انهم سيرسلونها لأقاربهم في مناطق نائية واصبحت الحركة بطيئة بسبب قرار الازالة لذلك خفت الحركة.
مشهد سيدة في العقد السادس من عمرها تفترش بقايا خضروات على الارض خضروات مختلفة وتالفة ضمن المعروضات مثل البص والبطاطس وغيرها وجميعها لا يصلح للطبخ وليس ببعيد عنها مشهد آخر من كيمانن اللحوم والوزن بالكوم وليس بالكيلو او أي معيار ثابت اخر والكل يبيع على هواه. في السوق اللحمة على شاكلة احشاء الخرفان والتي منظر عرضها المعلق وفي انتظار جفافها وكذلك تعلق الشحوم ليتم بيعها لطالبيها بعد ان تجمعت عليها اسراب من الذباب.
ومنظر قرون الثيران والابقار وهي مكومة في وسط السوق وتجمع الصبية حولها مشهد آخر يضفي نوعا من الفضول بالرغم من ان هؤلاء الصغار يذهبون بها لمنازلهم ليستخدمونها كمناظر طبيعية.
المواطن محمد أبكر الذي يسكن بمحاذاة السوق يحكي لنا سر معاناتهم بقوله: “نحن من اكثر ناس المتضررين من هذا السوق نظرا للنفايات التي تتكوم في السوق وبعض التجار يجلبون النفايات بالقرب من المنزل الامر الذي يسبب ازعاجا لعائلتي بسبب الذباب والباعوض وهذه المنطقة لم تدخلها عربة نفايات منذ فتره فآخر مرة كان شهر سبتمبر الماضي، مع العلم بانهم يجمعون رسوم النفايت بشكلك مستمر حتى يناير الماضي وتحصلون على مبلغ 20 جنيها من كل فرد وتاجر.
وعند مكتب تنظيم ورقابة السوق لفت انتباهنا الابواب وهي مغلقة تماماً وافادنا احد البائعين ان هذا المكتب مغلق لاكثر من اسبوعين وتساءلت في نفسي هل كان هناك تنظيم ورقابة على السوق من قبل ؟

مهاد عبد الرحمن
صحيفة السوداني