مقالات متنوعة

نجل الدين ادم : محك تطور العلاقات مع “جوبا”


استبشر الجميع خيراً بعودة العلاقات مع دولة جنوب السودان سيما بعد توجيهات الرئيسين المشير “البشير” والفريق أول “سلفاكير ميارديت” بوضع فتح الحدود موضع التنفيذ والترتيب لتنفيذ الاتفاقيات المشتركة التي وقعت في وقت سابق من قبل الجانبين.
وبالفعل تلطفت الأجواء وبدأ تحرك فعلي لذلك، حيث وجهت القيادة في “جوبا” بسحب قواتها من الحدود وإزالة كل ما من شأنه أن يعوق الحركة، وفي المقابل لم تخب الحكومة في “الخرطوم” طلب حكومة جنوب السودان بخفض رسوم عبور النفط الجنوبي عبر أراضيها، وبات المواطنون في البلدين في انتظار عودة التجارة بين البلدين وعودة عبور نفط ولاية الوحدة للضخ مرة أخرى سيما بعد أن تم اتفاق بين الرئيس الجنوبي “سلفاكير” وبعض الفرقاء ونائبه السابق د.”رياك مشار” الذي عاد لمنصبه مرة أخرى بموجب هذا الاتفاق.
بشكل عام وجدت خطوة إعادة ترميم العلاقات مع جنوب السودان وتفعيل الاتفاقات الموقعة صدى واسعاً من قبل اللاجئ والنازح الجنوبي الذي عانى من الحرب في ثوبها الجديد والجوع وعدم الاستقرار بعد أن تبددت الأحلام.
لكن تواتر الأنباء التي تتحدث عن استمرار دولة جنوب السودان في الإيواء لبعض قيادات الحركات المسلحة السالبة هناك، يُعقد من مهمة المضي في تطوير العلاقات وانسياب ما تم الاتفاق عليه بالنحو المطلوب.
قبل أيام حلت قيادات من حركة “عبد الواحد محمد نور” في “جوبا” حسبما حملت الوكالات، واجتمعت بمسؤولين جنوبيين هناك، يوم (أمس) أيضاً تكرر سيناريو مشابه، حيث وردت معلومات حملتها الصحف عن انخراط وفد من متمردي قطاع الشمال بقيادة “ياسر عرمان” و”عزت كوكو” في اجتماعات مغلقة بـ”جوبا” مع قيادات في الجيش الشعبي بحضور مسؤولين في وزارة الدفاع بجنوب السودان.
وحسب ما أوردت الصحف يوم (أمس) أن اللقاء الذي انعقد بترتيب من قيادات جنوبية بحث إمداد متمردي قطاع الشمال بالنيل الأزرق وجنوب كردفان بشحنات كافية من الأسلحة والذخائر المتنوعة في إطار ترتيبات لشن هجمات وأعمال عدائية ضد السودان انطلاقاً من أراضي الجنوب، ووفقاً للمصادر نفسها فإن اللقاءات التي أجراها “عرمان” وآخرون شملت إلى جانب قيادات بوزارة الدفاع والجيش الشعبي، هذا الخبر من الخطورة بمكان وشأنه أن يعيد العلاقات بين البلدين إلى المربع الأول، وهذا يؤكد أن دولة جنوب السودان بها تياران في الحكم، أحدهما مع التقارب في العلاقات والآخر ضده تماماً!
ففي كل الأحوال أمام حكومة جنوب السودان خيار واحد إذا أرادت بالفعل للعلاقات أن تمضي إلى الأمام وهو أن تثبت عدم صدقية ما ورد بالدلائل والبراهين وإلا فإن السكوت سيكون دليلاً قاطعاً على صحة المعلومة، حينها تكون “جوبا” قد اختارت أن تنسف هذا التطور في العلاقات بتأشيرة دخول لهذه الحركات المسلحة وبالتالي تنتفي المصداقية وتتبدد أحلام الملايين من النازحين واللاجئين ونعود إلى المربع الأول.