أم وضاح

مشروعي !


من قال إن العقلية السودانية لا تستطيع أن تنتج وتنفذ برنامجاً على مستوىً عالٍ من التقنية والإبهار والاحترافية، يشد المشاهد ويحوله سريعاً على متابعته ليلغي بذلك نظرية أـنك إذا أردت أن تضمن نجاح برنامج فلابد أن تجعل الغناء فقرة ثابتة به لتصبح (ملحه) الذي يجعله صالحاً للتناول. من قال ذلك والنيل الأزرق تقدم برنامجاً ناجحاً وجاذباً اسمه (مشروعي) يرتكز بناؤه على روح المنافسة والتشويق، لكنها منافسة من نوع آخر وليست كما تعودنا أنها غناء أو مطارحة شعرية أو أي من أشكال المسابقات المعروفة. ومشروعي برنامج يحفز على الاجتهاد العلمي ويحرض على الابتكار والاختراع لنكتشف ومن خلال كل حلقة، أنه عندنا (شباب زي الورد) عقولهم خصبة وريانة زي جروف النيل، فقط هي محتاجة للدعم والسند والتمويل لترى النور مما يحرض البقية الباقية على السير في ذات الدرب. ولأن الفكرة غير مسبوقة كان لابد أن يكون الإطار الذي ترسم فيه بذات الحجم وذات الألق، وهو ما ألقى بمسؤولية كبيرة على أكتاف الإنتاج والإخراج والتقديم وهو المثلث السحري الذي لو أنه اكتمل واترسم كما يجب يحقق البرنامج النجاح ويحصد المشاهدة العالية.. ودعوني أتوقف قليلاً عند التقديم ومهمته تسند للمذيع الشاب “محمد عثمان” الذي نافس نفسه هذا الموسم واستثمر نجوميته وخبرة السنوات، ليظهر بهذا الثبات ويحشد عبارات التشويق والإثارة لحظة إعلان الفائزين، أما الإخراج “فخالد بابكر” بهذا البرنامج وضع أقدامه على أول عتبات الخروج من المحلية (المقعدة) والبرامج الساذجة، وحركة الكاميرا الرشيقة ولقطاتها الخاطفة تؤكد أن خلفها مايسترو بارع ممسك بأدواته، ويتجلى ذلك في المحطات الخارجية المصنوعة باحترافية ومهنية عالية. أما الديكور فحدث ولا حرج إذ أنه بلغ حد الفخامة التي ننتظر أن نشاهد عليها برامجنا ومعظمها لا يخرج عن كرسيين ومذيع وضيف وهو ذات الأسلوب المتبع منذ أن انطلق البث التلفزيوني محلياً ثم عالمياً، ليؤكد بذلك مخرج (مشروعي) أنه بالإمكان أفضل مما كان ليبدو (مشروعي) وأنت تشاهده وكأنه معروض في الـ(إم بي سي) أو (إل بي سي) حتى تصافح عيونك شاشته الزرقاء، وتتبين أنك تشاهد فضائية سودانية بالروح والملامح.. ودعوني أقول إن نجاح البرنامج ما كان ليكتمل لولا وجود لجنة تحكيم متمكنة ومذاكرة تماماً بدلالة الملاحظات والأسئلة التي توجه للضيوف، وإن كنت أثمن وبحرارة انضمام البروفيسور “عبد اللطيف البوني” للجنة التحكيم والذي منح البرنامج بتعليقاته خفة في المحتوى ورشاقة وذائقة منوعات خففت من الجرعة العلمية فيه.
في كل الأحوال التحية للنيل الأزرق على هذا البرنامج المعمول ومطبوخ ليتأكد حديثي السابق أن الرعايات المحترمة للبرامج المحترمة ممكن جداً تغير من رسالة الإعلام وتوجهها التوجيه السليم، ودعونا من (مشروعي) نرسم ملامح (مشروع) إعلام سوداني ناضج ومحترم.
كلمة عزيزة
لا أدري كيف يقول وزير الإرشاد إنه أصدر قراراً قضى بموجبه إيقاف الحج عبر الوكالات، عازياً ذلك لكثرة شكاوى الحجاج منها. وفي ذات السياق هناك ثمة مشروع لقانون قدمه المجلس الأعلى للحج والعمرة بضرورة الخصخصة التدريجية للحج. لا أدري كيف يستوي هذا بذاك ومن وين الوكالات مقصرة في التزامها تجاه الحجاج، ومن وين سيسند الحج للقطاع الخاص والذي من ضمنه هذه الوكالات،لأن الحديث بهذا الشكل يعتبر قمة الازدواجية في الفهم وفي السياسات المنظمة لشعيرة الحج وكدي النشوف أخرتكم!!
كلمة عزيزة
برنامج (صدى الأحداث) الذي تقدمه “نسرين سوركتي” على فضائية (الشروق) ليس له علاقة باسمه على الإطلاق فليس فيه صدى ولا حدث، والبرنامج بارد وإيقاعه بطئ، ومقدمته تظن أن (جدية) الحلقة تكون بتقطيب الجبين وصرة الوجه طوال زمن الحلقة!!