صلاح الدين عووضة

(عمك)!!


* ثقافة التعامل بين الناس تدل على مستوى التحضر بينهم ..

*وناشر صحيفة (الجريدة) لديه ملاحظة في هذا الصدد أشرت إليها مرة..

* فقد قال عوض محمد عوض – بعد اغتراب طويل بأسبانيا – إن السودانيين لا يجيدون ثقافة الشكر .. يعني الواحد يمكن أن تفسح له الطريق تأدباً” – في الشارع العام – فلا يكلف نفسه (واجب) شكرك ..

* ولا يحسن – كذلك – ثقافة الاعتذار ولو تأخر أحدهم عن الموعد المضروب بينكما لأكثر من ساعة.

* ونضيف- من عندنا- أنه لا يعرف ثقافة التخاطب عند المناداة أيضا”..

فعادي جدا” يمكن أن تسمع مفردات من قبيل (ياعمك) و(يازول) و(ياهوي) إن كان المنادى رجلاً”.

* أما إن كان إمرأة فيمكن أن تسمع (يا حاجة) و(يا خالة) و(يا ولية ).

* ومعروفة حساسية المرأة – في كل مكان- مع المفردات ذات الدلالة العمرية.

*وقبل أيام جذب انتباهي نقاش عابر – في مطار الخرطوم- بين سوداني ومصري.. فالسوداني أراد قلماً من المصري فصاح فيه (عمك، قلم) دون حتى أن يلحق بطلبه عبارة (لو سمحت).. فما كان من المصري إلا أن رد عليه بدهشة بدت على ملامح وجهه (عمي؟ مين عمي ده؟!) .

* ويبدو أن كلمة (عمك) أثارت من حيرته ما صرف عن سمعه الأخرى التالية لها ..

* فالمصريون من شعوب الأرض التي تتحلى بثقافة التخاطب على نحو يعكس قدراً عالياً من التحضر ..

* وعند المقارنة بيننا وبينهم نجد البون شاسعاً في هذا المجال رغم أننا أهل حضارة لا تقل عراقة عن التي يفاخرون بها .

* طيب ما الذي يجعلنا بعيدين عن ثقافة التحضر التخاطبي وهم أهل ذوق وكياسة ولباقة ؟!

* هذا هو السؤال الذي يجب أن نبحث عن إجابته في دواخلنا دونما عقد وحساسيات وادعاءات كاذبة ..

* انظر إلى الأثر النفسي الطيب لمفردات من قبيل (يا أستاذ) و(يا باشا) و( يا أمير) في مقابل (يا عمك) و(يازول) و(ياهوي)..

* وانظر إلى الأثر المماثل لمفردات من شاكلة (يا آنسة) و(يا هانم) و(يا مدام) في مقابل (يا حاجة) و (ياخالة) و(يا ولية )..

* ثم انظر – فوق ذلك – إلى مصطلحات الشكر أو الاعتذار الرقيقة لديهم في مقابل عدم الشكر أو الاعتذار أصلا” من جانبنا ..

* وقد حكى لي شاب سوداني عن اختلاف ردة الفعل من تلقاء صحفي ابن جلدته وآخر مصري تجاهه عند إبداء إعجابه بكليهما في مناسبتين مختلفتين. . قال إن السوداني – وهو كاتب صحفي معروف- اكتفى بغمغمة مبهمة وهو يمد نحوه يداً (باردة)..

* أما المصري فقد جذبه إليه ليطبع على رأسه قبلة وهو يقول بحرارة (متشكر يا ابن النيل، ده شرف عظيم لي )..

* وفي مدينة بحري متجر شهير يبدو أن صاحبه (تطبع) مع مفردة (عمك) من كثرة ما نودي بها ..

* فوضع على واجهته لافتة ضخمة كتب عليها (عمك بحر ) .

وبضخامة (بحر عمك) مصيبتنا مع ثقافة (ياعمك!! ) .


‫2 تعليقات

  1. شنو ياعمك انت ماسوداني ولاشنو
    وماذا تعني الثقافة إذاً تخلينا عن هذه العبارات
    وأما كلمات استاذ وهانم وماشابها ذلك فهذه تعد من ثقافة الغير ويمكن ان نطلق عليها الأثتكيت الجديد يامزمزيل وياست وياتيتا وياباشا لا تتماشا مع الثقافة السودانية العويل الشفع الجنيات الحاج والحجة والخالة والعمة
    بس الشي المحيرني كلمة (هووووووي دي)
    هوي يازول ………

  2. يا عـــمـــك .. سلامات يا استاذ صلاح بالنسبه لموضوع المقال الجميل افيدك انه يشيع استخدام هذه الكلمه التى تاتي بعد حرف النداء (يا ) بين الشباب وانا على سبيل المثال احدهم لكن لا ننادي بها من هم اكبر سناً مننا و كذلك لاننادي بها من هم ليسو على علاقه اجتماعيه بنا ( يعني الزول بالغ مع المصري ) مع اني كتاكد انه لم يقصد ان يقلل من احترامه او كذا ، والمصريين لا تغرك حلاوة لسانهم و تلك المصطلحات التي ذكرتها فهي لاتصدر منهم من باب الاحترام بل من نافذة الانتفاع و التملق فان وجدك انسان فقير لن يناديك مثلما ينادي الوجيه مادياً .