هيثم صديق

خروج الرمادي من الألوان


والرمادي في العراق قصص وحكايات لم تنته بالحشد الشعبي ولا ابتدأت بجيوش التتر.
من تتبع التاريخ لن يجد اختلافا إلا في أسماء الضحايا والأبطال وأرض العراق مثل قبور أبي العتاهية ساخرة من تزاحم الأضداد.
الرمادي على نطاق الألوان أيضا صاحب النصيب الأول في سكنى الساسة فيه قبل أن يمحى اليوم من الألوان ويلحق بالأخريات.
لم يبق إلا أسود وأبيض مع أو ضد. وأمس وجد اللبنانيون أنفسهم خارج اللون الرمادي.. عليهم أن يختاروا ما بين إيران والخليج.
لم يختاروا فاختير لهم.
في خطوة مزلزلة قلصت السعودية تمثيلها الدبلوماسي.. فلقد كانت تظن بعد الدعم الذي تدفعه للبنان أن بيروت ستكون أول من يحتج على حرق السفارة السعودية في طهران. ولكن لبنان محكوم جلها بالعمامة السوداء.
ستواجه لبنان أياما وربما سنوات عصيبة قادمة فالمال السعودي هو الذي يسير الحياة في لبنان من لدن السياحة وحتى القنوات الفضائية.. السواحل اللبنانية ستفرغ كشرم الشيخ وتونس والنجمات اللامعات سيهاجرن من بيروت إلى عواصم أخرى..
الرمادي أصبح من الماضي إما أبيض أو أسود والأبيض لا يعني بأية حال راية الاستسلام ولا الأسود يعني الرايات الداعشية حتى الأبيض سيكون ألوانا بيضاء مختلفة والأسود سيكون ألوانا سوداء مختلفة ولعل الرياض قد أرسلت بهذه الخطوة رسالة لعاصمة كبرى تطمع في أموالها ولا تهتم لآلامها.
وأوروبا التي فارقت الرمادي أيضا كما انسحبت منه –منها- أمريكا ها هي تتوجه لدول الخليج بأن تفرض ضرائب.
إن جالون النفط الأسود سيكون أرخص من جالون الماء ولعل زمان المقايضات سيرجع من جديد لتكون التجارة البكماء قريبا من جديد على مسرح اللونين.
والظلمة تحب النور أغنية إبراهيم عوض تتحول من المنوعات إلى السياسة كما ستفعل قنوات فضائية قريبا بلغ بإحداها أن خصصت برنامجا لبث النكات الإباحية على الهواء.
الخرطوم عادت إلى أرشيفها الأبيض وأسود وإلى أيام اللاءات الثلاث وأمسكت كما السابق بالخيوط من جديد بماء مسكوب على الدوام وجيش متأهب على الدوام وفوق ذلك أرض بكر وشعب بكر لم يبع من مبادئه إلا القليل.
………
ويا لابس البمبي.. الفلنتاين الجاي إما بالأسود أو الأبيض.