مقالات متنوعة

هنادي الصادق : حدد موقفك يا كمال


* كعادته في عدم معرفة فضيلة (الصمت)، وعدم سماعه علي ما يبدو بأن الصمت من ذهب، ولأن المعارض السابق والموالي الحالي كمال عمر لا يلتزم أبدا بأدب المعارضة المتعارف عليه، فلم نستبعد تصريحه الأخير (المكرر) بدمغه للمعارضة بالجلوس مع دوائر استخباراتية لتأزم الوضع على البلاد، معتبرا أنها لا تفرق بين خلافاتها السياسية والوطن.
* كمال عمر (الموالي ثم المعارض ثم الموالي حاليا) يري من وجهة نظره أن الأحزاب الرافضة للحوار لديها أجندة لتصفية الجيش ومؤسسات الدولة، وأنهم لن يسمحوا بانهيار البلاد.
* لنقف قليلا عند (لن نسمح).
* من أنتم؟
* وبعد الإجابة التي يعرفها أي قارئ ولا تحتاج منا لتفصيل نشير إلى أن السيد كمال عمر ممثلا للمؤتمر الشعبي(الإسلامي الحردان)، أن الحردة أنتهت بزوال المؤثر، بعد أن ثبت الشعبي (وتده)في مشروع الحكومة القادمة، ولم يعد في حاجة لمساندة أو دعم المعارض كما يدعي، ولا ندري عن اي معارضة يتحدث عمر.
* عمر أكد أن إن الحوار أكبر مشروع سياسي في تاريخ السودان لم تطرحه حتى الأنظمة السياسية التي تدَّعي الديمقراطية، وله نؤكد أن الحوار أكبر (كذبة في تاريخ السودان السياسي)، وهو عبارة عن (برنامج ضخم) إستحدثته الحكومة لكسب المزيد من الوقت ولتغبيش الصورة أكثر علي المواطن البسيط، مستفيدة من (ضعف أحزاب المعارضة)الحقيقية وليست المعارضة المزيفة التي أتوا بها للمشاركة في هذا الحوار.
* حديث فيه الكثير من الأجندة والتي استغل فيها الجيش لتأليبه ضد المواطنين، وتثبيت فكرة إستهداف المعارضة للجيش هي فكرة قديمة جدا وفطيرة للغاية لم تعد تجدي نفعا بعد أن إنكشف المستور وبانت الحقائق كاملة أمام الجيش والشرطة وكل المؤسسات النظامية التي هي جزء أساسي من مكونات المجتمع المطحون، لأنهم وبإختصار لا ينفصلون عن المجتمع باي شكل من الاشكال.
* كمال عمر وحزبه والمؤتمر الوطني (وجهان لعملة واحدة)، وتغير مواقف الشعبي وناطقه الرسمي من الحكومة بين عشية وضحاها بعد أن ضمن عودته للحكم قريبا، ينطبق عليه المثل القائل ( يا فيها يا أطفيها).
* قبل أكثر من خمس سنوات بالضبط، كان المحامي كمال عمر عنصرا اساسيا وعضوا بارزا في تجمع المعارضة، وتشهد علي ذلك منابر(صحيفة أجراس الحرية)والتي شكلت هاجسا أرق مضاجع النظام وقتها.
* فلم يخلو منبر معارض من وجود كمال عمر الذي كان عدوا لدودا لهذا النظام، ولعل تصريحاته الموثقة علي اليوتيوب في قناة الجزيرة وبرنامج (الإتجاه المعاكس)تعكس بجلاء حقيقة الرجل (معارض الأمس، موالي اليوم).
* تصريحات متقلبة ومتناقضة تهدف في مجملها إلى البحث عن موطئ قدم في مولد النظام المتهالك.
* لغة حوار ركيكة واسلوب ضعيف في مخاطبة قلوب المواطنين قبل عقولهم، لغة كمال عمر الناطق الرسمي بإسم الشعبي تحتاج لإعادة صياغة، والجيش الذي يستخدمه كأداة لتصفية حساباته مع الخصوم، لا يحتاج لتكتيك وتكانيك كمال عمر أو غيره من المؤلفة قلوبهم، وكمال نفسه يعرف أكثر من غيره الكيفية التي تتم بها تصفية الجيش من أبناء السودان البررة لتثبيت أركانه بالموالين.
* الحكومة العريضة أو الإنتقالية ، أو غيرها من المسميات الإنقاذية لن تغني الشعب عن مطلب الدولة المدنية التي يحلم بها كل سوداني غيور.
* وعلي كمال عمر أن يحدد موقفه السياسي فورا هل هو مؤتمر وطني؟ أم مؤتمر وطني ؟؟؟