تحقيقات وتقارير

غندور في ورديّته الأولى… ماذا يفعل بسياسات السودان الخارجية


إذا بدأنا تحليلاً لأداء غندور في ادارة الدبلوماسية السودانية فلا بد من فتح الملف الأهم الآن بالنسبة للخرطوم وهو الانفتاح على دول الخليج وفي مقدمتها السعودية، وسنجد ان الخرطوم فعلت كلما يجب في اطار فتح هذا الباب المغلق اذ بدأت تدريجياً في الانسحاب من تحالفها مع ايران باغلاق الملحقية الثقافية الايرانية بالخرطوم، واتهام طهران بنشر المثهب الشيعي، ليتصاعد الموقف باعلان الرئيس المشير عمر البشير المشاركة في عاصفة الحزم لمقاتلة الحوثيين باليمن، ويقول المحلل السياسي مجذوب عبد الرحمن ان السودان ادار ملف التعاون مع الخليج بشكل جيد لكن يحتاج لان يضع خطة واضحة يكون هنالك حد فيها لهذا التعاون، ويضيف لـ(السوداني) ان غندور لم يحدد حتى الآن الي اين يمكن ان يذهب السودان مع حلفائه الخليجيين خاصة انهم في مرحلة حرب قد تمتد في اليمن وبعدها قد يكون هناك تدخل في سوريا.
بروفيسور غندور ما زال يقول ان موقف السودان من الحرب في اليمن وغيرها ليس مدفوع الثمن ولكن في السياسة كل شيء له ثمن كما يقول الخبير الدبلوماسي السفير السابق مختار محجوب، ملاحظة اخرى في ملف العلاقات مع الخليج وفي ذلك يقول المحلل السياسي مجذوب عبد الرحم ان الخارجية يجب ان لا تهمل قطر في اطار تعدد وانفتاح يجب ان يسيطر على استراتيجية السودان الخارجية وقطر ما تزال لاعبا اقليميا مؤثراً يجب الاستفادة منه وعدم اهماله.
في ملف العلاقات مع دولة الجنوب يقول البعض انها اصبحت مهملة ولم تسهم الخرطوم كثيرا في توسيع نفوذها جنوباً، بالمساهمة في عملية السلام، اذ يقول الكابت الصحف الجنوبي ستيف لونج، ان الخرطوم لم تنفتح كثيرا على جوبا وانها اهملت الملف بعد هدوء العمليات العسكرية للحركة الشعبية قطاع الشمال واضاف ان قرار فتح الحدود بين البلدين مهم ولكن الدبلوماسية السودانية ما تزال تترك مساحات واسعة ليوغندا وكينيا وأثيوبيا في تشكيل الواقع في جنوب السودان، رغم ان السودان من اكثر الدول التي يجب ان تكون معينة بهذا الملف لانه يمس امنها القومي في المقام الاول.
في الملف القديم المُتجدِّد المتعلق بالعلاقة الامريكية السودانية لم يتقدم غندور كثيرا في حسم هذا الملف وان كان بعض التقدم يحسب له خاصة بعد لقائه الرئيس الامريكي باراك اوباما في قمة متعلقة بالوضع في دولة جنوب السودان بجانب تخفيف بعض العقوبات الامريكية على السودان، لكن اوباما ذاته جدد قانون العقوبات على السودان، وما تزال الخرطوم في قائمة الدول الراعية للارهاب، وان القائم بالاعمال الامريكي بالخرطوم قال وهو يغادر الخرطوم ان هناك شروطا اذا لم تنفذها الخرطوم لا يمكن الحديث عن تطبيع العلاقات خاصة قضية ايقاف الحرب والتحول الديموقراطي، بجانب ملف حقوق الانسان ليرد عليه وزير الدولة بالخارجية كمال علي، بان هذه الشروط اقرب للرهن العقاري واضاف: “ان حكومة الخرطوم لم تقبل شرطا سابقا وستظل لا تقبل شروط الا التي تراعي مصالحها منوها الي ان مسألة حاجة العلاقات للثقة”.
العلاقة مع مصر يحددها أمران: قضية سد النهضة، بجانب قضية حلايب، وغندور في ملف سد النهضة لم يخرج من حالة الوضع (البمبي) الذي يكون فيه السودان اقرب للوسيط في الازمة بين اديس ابابا والقاهرة دون ان يحدد موقفه بشكل واضح، وقال المحلل السياسي ادريس مختار ان موقف السودان فيما يتعل بسد النهضة الوسيط باعتبار ان اللسودان مصالح مائية يمكن ان تتضرر مضيفا انه اذا كانت مصر الان لا تطالب الخرطوم بموقف محدد سيأتي يوم تكون فيه الاطراف الثلاثة مطالبة بموقف محدد، ويجب ان لا يُترك الباب مواربا، واذا كانت العلاقات الخارجية السودانية محددة بالمصحلة فان الموقف يجب ان يتسق مع هذا الامر، اما قضية حلايب فيقول ان غندور يتعامل مع الامر بشكل جيد فلم ينسق وراء الرأي الذي بدأ يتشكل عقب الاعتداءات التي تمت من قبل الشرطة المصرية على بعض السودانيين في القاهرة، والحديث عن فتح حلايب الا ان غندور اثبت احقية السودان بالمنطقة وانه يقوم بتجديد الشكوى في مجلس الامن.
زيارة البروف غندور الي الاتحاد الاروبي التي اعتبرتها وزارة الخارجية نصراً وتقدم كبير للعلاقات بين البلدين، لم يخرج منها الكثير رغم الشروط التي وجدها غندور في بروكسل عند لقائه الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية فيديريكا موغيريني التي تحدثت عن التسوية السياسية عبر الحوار وقضايا الحرب المحلل السياسي مختار يقول ان ملف العلاقات مع الاتحاد الاوروبي اقل صعوبة من الملف الامريكي خاصو ان هناك تعاونا كبيرا بين هذه الدول خاصة بريطانيا التي لديها علاقات قوية مع الخرطوم، مشيرا الي ان الدول الاوروبية تحتاج مساعدة السودان في ملف الهجرة غير الشرعية باعتبار السودان من اكبر بلدان العبور وهذا الملف يمكن ان تستفيد منه الخرطوم في تعميق علاقاتا مع الدول الاوروبية مضيفا ان غندور لم يسع الخروج بموقف داخلي يدعم نظرته في قضايا المفاوضات مع الحركة الشعبية –شمال- والتوصل لتسوية لانه من دون حسم قضية الحرب وملف حقوق الانسان والتحول الديموقراطي لم تكون هناك علاقات كاملة مع المحور الاوروبي وستظل محصورة في بعض الملفات.

خالد أحمد
صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. رغم بعض التقدم الا أن السيد الوزير للأسف من رواد مدرسة (الأنبطاح والأنبراش) التى تهيمن على صناعة القرار خاصة تجاه قطعان الشمال وبقايا طربق الحجاج