تحقيقات وتقارير

الجريمة الكاملة.. هكذا قتل المجرمون زوجتي وبناتي وحفيدتي بدم بارد


جريمة غامضة وقعت منذ سنوات وظل الجاني مجهولاً، وظلت لغزا استعصى حله على رجال الشرطة السودانية ومرت السنوات والعقود ولم تُفك شفرة تلك القضية الي الآن حتى اصبحت نموذجا صارخاً يرد بشكل عملي على من ينفي حدوث (جريمة كاملة).
(السوداني) زارت منزل العم (عبدو) بضاحية كوبر شرقي بحري، وهو الآن عبارة عن مبنى من عدة طوابق فحينما وقعت الجريمة كان المنزل على هيئة طابق واحد، وعندما وصلنا الي شقة العم عبدو استقبلتنا ابنته في الباب ببشاشة ولمسة حزن لم تفارق عينيها، وبعد ان عرفنا انفسنا وعلمت اني صحفية واني اريد اجراء حوار مع والدها سألت باستنكار عن اسباب تذكر حادثة مر عليها اكثر من 20 عاماً، وقتها كان العم عبدو على مقعد متحرك حيث كان في طريقة لمقابلة طبية، ورغم ذلك آثر العم عبدو ان يجلس الينا ويحدثنا عن الحادثة التي وقعت عام 1997م دون ممانعة.
يقول عم عبدو انه كان يشغل وظيفة مراجع حسابات بشركة (موبيل اويل) منذ العام 1960 وحتي 1992 وبعدها تقاعد ليجلس بمنزله الدافئ برفقة زوجته القتيلة التي تدعى (سامية) وبناته الخمس وقتها كانت احداهن متزوجة ولها طفلتان قتلت احداهما وبقيت الاخرى والتي تزوجت قبل اشهر وسافرت للاستقرار باحدى دول الخليج، يضيف ان ابنتيه القتيلتين احداهما تدعى (هبه) والاخرى (رشا)، اما حفيدته القتيلة فتبلغ من العمر عاما وشهرين وتدعى (روان مجدي) الا ان صغر سنها لم يشفع لها في قلوب اولئك القتلة.
يقول العم عبدو: في تلك الايام كنت ارأس لجنة شكلت بغرض بناء مسجد بمنطقتنا وهي منطقة (بدين) بالشمالية، وفي تلك الليلة المشؤومة وبعد صلاة العشاء علمت ان جارنا حضر لتوه من منطقة (بدين) وهنا قررت زيارته للاطمئنان على أحوال بلدنا وسؤاله عن المسجد واحواله، وذهبت اليه وجلسنا نتسامر ومر وقت على جلستنا وفي تلك الأثناء حضر ابنه الذي يدير متجرا في المنزل، فسارعت بسؤاله عن الساعة فاجابني بانها العاشرة مساءً، فاستأذنت لانني اعتدت على النوم باكراً كانت زيارتي لجاري بمثابة السهرة، وبعد ان عدت الي المنزل ارحت جسدي على فراشي واستسلمت للنوم ولم استيقظ من وقتها الا بعد نححو خمسة عشر يوماً.
بعد ان استفقت من غيبوبتي علمت بالحادث وروى لي الضابط عابدين الطاهر ان الحادث وقع فجراً وتحديداً عند (النباه) الاول، وعلمت من التحريات ان المتهمين يعتقد بانهم نحو 10 اشخاص، وعثر على اثار اثنين منهم داخل منزل جيراننا ووقتها كان حديث التشييد والدخول من حائطه الي داخل منزلنا سهلاً.
ويمضي ساردا تفاصيل الواقعة، يبدو ان تخطيط الجناة كان محكما حيث ان اثنين منهم دلفا الي منزل الجيران واستطاعا ان يتسورا الحائط ووصلا الي داخل منزلي وقاما بفتح ابواب الشارع لقية المتهمين وكانت اولى محطاتهم غرفة نومي حيث شرعا في تنفيذ جريمتهم بدءاً بي استخدموا في الجريمة الاسلحة البيضاء ما فعلوه داخل غرفتي انهما قاموا بضربي ثلاث ضربات متتالية على رأسي وقاموا بخنقي بجنزير وهشموا مقدمة رأسي بالضرب؛ وفقدت احدى عيني من جراء الاعتداء، ولم يتركوني الا بعد ان ظنوا اني توفيت اما زوجتي فقد كانت ترتدي (حجابا) في يدها فقاموا بقطعه واستخدام حلقاته في خنقها ولم يتركوها الا بعد ان دخلت في اغماءة كذلك قام الجناة بالاعتداء بالعصي على بناتي الثلاث فتوفيت في ذات الليلة ابنتي هبة وحفيدتي روان، وعندما حضرت الشرطة اكتشفت بالصدفة اني على قيد الحياة فتم إسعافي الي مستشفى الشعب ومن هناك الي مستشفى السلاح الطبي ومنها الي مستشفى الشرطة حيث افقت فيها هنالك.
استرسل العم عبدو قائلاً: بعد الحادثة وبعد ان حضرت الشرطة اكتشفت وفاة ابنتي وحفيدتي فقامت بإسعافي وزوجتي وابنتي رشا وابنتي الاخرى والدة المتوفية روان الي المستشفى وادخلنا جميعا الي العناية الكثفة، وتوفيت زوجتي بعد اربعة ايام من دخولها وفي ذات الوقت كان الاطباء قد قرروا اجراء عملية جراحية لابنتي بعد ان قالوا انها اصيبت بنزيفين احدها داخلي والاخر خارجي بالرأس، ونجحت العملية ووضعت في العناية المكثفة، ولكن يبدو ان الجناة كانوا يتابعون حالتنا الطبية ورغم اننا كنا تحت الحراسة الا ان حدثا مفاجئا حدث عقب العملية بسويعات كان سببا في وفاتها حيث ان العناية مزودة بمولد كهربائي حيث لا تشهد انقطاع تيار كهربائي الا ان ما حدث يؤكد جليا ان الجاني كان لحوحا في قتلنا جميعاً، وبالفعل كانت وفاة ابنتي بسبب عودة النزيف الداخلي بسبب انقطاع التيار الكهربي عن الاجهزة التي كانت موصولة بها، و بالفعل توفيت رشا ووالدتها، وبعد 14 يوما عدت للحياة واستيقظت من غيبوبتي وايضا تماثلت ابنتي الكبرى والدة الطفلة القتيلة للشفاء بعد مدة من الحادث.
من المفارقات العجيبة ان العناية الالهية شاءت ان تنجو حفيدتي الكبرى ووقتها كانت نائمة فقامت امها بوضع ثوب عليها غطاها باكملها الامر الذي لم يمكن المجرمين من مشاهدتها، اذا كانوا يعلمون انها موجودة لكانوا قتلوها ايضا، وهي الان كبرت وتزوجت وغادرت البلاد للعيش بالخليج، ومن الاشياء الغريبة ان جيراننا من الجوانب الخمسة ادكوا انهم لم يسمعوا استغاثات بناتي وانهم كانوا نياما داخل الغرب ولم يتمكنو من سماع اصوات الصرخات، وايضا علمت من التحريات ان حينما تم ابلاغ الشرطة وحضرت العناصر لم تقم بتطويقه مما ادى لفساد المسرح بكثرة دخول الناس للمنزل وحتى الغرف التي وقعت فيها الجريمة، الامر الذي تعذر معه رفع البصمات والاثار، وكانت المفاجأة انه بعد عدة ايام من التحريات المتواصلة قامت الشرطة بالقبض على زوج ابنتي وشقيقه واتهمتهما بارتكاب الحادث، علما بانه فقد ابنته وأصيبت زوجته في الحادث وكان الاتهام بحجة انهم عثروا على دفاره قرب منزل احد السفراء بطريق نائٍ بالخرطوم؛ وكان عليه آثار دماء.

هاجر سليمان
صحيفة السوداني


‫2 تعليقات

  1. الشيء المحير حدثت إغتيلات قريبة من العام 1990 الي العام 1998 ولا احد يعرف السبب وأتذكر كذلك بنت الجيران إكرام التي وجدت جسة بعدما تم قطع رقبتها

  2. في حيثيات القضية.. توجد أبعاد و مفارقكثيرة.. منها على سبيل المثال لا الحصر..
    1/ الدافع.. هل هو الإنتقام ام السرقة.. ولو فرضنا انتقام.. ممن؟
    2/ جمع الشهود