رأي ومقالات

محجوب حسين : أين اختفى رئيس أركان جيش «الزرقة» السوداني؟


أمران مهمان في العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش السوداني الخاضع في التوجيه والتحكم لمؤسسة التمركز السياسية، القابضة على مفاصل مشروع الدولة السودانية.
الأمر الأول، أن صانع القرار السياسي، اللاعب الأساس في عملية الحرب على الشعب السوداني، يعلم غرضه المقصود الذي طالما يستتر حوله تاريخيا، ويخوض مغامرات فتوحاته باسم خام الجيش السوداني تجاه الشعب السوداني المنتقى في المعايير والجغرافية. بالطبع الأمر لا يتعلق بدور للدولة في حماية مواطنيها، ولا باسم الحفاظ على السيادة ولا التراب الوطني، ولا صد العدوان الخارجي… إلخ. وهي مفاهيم في الظاهرة السودانية، قريبة للإنشاء والبلاغة، أكثر من كونها مفاهيم قانونية تترتب عليها مسؤولية قانونية. وهو ناتج عن بطلان العقد الاجتماعي السوداني لأنه عقد يقوم على ثنائية «الأنا» و»الآخر».
أما الأمر الثاني، فهو أن القوى الميدانية للجيش السوداني التي تتولى وتمسك بزمام السلاح والنيران وتخوض مشاريع الموت، وفق ما ينظم أو يدرج لها في أروقة «السيادة» التي تتحول إلى أوامر عسكرية، تحت ستار قوانين القوات المسلحة، أقرب إلى «قوانين استغلال البشر»، السؤال هنا، لم يعرف حتى اللحظة وبشكل جلي، وبعد مرور عقود كثيرة على تكوين القوات المسلحة، هل ما زالت، هذه القوى الميدانية العسكرية التي رأسمالها مصاريف الرواتب التي تمنح لها مقابل إنهاء إنسانيتها، تعي حجم الهوان والذل الذي تقوم به ضد نفسها، من دون التطرق للأمور الأخرى؟ المعلوم في هذا الاتجاه، إن أحد أهم الأذرع العلنية لجهاز حكم الهيمنة في السودان، وإن اختلفت المراحل التاريخية والشرعنات التي تظهر بين فترة وأخرى، هي مؤسسة الجيش والأمن التي توظف لها خام الهامش في مهام الحرب والموت المجاني، فيما إدارة الأوامر تتولاها صفوة مؤسسة التمركز وعناصرها التي تتموقع في عناصر وهويات وإرادات مجتمعية على ضوء خريطة التقسيم السودانية لكل شيء وفي كل شيء.
على خلفية ما أشرنا إليه، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ليست هناك ضرورة إذن، تستدعي السؤال وإعادته أو التشاكي أو النحيب على شكل المخطط الذي يدير به جهاز الهيمنة أعماله الحربية الانتقامية في جغرافيا الجبال السودانية وشبياتها الكثر على الخريطة السودانية، الأمر معلوم كما ذكرنا عند صانع القرار، دوافعه وعقيدته ومرجعياته، التي يبني عليها قراره، والهندسة التي ينفذ بها مخططه عبر مشروع الدولة القائم. المؤكد أن كل تلك المسوغات التي يتذرع بها تقع تحت طائلة التوظيف، لا علاقة لها عمليا بما يعرف الدولة ومؤسساتها ودستورها وقوانيها محل الاختلاف بين المكونات السودانية، لا تُجرم أحدا إلا من يتملك جهاز الهيمنة ذاته، فيما الخام الذي يمثل عصب القوى الميدانية للجيش، هو قوات مأجورة، مملوكة تؤدي وظيفة ضد نفسها تتعلق في الجوهر ببقاء المتعالي، وهو السلطان الذي يعمل ضد إنسانيته ووجوده كخام لم يُخلق في نظره إلا لتأدية هذه المهام.
المؤكد، ليست هناك مشروعية تتغطى بها القوات المسلحة السودانية في تأدية كل مهامها الحربية في تاريخها القريب والبعيد، ويأتي هذا رغم أن هذه المؤسسة باتت في نظر الحكم من المؤسسات الخاسرة، تعرضت للتفكيك التدريجي، بل الحل وفق مرسوم جمهوري غير معلن لصالح قوى ومليشيات قبلية معروفة بمليشيات «الدعم السريع»، تقاتل تحت عقيدة الهوية وتذبح وتسحل وفق قانون ينظم كل هذه الأعمال الإجرامية وتحت مرأى ومسمع الجميع. إن الضرورة السياسية والأخلاقية والأدبية تتطلب من أبناء الهامش السوداني في مؤسسة القوات المسلحة السودانية المنهارة، أن تعلن عن حالتها الجديدة وتنحاز لقضايا شعبها بشكل واضح، وهو الشعب السوداني بكامله في مقاومته للاستبداد والتطهير والإبادة، وألا تكون الذراع التي تقتل نفسها بنفسها، إن ما جرى ويجري في حرب الجبال السودانية من استهداف عرقيات وقوميات، بقومياتها نفسها هي ذاتها وتحت عباءة القوات المسلحة، أمر مخز، بحق، لا معنى لأبناء هؤلاء في الوجود والاستمرار في المؤسسة، لأن استحقاق الاستمرار في الحياة، تتطلب منهم إعلان فرز الجيش السوداني، وإعلان رئيس هيئة أركان جيش «الزرقة» للانحياز للقضية الوطنية الأم، هذا هو استحقاق الضرورة التاريخية لكل عناصر القوى الزنجية في القوات المسلحة.
هذا الانحياز يتواءم ويتفق مع طبيعة جذر الصراع السوداني، وهو صراع هويات أو هوية وإرادات تحمل هذه الهويات وتخوض صراعاتها عبر لافتات وشعارات وأيديوولوجيات، فيما نهاية الأمور تحددها من أين هو؟ ومن أين أنت؟
يظل التحدي يطرح عن محل اختفاء رئيس إركان الجيش الزنجي السوداني، ومتى يقوم بتأدية مهامه، والانحياز للقضية الأم، الخلاص السوداني، إن هذا الفرز هو الذي يمنح هذه القيادة الاستقلالية والسيادة والتحكم والقرار والتوجيه وإعلان موقع ومكان الحرب، وتصنيف العدو، عوض البقاء خام يستهلك من الآخر.

٭ كاتب سوداني مقيم في لندن

محجوب حسين


‫14 تعليقات

    1. الجيش السوداني الخاضع في التوجيه والتحكم لمؤسسة التمركز السياسية

      وأنت وكل العملاء أمثالك تخضع في الكتابة والعمالة للمؤسسات الصهيونية

  1. – العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش السوداني الخاضع في التوجيه والتحكم لمؤسسة التمركز السياسية، القابضة على مفاصل مشروع الدولة السودانية.
    ههههههههههههههههههههه والله جنس فلهمه وتقعير كلام تعمل ارتكاريا فى ضنب القرد ياخى والله انته راجل عنصرى بغيض ونتن لدرجه تقرف الخنزير .

  2. هذا الكاتب لم يقل الا الحقيقة لكن الحقيقة مرة و كل من يصفه بالعنصري فهو اكثر عنصرية

  3. يا أخي انت زول عنصري ساي …
    و الله دي نعمه من الله أن اكون سودانيا
    بضرب ليك مثل بسيط عسي و لعل تغير نظرتك عن السودانيين
    انا ممن تصنفونهم بالمهمشين في أقصي الشمال من وادي حلفا
    تم تهجيرنا للشرق من تعلم و النوبة المصرين لقراهم الجديدة شمال اسوان
    هنا الفرق ما بين النوبي السوداني و النوبي المصري
    النوبي السوداني يملك بيته وحواشتين ملك حر
    النوبي المصري لا يملك بيته و لا حتي قيراط من الأرض … لدرجه إذا أراد طلاء بيته أو تغير باب أو سلام فيه لا يتم ذلك إلا باستخراج إذن من بلدية اسوان
    انا في السودان اغير ما أشاء من أبواب و شبابيك علي مزاجي
    تم تعويضنا في السودان بمنازل مساحتها 600 متر مربع
    في مصر بيوتهم لا تتعدي ال 100 متر مربع
    في الأراضي الزراعيه تم تعويضنا باكثر من عشره اضعاف ما عوض به النوبة في مصر
    لنا الحق أن نرجع لمناطقنا علي ضفاف بحيره النوبة متي ما أردت
    في مصر تم التصديق لهم بقربه واحده و هي فسطل و ممنوعين من الاستفادة من بحيره النوبة كاقامه مشاريع مثلا
    في مصر يتم تهجير قبايل غير نوبيه في مناطقهم لطمس هويتهم
    في السودان لم و لا يحصل هذا
    ما عايز اكتر عليكم .. لكن نحن كنوبه محظوظين بأننا ننتمي لبلد جميل كالسودان و ننتمي لشعب جميل كالشعب السوداني

  4. امثالك لا يمكن ان يقدموا شيئا لوطنهم غير التلاعب بالعبارات و ما اسهلها من تجارة ،،،انا اقول لك انت الان في ضفة النهر لم تدخل الى العمق فما هو اتي بعد دعم الجيش بخمسة مليارات من السعودية سوف ترى غياهب الظلام و هلاويس و هضربات لم تراها منذ ان كنت صغيرا ،،، للأسف اصبحتم بضاعة رخيصة تباع و تشترى في سوق العملاء بثمن بخس ،،، انتم لا تمثلون دارفور و تاريخها العريق الذي لا ينكره أي سوداني ،،،

  5. اللهم اجعل نهايته على يد قواتنا المسلحة الباسلة وأحشره مع خليل وبولاد وسيده وولى نعمته مدمر القرآفى

  6. و الله الزول الاسمو محجوب بحس انو بتجيهو لوز بعد كتابة كل مقال من التعب في حشر و ادخال مصطلحات لا علاقة لها بالموضوع و في النهاية مقال عبارة عن حشو فارغ لمصطلحات و عبارات غير مفهومة و مبهمة .
    انا بستغرب نوع النضال البيناضلو الاخ الرفيق في لندن و أهله يفترشون السماء بسبب نضاله و كفاحه , قلبي على وطني .