حوارات ولقاءات

د. قطبي المهدي: البلاد مخترقة من بعض الجواسيس وهذا أكبر خطأ مخابراتي و إصراري على الإصلاح تسبب في إقصائي من مواقعي بالحزب والدولة


البلاد مخترقة من بعض الجواسيس وهذا أكبر خطأ مخابراتي
بعض قادة المؤتمر الوطني غير مرتاحين لوجودي في الحزب

المؤتمر الوطني غير قادر على محاسبة منسوبيه
هذه السياسات أقعدت الخدمة المدنية وأضرت بمشروع الجزيرة

هناك تباين بين المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية
إصراري على الإصلاح تسبب في إقصائي من مواقعي بالحزب والدولة

أكد القيادي بحزب المؤتمر الوطني ورئيس القطاع السياسي الأسبق د. قطبي المهدي أن حزبه بات عاجزاً عن تقديم الحلول لمجمل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي انتقلت مؤخراً إلى مرحلة الأزمات.

وقال قطبي في حواره مع لـ(الصيحة) إن المؤتمر الوطني يتحمل مسؤولية تدهور الخدمة المدنية وانهيار المشاريع الاقتصادية وخاصة مشروع الجزيرة. وأضاف أن المؤتمر الوطني بات يتمدد في الدولة دون أي وعي وإدراك ورؤية تقوده في وضع السياسات المستقبلية للسودان، عازياً ذلك لانشغاله بالحرب وتمكين قيادات في الجهاز التنفيذي والحزب وصفهم بالضعف وانعدام الخبرة.

وقال قطبي إن هناك عدم ارتياح لوجوده في المؤتمر الوطني، منوهاً إلى أن إصراره على الإصلاح أدى لخروجه من كافة مواقعه الحزبية والتنفيذية. ونبه المهدي إلى أن المؤتمر الوطني بات منفصلا عن أدبيات الحركة الإسلامية التي قامت في وقت سابق بصناعة الحزب كواجهة سياسية، بل تغول عليها وتمرد على سياساتها في بعض الأحيان.

ـ بدءاً هل فعلاً يحتاج المؤتمر الوطني إلى إصلاح أم إن ذلك مزايدات فقط؟
المؤتمر الوطني محتاج إلى تطوير مفاهيمه ابتداءً حيث مازال يكرر نفس الحديث الذي يقال في بداية ثورة الإنقاذ، ولم يتم طرح رؤية جديدة لمواكبة التحديات والمتغيرات الجديدة، كما أنه يحتاج إلى تطوير في بنائه التنظيمي لأن لكل مرحلة تنظيمية تكون لها مهام مرحلية، ومحتاج إلى أن ينظر في هياكله وكوادره، ومحتاج إلى جيل جديد، والقاعدة التي يقف عليها المؤتمر الوطنى لم تعد هي نفسها.

ـ هل يمكن أن نصفه بأنه في حالة إجازة مؤقتة؟
هو الآن يعيش في حالة ارتباك بعض الشيء من حيث مفاهيمه العامة، بل وفي حالة جمود أيضاً وفي حالة سيولة أيضاً لعدم وضوح الرؤى والمواقف.

ـ من يفكر الآن للحزب الحاكم؟
الآن الشخص الذي لديه إحساس كامل بالمسؤولية وبالتالي يمارس عملية التفكير هذه هو السيد الرئيس، وطبيعي أن يكون هو المفكر الأول، ولكن لأن هذا حزب كبير ومسؤولياته متعددة ووجود مؤسسات تقوم بهذا الدور ضروري، والآن انحصرت المسألة في السيد الرئيس، ولا يوجد شخص مهتم بالسياسات العامة، كل شخص في موقعه ومعني فقط بوضعه الشخصي.

(مقاطعة) هل تعنى أن كوادر الحزب الحاكم عديمة المسؤولية؟
إلا في إطار مسؤولياتهم المحددة ويحصر نفسه في مسؤولياته المباشرة، ولا توجد نظرة كلية تستوعب الناس جميعهم.

ـ حال غياب الرئيس عن الحزب هل يسبب هذا أزمة للحزب الحاكم؟
غياب الرئيس يسبب أزمة في كل الاتجاهات، وقد لمسنا هذا في فترة الانتخابات حيث لم يستطع الحزب تقديم قيادة جديدة رغم أن الرئيس أعلن أنه سيعتزل، وفشل في تقديم قيادة وتشبث بالرئيس واضطروه لقبول الترشيح مرة أخرى وهي ليست أزمة التفكير لوحدها، ولكن أزمة القيادة ستظل قائمة.

ـ هل تعني أن المؤتمر الوطني ليست لديه بدائل؟
المؤتمر الوطني أصلاً بديل حسب مبررات ثورة الإنقاذ، ومبررات انتخابه أكثر من مرة، وكما ذكرت أنا مرات عديدة أن الحزب لم يطرح رؤى جديدة للمشكلات والتحديات التي تواجه البلد وإضاعة الوقت في التعامل مع الأزمات.

(مقاطعة).. كيف أضاع الوقت؟
في بلورة رؤى وسياسات ومعالجات من فترة كافية ويفترض أن تقرأ المستقبل وتنظر إلى كل التحديات والاحتمالات، وإذا لم تقم بهذا العمل الآن لن تستطع أن تخاطب المشكلات، وحينما يجيء الوقت تكون أنت في قلب المشكلة، وبالتالي تكون أضعت الوقت الذي تستعين فيه، وبعد ذلك إذا حاولت أن تبحث عن حلول ستجد أن المشكلة قد تفاقمت.

ـ في نظرك الحزب الحاكم هل هو عاجز الآن؟
نعم، ولكن علي أية حال الآن هو أقوى حزب في الساحة بإمكانياته الكبيرة ومن الآليات التي طرحها الرئيس في مسألة الحوار، وجمع كل أهل السودان في حوار ديمقراطي بحيث يقدمون هذه المعالجات. وأنا انتقدت الحوار لأنه وضع سقفا معيناً للقضايا لمناقشتها، وغرق في مشاكل الحكم وحسب رغبة الأحزاب التي شاركت في وضع الأجندة، ولم يهاجم الأزمات والمشاكل الموجودة بشكل مباشر وبالأسلحة المتوفرة بالخبرات الوطنية الموجودة والاعتماد على الناشطين، وغرق في أجندة الأحزاب أكثر من الأجندة الوطنية، وهذه واحدة من الإشكالات التي لم يوفق فيها الحزب.

ـ مع أي تيار إصلاحي يقف قطبي المهدي في المؤتمر الوطني؟
قضية الإصلاح رغبة عارمة اجتاحت كل عضوية الحزب، بمن فيهم المسؤولون أنفسهم، وأعتقد أن المشكلة أعمق بكثير من مناقشتها، أو طرحها الإصلاحيون، والمشكلة لم تعد فى تغيير الوجوه ولم تعد في أي إصلاحات إجرائية وهي تتعلق بروح العمل نفسه العضوية الموجودة في كافة مستوياتها تكوينها لم يكن بقدر المسؤولية

ـ هل ما زال المؤتمر الوطني حزباً إسلامياً؟
ـ أعتقد أن هناك فجوة كبيرة جداً فيما هو موجود في أدبيات المؤتمر الوطني وفي خطابه السياسي وفي دستوره وفي الممارسة العملية التي أصبحت تخضع لكثير من المناورات والضغوط المختلفة من الداخل والخارج.

ـ من الذي عمل على صناعة هذه الفجوة؟
الحزب والنظام تعرضا لمؤامرات كثيرة، وأجبر على معارك يومية وأصبح لا يجد الطاقة والموارد التي كان يمكن أن يعالج بها، أو أن يحافظ بها على الروح الإسلامية التي بُني عليها، وهذه المعارك صرفته تماماً، وبالتالي الحزب وقيادته عجزت عن مواجهة التحدييْن وانصرفت لمواجهة التحديات سواء كانت الحروبات الداخلية أو معاركها الدبلوماسية في الخارج، واستهلكت كل طاقتها، وبالتالي نشأت أجيال في الحزب لم تكن على مفاهيم الحزب الأساسية.

ـ ما هو أكبر خطأ ارتكبه المؤتمر الوطني؟
هناك من المؤكد أخطاء وقعت من الصعب تصحيحها، وهناك أشياء مازالت موجودة، وهذه التي يستهدفها الإصلاحيون، والأشياء التي حصلت بعض المعارك التي خسرناها منها معركتنا مع الحركة الشعبية في جنوب السودان ومنها كثير جدًا من قضايا الجوار المتعلقة بالحدود، وكذلك الارتجال في بعض السياسات الهامة كالسياسات الاقتصادية، وما يتعلق بالخدمة المدنية التي يتحمل جزءاً كبيراً جداً في تدهورها في المشروعات الأساسية في الجزيرة، هذه كلها أخطاء كبيرة جدًا في تقديري، ولكن في داخل الحزب استطعنا إعداد جيل قادر على تحمل المسؤولية الوطنية في هذه الفترة الصعبة.

ـ هل هناك ديكتاتورية داخل الحزب؟
عندما نقول ديكتاتورية، تتبادر إلى الذهن صور معينة، وهي ليست ديكتاتورية بهذا المعنى، ولكن كانت هناك بعض العناصر تميل إلى استحواذ السلطة بالحزب وحرية الكلام والطرح موجودة.

ـ نظرتك الإصلاحية موجهة لمن؟
أكثر مما يؤخذ عليّ أننى صريح جداً، وهم مطلعون على أفكاري خاصة تصريحاتي للإعلام وهنالك قضايا أشعر بأنها لا تخص الحزب بل هي قضايا قومية.

ـ هل كانت لهذه الآراء تبعات؟
بالتأكيد، أي إنسان لديه وجهة نظر مخالفة لن يكون وجوده مريحاً لبعض الناس.

ـ أهم التبعات التي تعرضت لها؟
لا أود الحديث في هذا الأمر كثيراً، ولكن منها ابتعادي عن الحزب والسلطة وهي إحدى التبعات ولكن جزء منها تم باختياري.

ـ هل مورست عليك سياسة الإقصاء؟
هنالك عدم ارتياح من وجودي فقط.

ـ شخص في حاجة للنصيحة بالمؤتمر الوطني؟
أعتقد أنه رئيس الحزب، وما أدليت به في الإعلام يعتبر نصائح للحزب.

ـ ما هي علاقتك بالجماعات الأصولية؟
عندما توليت إدارة الجهاز كانت السياسة الموجودة هي سياسة الباب المفتوح والغرض منها اجتذاب الاستثمارات العربية للسودان واستغلت هذه السياسة وصادفت عودة المجاهدين من أفغانستان وكان أي مجاهد يرجع يعتقل من المطار، وقد كانوا يجدون تعاطفاً كبيراً جداً من الدول، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت ترسلهم إلى أفغانستان، وبعد انتصار الثوار وهزيمة الروس وانسحابهم من أفغانستان ورجوع المجاهدين، كان هنالك تخوف من المجاهدين الذين تلقوا تدريباً جيداً، وماذا سيفعلون إذا عادوا إلى بلادهم، وبدأوا في اعتقالهم بالمطارات، وكثير منهم وخوفاً من ذلك توجهوا إلى البلد الذي يستضيف كل عربي من غير تأشيرة، فجاءوا إلى السودان، ولم يمارسوا إرهاباً، بل كثير منهم انخرط في أعمال ليعيش منها وبدأت هذه الدول التي ينتسب إليها هؤلاء تشتكي من وجود إرهابيين في السودان، وأصبح الكلام عن الإرهاب واستغلاله لأن السودان ينتهج نهجاً سياسياً مرفوضاً لأمريكا في ذلك الوقت وبدأت المشاكل، وأنا جئت في هذا الوقت، وكان عليَّ أن أُخيّر هؤلاء الأفغان العرب في أن يختاروا أي بلد يذهبون إليه، وبالفعل أشرفنا على إبعادهم من السودان من غير تسليم أي شخص لأي جهة وكانوا لا يثبُت عليهم شيء حقيقة، ولكن مع ذلك وضع السودان في قائمة الإرهاب والدول الراعية له، وبدأنا معركة دبلوماسية واسعة جداً مع أمريكا والدول الغربية والدول التي تريد أن تستغل هذا الوضع لمحاصرة السودان، وحتى بعد أن اعترفوا بأن السودان لا يرعى الإرهاب بل بالعكس متعاون ورغم ذلك ظلت العقوبات قائمة.

ـ خلال تلك الفترة هل صحيح أن السودان كان مخترقاً من قِبل بعض الجواسيس؟
هذا الوضع موجود قبل ثورة الإنقاذ وأثناء ثورة الإنقاذ وحتى اليوم وهو أمر صحيح.

ـ ماذا عن بعض الشخصيات الموسومة بأنها إرهابية مثل كارلوس؟
الجاسوس كارلوس أدخلته مخابرات عربية وزودته بجواز سفر دبلوماسي مزور.

(مقاطعة) ما هي المهة بالضبط التي جاء من أجلها؟
الجهة التي أرسلته كانت تريد توريط السودان وأن السودان راعٍ للإرهاب بدليل وجود كارلوس، وهو في النهاية تحول إلى قاتل أجير، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانهيار الكتلة الشيوعية ضاقت به الأرض وحاول أن يتعامل مع القذافي الذي شعر بأنه أصبح عبئاً عليه، ومخابرات عربية معروفة بالنسبة إلينا، وعندما اكتشفنا وجوده، تحقيقاتنا أوصلتنا إلى من أين جاء، وشعرنا بأنها مؤامرة ضدنا في السودان، لذلك تم تسليمه لفرنسا.

ـ كيف تنظر للعلاقة بين المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية حالياً؟
الحركة هي التي جاءت بهذا النظام، والآن النظام تضخم وخرج من قبضتها وسيطرتها.

ـ في حال ذهاب النظام هل ستذهب الحركة؟
من المؤكد سوف تتأثر جداً، مثلاً نظام مرسي وبعد سقوطه ضُربت الحركة الإخوانية في مصر وتم حلها ووضع قياداتها في السجون وهي تعتبر المسؤول الأول من النظام وقاعدته الأساسية.

ـ هل الحركة الإسلامية في حاجة إلى الإصلاح؟
طبعاً، وحاولت القيادة الجديدة وكل الاستراتيجيات التي عملت لإصلاح الحركة من البنيان المرصوص ثم الهجرة إلى الله، هذه كلها كان الغرض منها إصلاح الحركة.

ـ هل سلوكيات النظام خصمت من نهج الحركة؟
نعم، لحد كبير جداً، خاصة أن النظام اتهم بالفساد والفشل، مع أن الناس بنوا آمالاً على الحركة لتقدم نموذجاً مختلفاً جداً، ولكن هذا لم يحدث.

ـ إذاً هي في حاجة إلى المراجعة؟
من المؤكد هي في حاجة لذلك، فهي أثرت في صورتها لأن الناس تكن لها تقديراً واحتراماً كبيراً جداً، ويعتقدون بأنها تنظيم متماسك جداً ويمكن أن تواجه بأي شيء ما عدا الصراع فيما بينهم وهذه النقطة أثرت على الحركة والتفافهم حولها وثقتهم في مصداقيتها.

ـ هل الحركة قادرة على محاسبة منسوبيها في السلطة؟
ربما تكون هناك أجهزة في الحركة تعمل على المحاسبة.

ـ والحزب هل لديه الأدوات الكافية للمحاسبة؟
في الوقت الراهن الحزب بات غير قادر على محاسبة منسوبيه حيث أصبح حزباً سائلاً، فالآن كل مسؤول يفعل ما يشاء ولا توجد جهة تحاسب نظراً لغياب السياسات الكلية والمرجعية تستطيع من خلالها محاسبة الناس بها، فالانهيار الذي حدث في كل من الخدمة المدنية، قد أتاح فرصة كبيرة للمسؤولين بأن يتصرفوا على هواهم.

ـ هل تعني أن النظام غير قادر على ترتيب بيته الداخلي؟
النظام محتاج إلى ترتيب بيته الداخلي، وبعد كل هذا الحوار وصلتني رسالة في الموبايل بأن الرئيس وجه بإصلاح الخدمة المدنية، وهذا يدل على أن القيادة استشعرت كثيراً جداً من سياساتها وتخبط الجهاز التنفيذي وخاصة أن كثيراً من السياسات والقرارات التي تصدر لا تجد طريقها للتنفيذ، والمشكلة الآن أصبحت معترفاً بها، ولا يستطيع إنسان إنكار حالة الفوضى في الخدمة المدنية والجهاز التنفيذي.

ـ هل تعني أن الإنقاذ بعد 25 سنة قد فشلت؟
هنالك هجوم شديد على الإنقاذ الأولى حتى من أهل الإنقاذ، ورغم الهجمة التي كانت في الفترة الأولى والآن انظر كيف تغيرت مواقف الدول التي حولنا من معاداة السودان على الأقل الحياد والوقوف مع السودان هذا غير المعارضة التي كانت في كل الدول التي من حولنا وبمعسكراتها والدعم الذي تجده، وهذا يدل على أن الفترة الأولى كانت صعبة جداً، ومع ذلك كل الإنجازات التي حققها النظام في الفترة الأولى من ظهور البترول لهزيمة الحركة الشعبية وللطرق والاتصالات والتوسع في التعليم وأي أمر حدث في الفترة الأولى وبعد ذلك وبعد كل هذه المصالحات ما في إنجازات وعندما وصلت الإنقاذ للسلطة وجدت هذه الأزمات موجودة وقضت عليها تماماً وإبان فترة الصادق المهدي وانعدام كل شيء من الأسواق والسوق السوداء والحالة الصعبة التي كان يعيشها المواطنون وكيف استطاع هؤلاء الشباب النزول للشارع وضبط الأسواق ومحاربة الفساد، وقد كان الطيب محمد خير وزيراً في مجلس الوزراء والحملات التي قام بها تجاه محاربة الفساد، والبلد انضبطت تماماً، وتوفرت السلع والمعاناة انتهت.

ـ من يعمل على صناعة الأزمات بالبلاد؟
ما في إنسان بيصنع الأزمات، ولكن الأوضاع التي تخلقها هي التي تصنع الأزمات السياسية.

ـ هل هذه السياسات قادرة على إسقاط النظام؟
لا أظن، ومن دراساتنا للتاريخ القريب كل الثورات التي حدثت وأطاحت بالأنظمة الموجودة حصلت بصورة مفاجئة جداً حتى فاجأت الشعب السوداني، وأكتوبر عندما اندلعت الأمور لم تصل إلى هذه الدرجة، حتى الانتفاضة على نميري ما كانت متوقعة على الرغم من وجود محاولات في سنة 76 وفي سنة 70 في الجزيرة أبا، وكلها كانت حركات منظمة مرتبة وقوية جداً، ولم تستطع إسقاط النظام والانتفاضة كانت في وقت المعارضة غير قوية.

ـ هل السودان بعيد عن سيناريو الثورات العربية؟
في اعتقادي السودان بعيد عن ذلك.

ـ برغم من وجود هذه الأزمات؟
البلاد التي اندلعت فيها هذه الثورات كانت لا تعاني من أزمات، مثلاً ليبيا لا تعاني من أزمة معيشة، هنالك أزمة من نوع آخر، في مصر ومن خلال اطلاعي على أوضاع المواطنين إبان حكم عبد الناصر والسادات لم تكن الأفضل في عهد حسني مبارك، وكل البلاد التي اندلعت فيها الثورات الأسباب تختلف، وعندنا في السودان الجميع لديه رؤية بأن الإطاحة بالنظام سيكون البديل أسوأ والناس طبعاً بيتململوا من الأوضاع المعيشية، وقد يتظاهروا ولكن ما بيكونوا حريصين على الإطاحة بالنظام، وهذا هو الفرق بين الثورات التي حدثت في دول الربيع العربي وإسقاط النظام بيعتمد على أشياء أكثر من ضيق المعيشة.

ـ نصيحة للنظام؟
كنت أعتقد بأن الرئيس سيشكل حكومة كفاءات لحل المشاكل وليس لترضية الجهة الفلانية.. والشعب السوداني سيكون راضياً عن حكومة الكفاءات.. وثانياً يجب أن يكون هنالك حوار بجانب هذا الحوار الجاري، حوار خبراء لتناول هذه القضايا واحدة واحدة، تناول مثل قضية التعليم وهي شرط أساسي للنهضة، وقضية الاقتصاد للخروج بإستراتيجيات قابلة للتنفيذ، وهذا يحتاج إلى قيادة لديها إرادة سياسية قوية مثل قيادة البشير.

حوار: الهضيبي يس
صحيفة الصيحة