صلاح حبيب

امتحانات الأساس بين اليوم والأمس!!


تبدأ اليوم بجميع مدارس ولاية الخرطوم امتحانات شهادة الأساس للعام 2016م والتي تجاوز عدد الجالسين لها أكثر من مائة ألف طالب وطالبة. الامتحان هم تنشغل به الأسر قبل التلاميذ، فمنذ بداية العام الدراسي تجد الآباء والأمهات في حالة اهتمام غير عادي بأبنائهم من حيث المذكرة والمدرسين الخصوصيين، وكذا الحال بالنسبة للمدارس التي تذوقت حلاوة النجاح والتفوق في كل عام، تحرص على أن يكون تلاميذها محافظين على مستوى المدرسة أولاً وعلى تفوقهم ثانياً، ولذلك تقدم جرعات دراسية أحياناً تكون فوق طاقة التلاميذ، وقد يتقبلها البعض وقد يصاب آخرون بأمراض بسببها، ولذلك كم من متميز ومتفوق في دراسته يفشل في المحافظة على هذا المستوى في نهاية المرحلة الدراسية، وكم من تلميذ متوسط الذكاء يجئ ضمن الطلبة المتفوقين، وكم من تلميذ متفوق في مرحلة من المراحل ولكن عين الحسد تجعله يقطع دراسته، وأحياناً يفشل التلميذ عندما ينتقل إلى المرحلة ويعجز عن المحافظة على مستواه الأكاديمي إبان فترة المرحلة السابقة، ولذلك نقول إن الامتحانات أحياناً لا تكشف المستوى الحقيقي للطالب، وأحياناً يكون الطالب في امتحان من الامتحانات متفوقاً ويتدنى مستواه في الامتحان الآخر، ونلاحظ ذلك خلال الامتحانات الشهرية التي تجرى للتلاميذ، ففي امتحان تجد الطالب درجاته عالية، وفي الامتحان الذي يليه تتدنى درجاته ليس لأنه أهمل الدراسة، ولكن طريقة الأسئلة أحياناً من امتحان لامتحان تختلف.
فأبناؤنا التلاميذ الذين يجلسون اليوم لهذه الشهادة يواجهون بضغط عالٍ من الأسرة التي تريدهم من المتفوقين، وإذا قارنا ما بين الدراسة الآن والدراسة في الماضي، نجد أن هناك تساهلاً كبيراً في العملية التعليمية، فكم من تلميذ قادته نصف درجة إلى السوق أو إلى النجارة أو الحدادة أو أية مهنة أخرى، فالتعليم في الماضي ونظراً لقلة المدارس آنذاك كان عدد التلاميذ المحظوظين بوجود فرص إلى التعليم الثانوي أو الجامعي قليلين، وكان من الصعب أن يحصل التلميذ على الدرجة الكاملة في المادة ناهيك عن المجموع الذي يحصل عليه التلاميذ بالعشرات، فهل يعقل أن يحصل التلميذ على الدرجة الكاملة في مادة الإنشاء، فالتعليم الآن يعتمد على الحفظ عكس ما كان في الماضي الذي يعتمد على الفهم، فالتلاميذ الآن عبارة عن مسجلات يحفظون المادة ويفرغونها في ورقة الإجابة، وإذا جئت بعد يوم أو يومين تجده قد بخر كل المعلومات التي حفظها.
التنافس الدراسي أصبح محموماً والمدارس المميزة أصبحت قليلة خاصة المدارس الحكومية التي كانت في الماضي أس العملية التعليمية، الآن القطاع الخاص أصبح هو المسيطر على التعليم وبأسعار باهظة، فهل تنجح وزارة التربية والتعليم في إعادة التعليم الحكومي إلى سيرته الأولى، وإعادة المعلم لوضعه السابق الذي تغنت الفتيات باسمه (وا ناري ألما بقيت أستاذ أدرس الحصة وأصحح الكراس).