داليا الياس

خواطر عروس


* الكثير من الأهل والأصدقاء يجتهدون في إغداق النصائح على العروس الجديدة التي تتحسس طريقها إلى الحياة الزوجية مع شخص هي غير معتادة عليه وإن كانت تعرفه منذ زمن وبينهما حب كبير. ولكن غالباً ما تفاجأ العروس ـ رغم حرصها على الالتزام بتلك النصائح ـ بأن التجربة الفعلية تختلف في الكثير من التفاصيل على حسب طبيعة تفكير وأسلوب حياة كل واحد منا، غير أن هناك أيضاً نقاطاً جوهرية مشتركة يجب أن نضعها جميعاً في الحسبان وفق تجاربنا الخاصة.
* تقول هذه العروس من خلال خواطرها: “منذ الأسبوع الأول من زواجنا أدركت أن العواطف الملتهبة لا تتوفر طوال الوقت، بل تظهر وتختفي، وأن المنحنى البياني للعلاقة الزوجية يبدو في صعود وهبوط على نحو متكرر، كما أن الزواج مؤسسة تمتلئ بالعواطف الجياشة حيناً وتعاني من الملل والرتابة حيناً آخر، وهو ما يلزم أن نتعامل معه بحكمة وصبر حتى لا يتحول هذا الملل إلى روتين قاتل ينسف كل شيء.
تعلمت أيضاً أن هناك اختلافاً كبيراً بين اهتمامات الرجل واهتمامات المرأة، وليس لزاماً علينا أن نحب ما يحبه الشريك ولكن علينا أن نحترم ميوله ورغباته ونضعها دائماً في الاعتبار دون أن نُظهر ضجرنا منها. كما أن الرجل لا يعرف لغة عقل المرأة، ولا يجيد قراءة أفكارها، لذلك على كل زوجة أن تكون حريصة على التعبير عما تريده ولا تنتظر من زوجها أن يفهم بمفرده ما تريد، وهو الأمر الذي تغضب الكثير من النساء لعدم حدوثه دون أن يكون للأزواج ذنب فيه.
تعلمت أيضاً أنه إذا كان من الصعب أن أعامل الضيوف كأفراد العائلة تماماً، فإنه من الصعب أيضاً أن أعامل زوجي كضيف، خاصة عندما أطلب منه شيئاً ما كأداء بعض المهام المنزلية. فالرجل يحتاج لتعامل خاص، لذلك عليك أن تطلبي منه المساعدة بلغة رفيعة وأدب جم، كما لا تنسي أن تشكريه على ما ينجزه لك من خدمات بكلمة رقيقة أو دعاء كريم، فذلك سيشعره بالأهمية وبأنك تقدرين وجوده في حياتك وما عليه من أهمية.
تعلمت أيضاً ألا أخلد للنوم وفي قلبي غضب أو عتاب على زوجي، فلابد أن يحدث بعض التوتر والخلافات الشخصية بين الأزواج، غير أن الخلود إلى النوم وتركها دون تصفية يشعر الطرف الآخر بالحنق ويجعل الأمور تتفاقم وتكبر، فاحرصي على تصفية الأجواء بينك وبين زوجك بهدوء حتى تصلا إلى أقرب نقطة للتلاقي.
* هذه فقرات مفترضة من خواطر عروس، أجمل ما فيها حث الزوجات على اعتبار الزوج واحداً من الضيوف ولو بنسبة ضعيفة، ففي العادة نحن نحتفي بالضيوف ونرتب لأجلهم البيت ونتأنق ونلبس من أفضل ما لدينا، ونقدم أشهى طعام وبأفضل الخدمات الممكنة، وفي حضرتهم يتسم سلوكنا بالتهذيب والاحترام، ونجتهد في فتح مواضيع شيقة (للونسة)، فلماذا لا نفعل كل ذلك مع أزواجنا؟ فالأكيد أننا كزوجات مسؤولات عن مملكة الزواج أكثر من الأزواج، كل شيء يتم بعلمنا ولنا الحق في التغيير والتقرير كما يجب، فلماذا لا نعتبر أزواجنا ضيوفاً أعزاء فنعتني بهم ونظهر أمامهم في أبهى الصور في كل شيء؟
ربما يرى بعضكم في هذا بعض (التكلف) ولكن سرعان ما سيتحول كل هذا إلى عادة، وبهذا يمضي الزواج نحو النجاح وينشأ الأبناء في جو مهذب ونقي بعيداً عن حدة المعارك والخلافات والاستياء والملل، إن المعاملة الطيبة تكسبنا دائماً احترام ومحبة الآخرين، فينظرون لنا بعيون إيجابية، وأعتقد أن أكثر من يستحق هذا التعامل الطيب هو ذلك الزوج الذي اختارته كل واحدة منا ليكون فارسها وبطل خواطرها اليومية على مر السنين..
* تلويح
* يا (زوجنا) لو زرتنا لوجدتنا (نعم الأنيس) وأنت (رب المنزل)!


تعليق واحد